أكد أن الدولة الوطنية بمفهومها الشامل سبيل استعادة بغداد مكانتها

مدير معهد رصانة : تعزيز الشراكات الاستثمارية والتجارية بين السعودية والعراق

الأربعاء ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٧:٢٥ مساءً
مدير معهد رصانة : تعزيز الشراكات الاستثمارية والتجارية بين السعودية والعراق
المواطن - الرياض

عقد المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) بالتعاون مع مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، ندوةً افتراضية اليوم بعنوان: مستقبل العلاقات السعودية – العراقية، بمشاركة عددٍ من الأكاديميين والباحثين.

وأدار الندوة عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري، وشارك فيها كُلٌّ من: مدير مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية علي بنيان، ومؤسّس ورئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) الدكتور محمد بن صقر السلمي، وعميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين الدكتور علي فارس حميد، والمستشار والباحث السياسي الأستاذ سالم اليامي.

وأكد مدير الندوة على أنّ ما بين شعبيّ السعودية والعراق ليس حدثًا سياسيًا طارئًا، إنما هو تاريخٌ وجغرافيا تمتدُّ عبر مئات السنين، مبينًا حرص قادة البلدين على أهمية العلاقات السياسية.

بدوره أوضح مدير مركز النهرين، أنّ العراق ينظر إلى السعودية باعتبارها شريكًا مهمًّا، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تجاهل دورها في أيِّ حواراتٍ إقليمية بمنطقة الخليج أو الشرق الأوسط؛ مؤكدًا “الحرص على تأسيس شراكاتٍ نخبويةٍ قادرةٍ على بلورةِ خُططٍ وبرامجَ تُعزِّز الهويةَ الإسلامية بين بلدينا وشعبينا، وشدَّد بنيان على ضرورة الشراكة بين مراكز الفكر والدراسات في البلدين؛ للمساهمة في صناعة قرارٍ يرفعُ من مستوى التعاون الحكومي والرسمي”.

وتحدَّث بنيان عن تعرُّض العراق إلى هزَّاتٍ وتدخلاتٍ كثيرة، إقليمية ودولية، أوجدت أجهزةً داخلية كالأجهزةِ الأمنية والقوَّات العسكرية والحشد الشعبي، وهذا أفقدَ الحكومة السيطرةَ على مفاصل داخلية كثيرة، لكنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لديه برنامجٌ حكومي للضَّرب بيدٍ مِن حديد للسلاح المنفلت والتعامل مع القوانين والقرارات الحكومية.

من جهته، قال مؤسّس ورئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) الدكتور محمد السلمي: إن هناك هواجسَ مشتركة بين كلِّ السعوديين ترى أنّ العراقَ لا بُد أنْ يتَّجهَ نحو تشكيل الدولة الوطنية بمفهومها الشامل، ليستعيد دوره الريادي والمهم جدًا؛ وشدَّد على ضرورة فتح الشراكات الاستثمارية والتجارية بين البلدين الشقيقين.

وأضاف: هناك جدِّيةٌ من السعودية للانفتاح على العراق بشكلٍ كامل، وقدَّمت الرياض من واجبها القومي والعربي والجغرافي عدَّةَ مبادراتٍ ورسائلَ إيجابية، لعلَّ أبرزها ما قدَّمهُ خادم الحرمين الشريفين من هديةٍ للشعب العراقي لمواجهة جائحة كورونا.

واعتبر السلمي فتح معبر عرعر بين البلدين خطوةً مهمّة لتدفُّق الحُجاج والمعتمرين والتبادُل التجاري، وهناك مبادرةٌ في ظلِّ المشاريع المقدَّمة لإعادة إعمار العراق خلال مؤتمر الكويت تتعلَّق بالتعاون مع المصانع بالديوانية والأنبار.

وعدَّدَ رئيس رصانة إشكالياتٍ تعوقُ تنميةَ الجانب التجاري والاستثماري في العراق، وهي: الفساد الإداري والمالي، والبيرقراطية، والهاجس الأمني، والبُنية التحتية.

وبيَّن السلمي أنَّ العلاقات بين السعودية والعراق متأثرةٌ بالتَّجاذُبات السياسية في الإقليم، وقال: نسمع دائمًا بأن السعودية تطمحُ لتطوير علاقاتها مع العراق بسبب الخصومة السياسية مع إيران وهذا غير منطقي؛ وتابع: الطبيعي أنْ تطوِّر السعوديةُ علاقاتها بدول الإقليم سواءً العراق أو تركيا، لمراعاة المصالح في المنطقة لكلِّ الأطراف، والاقتصاد هو مقدِّمةٌ للتَّفاهمات السياسية.

إلى ذلك، القى عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين الدكتور علي فارس حميد الضوء على أهمية الحاجة إلى دبلوماسية النخبة، والدبلوماسية البرلمانية، بحيث تؤثِّر على الحكومة وصانعي القرار.

وأشار إلى أنَّ العراق يَعي جميعَ المتغيرات الدولية وجولة رئيس الوزراء الأخيرة هادفةٌ وواعية، وتعامَل مع السعودية بأولويةٍ مهمة، ويعتبرها دولةً مؤثَّرة في المنطقة وذات عمق، وعلاقتنا تتَّخذ مساراتٍ جديدة ومختلفة عما كانت عليه في السابق.

وكشف الدكتور حميد عن أنَّ طبيعة التنافس السياسي في العراق على المستوى الداخلي والبيرقراطية تؤثِّر بشكلٍ سلبي على توجُّهات الحكومة، لافتًا إلى منهجيةٍ جديدة بقيادة رئيس الوزراء فيما يتعلَّق بتركيا وإيران، ويبلور طريقته في التوازن معها.

أما المستشار والباحث السياسي الأستاذ سالم اليامي، قال: إنَّ العلاقات بين البلدين تعرّضت للعديد من الأزمات في عهد صدام، هدَّدت الأُسس النظرية السياسية بين البلدين نتيجةَ السياسات العراقية السابقة، وبعد غزو الكويت منذ تسعينات القرن الماضي انقطعت تمامًا، والآن عادت من جديد وبزخمٍ يؤشِّر للخطوط العامة التي عادت بها العلاقات، وهي: الإيمان بأهمية الدور السعودي في السياسة الإقليمية، وإيمان القيادات السياسية والوعي الذي تُحتّمهُ مجموعةٌ من الأواصر التاريخية الثقافية والدين واللغة والديموغرافيا، والقناعة المشتركة بأنَّ العلاقات الطبيعية مفتاحٌ لحلِّ مشاكل المنطقة، وفتح المعابر.

وفي ختام الندوة، اتَّفقت المؤسستان البحثيتان على المزيدِ من العملِ المشترك لما يخدُم العلاقاتِ الثُنائية بين السعودية والعراق.

ويمكن مشاهدة الندوة كاملة عبر الرابط التالي:

رصانة