لطالما انتقدت المنظمات الدولية والمجتمع الدولي أنشطة إيران الداعمة للإرهاب والتي لا تزعزع استقرار المنطقة العربية فحسب بل العالم كله أيضًا، ومع ذلك حرص نظام الملالي على التهرب تارة وعلى النفي تارة أخرى بشأن صلته المباشرة بالميليشيات والمنظمات الإرهابية.
أما في الآونة الأخيرة، فقد التقطت التقارير الغربية اختلافًا في نهج طهران وحرصها على إرسال رسالة ما للمجتمع الدولي، حيث أثار الظهور الإعلامي المتكرر لسفير إيران لدى مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، حسن إيرلو، العديد من التساؤلات حول توقيت الأنشطة الإيرانية العلنية في اليمن وطبيعة الرسائل التي تريد طهران إرسالها إلى المجتمع الدولي من خلال هذه الأنشطة.
ولأكثر من ست سنوات حتى الآن، نفت طهران تقديم أي دعم لميليشيا الحوثي المتمردة التي سيطرت عسكريًا على أجزاء من اليمن.
وبحسب تقرير صحيفة The Arab Weekly البريطانية فقد قالت مصادر سياسية يمنية إن إيرلو، الضابط في الحرس الثوري الإيراني الذي وصل إلى اليمن وتم اعتماده من قبل الحوثيين سفيرا للنظام الإيراني، لا يزال يكتنفه الغموض، حيث يتصرف كفرد من الجيش الإيراني وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الدولية لتهدئة الأوضاع في المنطقة.
واعتبر محللون يمنيون أن ظهور إيرلو بصحبة قيادات حوثية بارزة في احتفال أقيم في مسجد الصالح بصنعاء، لإحياء الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، كان بمثابة حركة استفزازية، ذلك لأن هناك تقارير أفادت بأن سليماني نفسه أمر بتصفية صالح.
وقال تقرير الصحيفة: احتفال الحوثيين في صنعاء بذكرى مقتل سليماني دليل على ما يمثله قائد فيلق القدس للحوثيين، حيث قدم دعمًا قويًا لهم لأنه كان الذراع القوي لنظام طهران في الخارج.
وتابع التقرير: لاحظ المحللون تغييرًا في سياسة طهران، ورغبتها في إرسال رسالة جديدة إلى المجتمع الدولي وهي أنها تسعى للانتقال إلى مرحلة جديدة في الملف اليمني وتربط بين ذلك وبين رغبتها في تنامي النشاط الإيراني في مناطق سيطرة الحوثيين، بحيث تكتسب مكاسب سياسية واقتصادية أكبر.
ويرى محللون أن هذه التحركات تأتي تزامنًا مع التوقعات بأن إدارة الولايات المتحدة الجديدة مستعدة للمشاركة في الاتفاق النووي مع طهران، وما يعنيه ذلك من مكاسب للنظام، وبالتالي لم يعودوا بحاجة إلى إخفاء علاقاتهم الوثيقة مع الحوثيين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر لها كان قياديًا سابقًا في جماعة الحوثي قوله: مثل هذه الاحتفالات التي تهدف إلى تمجيد قائد عسكري إيراني هي تعبير عن اعتماد عميق على طهران وشكل من أشكال الاستسلام والولاء والطاعة المبتذلة لها.
وتابع: ما يفعله الحوثيون في صنعاء هو إهانة لليمن واليمنيين وإهانة لكل مفاهيم الحرية والاستقلال والسيادة، الجانب الإيجابي الوحيد لهذه الاحتفالات هو أنها تظهر حركة الحوثيين على حقيقتها وأنها مجرد جزء من كل الجماعات التي تمولها وتدعمها وتديرها طهران بشكل مباشر.
ومن جانبهم، أجرى مراقبون يمنيون صلة مباشرة بين زيادة هجمات الحوثيين الفاشلة التي تستهدف مصالح بعض الدول العربية ومنها السعودية، والإعلان الرسمي عن وجود قائد الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو في صنعاء.
وقد اتهمت الحكومة اليمنية رسمياً ميليشيات الحوثي، ومن خلفها طهران، باستهداف مطار عدن الدولي بالصواريخ لحظة وصول الطائرة التي تقل الحكومة اليمنية الجديدة المعترف بها دولياً إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وقال السياسي اليمني ومستشار وزارة الإعلام اليمنية فهد طالب الشرفي لـ Arab Weekly إن الاحتفال الذي أقامه الحوثيون في صنعاء بحضور السفير الإيراني في ذكرى مقتل سليماني يحمل عدة رسائل وأبرزها على الإطلاق إخبار الجميع بأن نهج الحرس الثوري سيبقى ساريًا بعد أن استولى إيرلو على مقاليد السلطة في صنعاء واعتبار العاصمة اليمنية رابع عاصمة عربية تخضع لإشراف سليماني بحسب تصريحات إيرانية سابقة.
وتابع: هذه الرسائل الفجة والصارخة تمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة اليمنية، ويجب على المنظمات والدول أن تتحرك فورًا لوقف هذا الإرهاب المتعمد من قِبل نظام الملالي.