ما الفرص الشرائية المتوقعة بأحياء الرياض بعد مشروع المترو؟ بدء العمل على إعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني ما هو التستر التجاري؟ التجارة توضح المنظمة الناجحة تحافظ على كوادرها البشرية ترامب: هل تعلمون لماذا لا يستطيع ماسك أن يصبح رئيسًا؟ القبض على سفاح ليبيا.. شنق والدته وقتل آخر بكلاشينكوف أكثر من 4 ملايين متر إجمالي الحدائق والمنتزهات الخضراء في الباحة الشؤون الإسلامية تختتم أكبر مسابقة لحفظ القرآن الكريم بالنيبال ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين يؤدون مناسك العمرة احذروا الحليب غير المبستر
كشف عام 2021 عن مشاكل متأصلة في الاتحاد الأوروبي، ففي حين أن الأزمات ليست غريبة عليه إلا أن الأسابيع القليلة الماضية سلطت الضوء على الهوة الكبيرة بين طموح بروكسل الكبير وقدرتها الفعلية.
المشكلة الأكثر إلحاحًا هي فضيحة لقاح كوفيد-19، والتي تسببت في إقالة اثنين من كبار المسؤولين في الكتلة، ووضعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في موقف حرج.
في وقت سابق من الوباء، أدركت بروكسل أن الاندفاع نحو اللقاحات يمكن أن يؤدي إلى شراء الدول الأعضاء الغنية كميات ضخمة، بينما ستعتمد الدول الأفقر على الإمدادات، وهنا تدخل الاتحاد الأوروبي وأبرم صفقات مع الشركات المصنعة بسعر أفضل مما يمكن للدول الفردية التفاوض عليه.
وكانت معظم الدول الأعضاء سعيدة بهذا الوضع، حتى بدأت المملكة المتحدة في التطعيم بمعدل أسرع من الاتحاد الأوروبي، وهنا قررت المفوضية معالجة ذلك، لكن أثناء معالجتها هددت بإنشاء حدود على جزيرة إيرلندا وعودة العنف الطائفي، ما أدى إلى غضب البلد العضوة في الاتحاد.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم استدعاء رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أمام البرلمان الأوروبي لتوضيح موقفها، وطُلب منها الاستقالة عدة مرات، وقد اعترفت بأنها ارتكبت أخطاءً في شراء للقاحات، قائلة إنهم تأخروا في الموافقة، وكانوا متفائلين للغاية بشأن الإنتاج الضخم، كما أعربت عن أسفها العميق لإثارة مخاوف بشأن الاستقرار في إيرلندا الشمالية.
ومما زاد من معاناتها، أن رئيس الشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، واجه أيضًا دعوات للاستقالة بعد زيارة كارثية لموسكو تعرض فيها الاتحاد للإذلال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره سيرغي لافروف المعروف ببراعته مع وسائل الإعلام، مستخدمًا أسئلة لوصف الاتحاد الأوروبي بأنه شريك غير موثوق به.
وقال ألكسندر ستاب، رئيس الوزراء الفنلندي السابق: يجب أن تكون مستعدًا عندما تلتقي بالمسؤولين الروس، لقد حصل لافروف على ما يريده بالضبط، انتقد الكتلة وأحدث جنونًا إعلاميًا، وضغط على بوريل داخليًا.
وتتعرض الكتلة لانتقادات جمة، حيث إن هناك مطالب شديدة بالدفاع عن الديمقراطية داخل الاتحاد الأوروبي؛ وذلك لأن محكمة في بودابست أيدت قرارًا اتخذه المجلس الإعلامي المجري بإيقاف بث آخر محطة إذاعية مستقلة متبقية في البلاد.
وغرد مفوض الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان في حالة رعب من هجوم أوربان الأخير على الديمقراطية، ومع ذلك أشار الكثيرون إلى أن التغريدات لا تدفع الحكام المستبدين إلى عكس سياستهم.
المفوضية الضعيفة تعني دائمًا اتحاد أوروبي ضعيف، وفسرت صوفي إن فيلد، عضوة البرلمان الهولندي، قائلة: من الناحية النظرية، فإن المفوضية هي هيئة بيروقراطية، وغطرسة السلطة تشل الأوضاع، لأن لجنة الاتحاد الحالية تتصرف مثل الحكومة وتعمل مع حكومات الدول الأعضاء، وفي الوقت نفسه يفشل البرلمان في محاسبتها، وحقيقة أن بوريل وأورسولا فون دير لين أفلتا من هذه الأخطاء يقوض الاتحاد الأوروبي بأكمله.
ودافع المسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن أفعالهم في الآونة الأخيرة قائلين: إلقاء اللوم على بروكسل هو هواية شائعة لدى الحكومات الأوروبية عندما تسوء الأمور، فكرة أن دولًا أخرى مثل بريطانيا نجحت في تحقيق الانتشار السريع للقاحات ليس خطأ الاتحاد؛ ذلك لأن الدول لديها نوعية متفاوتة من الخدمات الصحية وبعضها سيحصل على التطعيم بشكل أسرع من البعض الآخر.
غالبًا ما تحير الطريقة التي تعمل بها السلطة داخل مجلس الاتحاد الأوروبي الغرباء، ذلك لأن في معظم القضايا، الدول الغنية هي صاحبة القرار، ومن المفترض ألا تسير الأمور على هذا النحو.
فعندما احتاجت اليونان إلى الإنقاذ، كانت ألمانيا هي التي أصرت على التقشف، وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فإن الأولويات الاقتصادية لألمانيا وفرنسا هي التي تتفوق على المخاوف بشأن حقوق الإنسان عند إبرام صفقات مع الصين، وتأثير ذلك على السياسة الخارجية لأوروبا كبير، ذلك لأن الاتحاد يتكون من 27 دولة وتحتاج كل واحدة منهم إلى التصرف لصالح صلحتها الوطنية، لكن هذا الأمر بات غير موجود حاليًا.
وكثير من سكان أوروبا في أمس الحاجة إلى الإصلاح الذي يجعل أوروبا أكثر ملاءمة لهم، فمن الخارج، غالبًا ما يُنظر إلى الاتحاد الأوروبي على أنه مشروع إيجابي مبني على فكرة الوحدة بعد قرون من الصراع، لكن بإلقاء نظرة فاحصة على الأوضاع فسنجد أن صراعات القوة الداخلية تمنعه من أن يكون قوة عالمية حقيقية في القرن الحادي والعشرين، لا سيما وأنه يحاول اجتياز الكثير من الأزمات الأوروبية في أكثر اللحظات تحديًا في تاريخ الكتلة.