وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي : إن أذية العباد خُلُق مذموم يجمع في طياته صفات شتى من الموبقات والجرائم، إن إطلاق العنان للنفس بأن تؤذي الآخرين بالمقال أو الفعال لا يصدر إلا من ضعيف الإيمان منقاد للهوى، يقوده الباطل والنفس الأمارة بالسوء والفحشاء فكف نفسك أيها المسلم عن الأذى وازجر هواك عن الردى، تسلم وتغنم دنيا وأخرى.وأكمل فضيلته عن نصح المسلمين بحفظ الحسنات وكف الأذى عن الأخرين فقال: أيها المسلم احفظ حسناتك وصُن دينك، وكف آذيتك عن غيرك، وكن كما قال الفضيل بن عياض “لا يحل لك أن تؤذي كلبًا أو خنزيرًا بغير حق فكيف بمن هو أكرم مخلوق”.
وتابع : لقد اشتد نهي النبي عن أذية المسلمين فقال: ( يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله) رواه الترمذي. وقال قتادة : “إياكم وأذى المؤمن فإن الله يحوطه فيغضب له”.
واختتم فضيلته خطبته الأولى بتحذير المسلمين من استخدام وسائل التواصل الحديث في أذية المسلمين فقال: وفي عالم اليوم ما يسمى بقنوات التواصل الاجتماعي، والتي يسخرها البعض لأذية المسلمين والتعرض لحكامهم وعلمائهم وأفرادهم ومجتمعاتهم وكل أقوال فاجرة وإشاعات مغرضة، فليتذكر هؤلاء أن الله لهم بالمرصاد وأن الميزان حسنات وسيئات فليحذروا أن يلاقوا ربهم وهم في حالة الإفلاس والإبلاس نسأل الله العفو والعافية.
وأوضح أن تحريم أذية المسلمين لا يقتصر على أذية الأفراد، بل ويشمل أذية المسلمين في مصالحهم العامة ومنافعهم المشتركة كالممتلكات العامة فمن أصول الإسلام قوله صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار) . ويقول صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا اللعانين: الذي يتخلى في طريق الناس، أو ظلهم ) رواه مسلم.
ونصح فضيلته في خطبته الثانية المسلمين بتعويد أنفسهم على كف الأذى فقال: عود نفسك على سلامتها من أذية الخلق ونزهها ظاهرًا أو باطنًا عن كل ظلم بالآخرين واعلم أن سلامة القلب من الشرك والبدع ومن الغل والحسد والأحقاد والقبح والظلم للمسلمين من أسباب النجاة وصفة من صفات أهل الجنة.