مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
تتميز محافظة العلا، الواقعة شمال غرب المملكة بالمناظر الطبيعية الخلابة كما أنها تضم مجموعة من المواقع الأثرية البارزة، وتشهد حاليًا أعمالًا تطويرية تهدف إلى تعزيز مكانتها كإحدى الوجهات السياحية الأثرية والثقافية والطبيعية العالمية الرائدة.
وتستضيف العلا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للمشاركة في الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، يوم الثلاثاء المقبل.
وفي 5 جمادى الآخرة 1440 الموافق 10 فبراير 2019 وتحت رعاية كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، دشنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا “رؤية العلا” للإعلان عن خطتها الرامية إلى تطوير المحافظة بطريقة مسؤولة لتحويلها إلى وجهة عالمية للتراث، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في المنطقة بالتعاون مع المجتمع المحلي وفريق من الخبراء العالميين.
وتقدم العلا للمستكشفين من جميع أنحاء العالم وجهة فريدة، من خلال ماضيها الذي يمثل تاريخًا حقيقيًا للتبادل الثقافي والتجاري بين الحضارات المختلفة وهي فرصة لعلماء الآثار والمفكرين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في استكشاف تاريخ الإنسانية في العلا خاصة مع الدعم والاهتمام التي تحظى به المنطقة من ولي العهد لتحويلها إلى وجهة عالمية للتراث، وهو ما يمثل أحد أهداف رؤية المملكة 2030.
وتحتضن محافظة العلا مناظر خلابة للصحراء وتشكيلات صخرية متميزة ومجموعة من المواقع الأثرية البارزة في المنطقة مثل المواقع الخاصة بالحضارتين اللحيانية والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، كما تعد المحافظة من عجائب العالم العربي القديم وتقع ضمن حدودها الحجر أول موقع في المملكة يتم إدراجه ضمن قائمة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، والذي يعتبر العاصمة الجنوبية لمملكة الأنباط.
كما كانت العلا حاضرة التجارة قديمًا، نظرًا لوقوعها على طريق البخور والتوابل تعد اليوم ملتقى للسياح المحليين، فبين فلاتها وآثارها وجبالها ستقابل عدداً كبيرًا من السياح من جنسيات مختلفة قدموا لمعايشة تاريخ على الرمل وبين الجبال.
وتعد مدينة الحجر أو ما يطلق عليها اليوم (مدائن صالح)، من أهم آثار العلا وهي تقع في وادي القرى، وتضم 153 واجهة صخرية منحوتة واجهة لبيوت في الجبال تذهل السائح عندما يعلم أنها تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.
ولأهمية هذا الإرث سُجلت ضمن مواقع التراث العالمي في منظمة اليونيسكو عام 2008، وهي تبعد عن العلا بمسافة 22 كم من الشمال الشرقي، ولقد كانت محطة وطريقًا تجاريًا يربط ما بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الشام، وتبلغ مساحة هذه المدينة التاريخية، أو المتحف المفتوح أكثر من 13 كم.
وتعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا على مشاريع مستقبلية لتطوير مراكز للزوار في المواقع الرئيسية الثلاثة: الحجر، وجبل عكمة، ودادان وتهيئتها لاستقبال الزوار من كافة أنحاء العالم، كما تسعى رؤية العلا إلى إحداث تحوّلات مسؤولة ومؤثرة في المحافظة، وذلك من خلال العمل المتوازن مابين حفظ وصون التراث الطبيعي والثقافي الغني، والمشاريع الطموحة للمملكة لتهيئة المنطقة للترحيب بالزوّار من جميع أنحاء العالم.
وأطلقت هيئة العلا محمية شرعان الطبيعية والتي تسهم في حماية المناطق ذات القيمة البيئية الاستثنائية، وستعمل على استعادة التوازن الطبيعي في المنطقة بين الكائنات الحية والبيئة الصحراوية، بالإضافة إلى ذلك تهدف إلى الحفاظ على النباتات الطبيعية والحيوانات وغيرها من الأنواع المهددة ذات القيمة العالمية البارزة، سعيًا إلى إعادة توطينها وإكثارها.
كما أُطلقت في المحمية أنواع حيوانية مهددة بالانقراض، بما في ذلك الوعول وطيور النعام أحمر الرقبة والغزلان.
وكجزء من مبادرة المحمية، أعلنتْ الهيئة الملكية عن سعيها لإنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي، وهو أكبر صندوق في العالم لحماية هذا النوع من القطط الكبيرة المهددة بالانقراض والذي يستوطن جبال المنطقة.
إضافة إلى ذلك، قامت الهيئة الملكية بوضع حجر الأساس لمنتجع شرعان وهو منتجع منحوت في الجبال يضم عددًا من الأجنحة الفندقية، وموقعًا يضم مساحات مبتكرة ومجهزة بأحدث الوسائل والخدمات التقنية لعقد لقاءات قمة وقياديي الأعمال والرؤساء التنفيذيين والفنانين وغيرهم، حيث سيتم تجهيزه بأحدث الوسائل والخدمات التقنية ليستقبل ويستضيف لقاءات واجتماعات قمة على مستوى المنطقة والعالم، وقد صُمّم بشكل مبتكر بالتعاون مع المعماري الفرنسي الشهير جون نوفيل.
وينبثق منتجع شرعان من جبال العلا الشامخة، وسيحمل إرث الحضارة النبطية في ضيافة الطبيعة الخلابة، ويمزج المنتجع بين الضيافة والحفاوة العربية، مما سيعزز من موقع العلا كمقصد عالمي يوفر تجربة فريدة للزوار والمستكشفين من كافة أنحاء العالم، وذلك كله بمشاركة المجتمع المحلي.
وتماشيًا مع أهداف ورؤية المملكة 2030، ستساهم الهيئة الملكية لمحافظة العلا بإضافة ما مقداره 120 مليار ريال للناتج المحلي للمملكة بحلول عام 2035، والتي سيتم ضخ معظمها في الاقتصاد المحلي لمحافظة العلا.
كما تعمل الهيئة الملكية على إشراك المجتمع المحلي بشكل مكثّف ليكون لهم دور بارز وفعال في هذه المشاريع من خلال برنامج “حمّاية”، والذي يُتيح الفرصة لـِ 2,500 من أهالي العلا ليكونوا حماة للتراث الطبيعي والإنساني في العلا.
كذلك أطلقت الهيئة الملكية برنامج الابتعاث الدولي، والذي يُوفّر لأبناء وبنات العلا فرصة الدراسة في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا في مجالات مختلفة تتعلّق بخطط التنمية الخاصة بالعلا، مما سيساهم بشكل كبير وفعال في دعم هذه المشاريع وإعطائها طابعًا محليًا بمعايير عالمية من خلال أيدي أبنائها، وهو الأمر الذي يمثل أحد أبرز مرتكزات هذه الرؤية الطموحة.
ومع انطلاق هذه المبادرات، تواصل الهيئة الملكية التزامها بأعلى معايير التميّز وأفضل الممارسات العالمية، والعمل مع شركائها من الجامعات والمؤسّسات المتخصّصة في جميع أنحاء العالم وفي كافة المجالات ذات الصلة. كما تستمر الهيئة في دعم برنامج المسح الأثري والتراثي لمحافظة العلا بهدف حماية وتطوير المواقع التراثية والتاريخية للمحافظة تحقيقًا للتحول المستدام، ولتمكين الزوار المحليين والدوليين من التعرف على ثراء إرثها الثقافي والتاريخي والطبيعي، وعلى الحضارات العربية والقيم المحلية. وسيشكل هذا العمل نواة لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات والبحث في مجالات علم الآثار والتراث وحفظ وصيانة الآثار.
ورحب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال جلسة مجلس الوزراء مساء أمس الثلاثاء، بأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للمشاركة في الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، في محافظة العلا يوم الثلاثاء القادم، راجيًا المولى ـ سبحانه وتعالى ـ أن يكلل أعمال هذه القمة بالنجاح في تعزيز العمل المشترك وتوسيع التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في المجالات كافة، تحقيقًا لتطلعات مواطني دول المجلس وآمالهم.