نيمار بعد إصابته: الأطباء حذروني أمانة جدة تستعيد 18 موقعًا على الواجهة البحرية إعلان نتائج القبول النهائي بقطاعات الداخلية والأمن الصناعي الاتحاد والأهلي الأكثر حضورًا في جولة الديربيات عملية نوعية تحبط تهريب 100 كيلوجرام من نبات القات المخدر بجازان القبض على 3 مقيمين لترويجهم الحشيش المخدر في جدة أمطار غزيرة على الحدود الشمالية تستمر حتى السبت القبض على مقيمَين لترويجهما 1.5 كجم من الشبو المخدر بالرياض الملك سلمان وولي العهد يهنئان رئيسة جمهورية مولدوفا حالة مطرية غزيرة على جازان تستمر حتى الـ 8 مساء
تستعد المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، للتنحي في وقت لاحق من هذا العام، بعد أن عززت منذ فترة طويلة مكانتها كواحدة من أنجح القادة السياسيين في العالم.
خلال فترة وجود أنجيلا ميركل في منصبها، تعاملت مع خمسة رؤساء وزراء بريطانيين وأربعة رؤساء فرنسيين وسبعة رؤساء وزراء إيطاليين، وعندما يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه يوم الأربعاء، فسيكون رابع قائد عام للولايات المتحدة تعمل معه.
وعلى الرغم من سجلها الحافل، أمضت ميركل، زعيمة رابع أكبر اقتصاد في العالم، الكثير من حياتها المهنية السياسية مضطرة إلى إثبات نفسها للزعماء والقادة من حولها الذين حاول بعضهم إذلالها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أحضر فلاديمير بوتين ذات مرة كلبًا من فصيلة لابرادور إلى لقائه مع المستشارة المشهورة بخوفها من الكلاب، وأخبرها دونالد ترامب أنها غبية، وتركها سيلفيو برلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا، ذات مرة تنتظر لمدة 15 دقيقة بينما كان يتحدث على الهاتف.
وعندما أصبحت أول امرأة تتولى أعلى منصب في ألمانيا في عام 2005، اعتبرها الكثيرون أنها تفتقر إلى الخبرة ولا تمتلك الكاريزما اللازمة للحكم.
وعندما احتفلت صحيفة بيلد، الصحيفة الألمانية الأكثر قراءة، بتنصيب ميركل كتبت: ملكة جمال ألمانيا، وحتى داخل حزبها، تمت الإشارة إليها باسم das Mädchen أي الفتاة بالألمانية، لكن بعد سنوات عديدة، ذهب خلالها القادة وجاء غيرهم، أضحت ميركل تتمتع بشعبية لا مثيل لها، وبات لقبها die Mutti أي رمز الأم والاستقرار.
وقالت جويس مشبن، أستاذة العلوم السياسية، إن ميركل كان يُنظر إليها على أنها زعيمة مؤقتة عندما صعدت لأول مرة في صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الحاكم في ألمانيا، وهو ما أحرج الحزب واعتبره البعض فضيحة لعدم وجود رجل حقيقي يقود الحزب، لكن انتهى الأمر بميركل إلى قيادة الحزب لمدة 18 عامًا، وسرعان ما أصبح واضحًا مدى صعوبة استبدالها.
وفي نهاية هذا الأسبوع، اختار الحزب أرمين لاشيت خلفًا لها، وقد كان حليفًا لها منذ فترة طويلة ويشغل حاليًا منصب وزير رئيس ولاية شمال الراين وستفاليا الفيدرالية، وكان انتخابه تصويتًا واضحًا لصالح استمرار سياسة ميركل المعتدلة وذلك المزيج الفريد الذي جمعت فيه بين خلفيتها وقدراتها وشخصيتها.
نشأت ميركل كابنة قس في ألمانيا الشرقية الشيوعية وحصلت على درجة الدكتوراه في كيمياء الكم، لذلك كانت تتعامل مع المشكلات بنفس طريقة الحسابات المعقدة، ورأى الناس فيها أنها شخص نزيه ولم تكن أول امرأة تصبح مستشارة فقط بل كانت أيضًا أول سياسية من ألمانيا الشرقية السابقة تتولى هذا المنصب بعد سقوط جدار برلين، لذلك لطالما نُظر إليها باعتبارها نوع جديد من القادة، تنضح بالتعاطف والاستقرار والموثوقية.
وحتى أشد منتقديها يعترفون بأن ميركل تتمتع بقدرات خاصة عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأزمات، فبعد أن شهدت ألمانيا الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون في منطقة اليورو وأزمة الهجرة وأزمة كورونا، كانت ميركل بمثابة صوت العقل وصانع الصفقات.
ويصفها علماء السياسة بأنها هادئة وبراغماتية ودبلوماسية، وهذا المزيج من العقلانية جعل المواطنون يفكرون بأي شيء فيها إلا أن تكون شخصية فاسدة، وقالت غابرييل أبيلز، أستاذة السياسة المقارنة بجامعة توبنغن بألمانيا إن ميركل تجسد ما يبحث عنه معظم الألمان في زعيم، ليس الكاريزما، فالعالم مليء بهم والتاريخ أيضًا، بل يريدون القوة الخاصة التي تتمتع بها ميركل والقدرة على بناء الإجماع والقيادة.
وتابعت أبيلز: من المضحك أنه يُنظر إلى النساء على أنهن عاطفيات للغاية، لكن في الواقع، فعند مقارنة بوريس جونسون أو دونالد ترامب مع أنجيلا ميركل نجد أنهم هم الأكثر عاطفية ويحكمون بمشاعرهم، أما المستشارة ميركل فهي دبلوماسية مصممة ليس فقط على المضي قدما ولكن لجعل الجميع يجمع على ما هو في مصلحة ألمانيا.
وقال تقرير شبكة الـ CNN: لقد أثمر تصميم أنجيلا ميركل على التوصل إلى اتفاق خلال بعض أكبر الأزمات في العقد الماضي، كانت قادرة على التوسط في صفقة بين منطقة اليورو واليونان، وأقنعت كبار المسؤولين في روسيا وأوكرانيا بالتحدث مع بعضهم البعض، وبصفتها عالمة سابقة ووزيرة للبيئة، فقد وضعت أيضًا قضية المناخ تحت نظرها منذ بداية قيادتها، وترأست أول مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ في برلين وأقنعت القادة الآخرين لمجموعة الثماني بقبول الحاجة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لقد جعلت جورج بوش يعترف بوجود مشكلة تغير المناخ.
وتابع التقرير: من أكثر اللحظات التي لا تنسى في تاريخ ميركل حين اتخذت قرارًا بمحاربة جميع الأشخاص في حكومتها ورئيس الشرطة الفيدرالية وحرس الحدود، حين رحبت باللاجئين الفارين من النزاعات في سوريا وأماكن أخرى، وقالت للشعب الألماني حينها: للأشخاص المضطهدين سياسيا الحق في اللجوء، يمكننا أن نفخر بإنسانية قانوننا الأساسي ونمنح الحماية لكل من فروا إلينا من الحروب.
وقال التقرير: هذا القرار سيشكل جزءًا كبيرًا من إرث ميركل، لقد كان عملًا إنسانيًا وكان التصرف الصحيح، ووحدت الشعب الألماني لتقبل هذه الفكرة.
رفضت أنجيلا ميركل مراراً فكرة الترشح لولاية خامسة ويعتقد معظم المعلقين أنها ستلتزم بهذا الوعد، حتى قرارها بالترشح لولاية رابعة كان مترددًا للغاية، لكنها رأت أن بوتين يتصرف بشكل سيئ وشاهدت انتخاب ترامب وقالت: ما يدور حولنا يجبرني على البقاء، لكن هذه المرة، يبدو أن ميركل مصممة على التراجع.
وقالت غابرييل من جامعة توبنغن بألمانيا: لا أعتقد أنها ستتولى أي منصب آخر، أعتقد أنها ستتقاعد بالفعل وستستمتع بفعل الأشياء التي بالكاد كانت قادرة على القيام بها في العشرين عامًا الماضيين.
وكانت قد أعربت أنجيلا ميركل في وقت سابق إنها تتطلع إلى قضاء المزيد من الوقت في خبز الكعك وطبخ حساء البطاطس الشهير في ألمانيا، مما يشير إلى أنها لا تخطط لتولي منصب آخر.
واختتم التقرير قائلًا: حتى لو تقاعدت تمامًا فإنها ستستمر في التأثير على العالم لفترة طويلة قادمة، وفي المستقبل، سيكون من الصعب للغاية المجادلة بأن المرأة لا يمكن أن تكون زعيمة ناجحة، وهذه رسالة مهمة للغاية يجب إخبارها للجيل الحالي والقادم.