الدراسة أونلاين اليوم في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية فرع جدة تنقيات حديثة وكاميرات للحد من الإنزلاقات الصخرية في الباحة أبرز المخالفات الشائعة في التعامل مع العامل المنزلي قراران من السديس.. الشمسان مشرفًا على الإقراء والتركي لـ التوعية الدينية بيع صقرين بـ 211 ألف ريال في الليلة الـ 12 لمزاد نادي الصقور تعليق الدراسة الحضورية في جامعة الطائف غدًا سمة تطلق رياضنا الخضراء بزراعة 5000 شجرة طريقة معرفة سبب عدم الأهلية في حساب المواطن ولي عهد البحرين يستقبل عبدالعزيز بن سعود إرشادات مهمة لمزارعي الزيتون لجودة الزيت
سلطت مجلة Smithsonian الأمريكية الضوء على موقع الهجر الأثري في السعودية قائلة إنها مفتاح إمبراطورية الأنباط الغامضة، وهي منطقة بكر لم تمسها الحضارة والتكنولوجيا بعد.
وتحدثت المجلة عن جمال الموقع الأثري قائلة: في صحراء شمال العلا في السعودية، تظهر نتوءات صخرية وصخور عملاقة بحجم المباني، منحوتة بشكل جميل مع أقواس وأعمدة على الطراز الكلاسيكي تخرج من الرمال، ومع غروب الشمس، تتوهج الألوان كاشفة عن شكل مذهل للأحجار التي تعود لآلاف السنين.
وتابعت: كان موقع الحجر الأثري المعروف أيضًا باسم مدائن صالح مركزًا تجاريًا دوليًا مزدهرًا، وقد تُرك على مدار ألفي عام دون أن تمسه الحضارة والتكنولوجيا، لكن الآن ولأول مرة، فتحت السعودية الموقع للسياح، وهذا الموقع يحمل المفتاح لكشف أسرار حضارة قديمة شبه منسية.
وأضاف تقرير المجلة الأمريكية أن المملكة عازمة على جلب إيرادات بعيدًا عن النفط ضمن خطة رؤية 2030 التي تعتبر السياحة حجر الزاوية فيها، متابعة: تعتبر الهجر، بهندستها المعمارية الغامضة واللافتة للنظر، خيارًا واضحًا لتسليط الضوء على السياحة السعودية عند تسويق المملكة لإمكاناتها السياحية، ويكمن جزء كبير من جاذبية الهجر في حقيقة أنها غير معروفة تقريبًا للأجانب.
ولفت التقرير إلى أن الهجر كانت عاصمة حضارة الأنباط، متابعًا: يمكن القول إن الأنباط هي واحدة من أكثر الحضارات غموضًا وإثارة للاهتمام والتي لم يسمع بها الكثيرون من قبل.
وأضاف: كان الأنباط من البدو الرحل الذين يعيشون في الصحراء والذين تحولوا إلى تجار بارزين، وسيطروا على طرق تجارة البخور والتوابل عبر شبه الجزيرة العربية والأردن إلى البحر الأبيض المتوسط ومصر وسوريا وبلاد الرافدين، ومرت قوافل التجار المحملة بأكوام من الفلفل وجذور الزنجبيل والسكر والقطن عبر الهِجْر، وازدهروا من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الأول بعد الميلاد، عندما قامت الإمبراطورية الرومانية المتوسعة بضم وتضمين مساحة شاسعة من أراضيهم حتى فُقدت الهوية النبطية بالكامل، ونسيها الغرب لقرون إلى أن أعاد المستكشف السويسري يوهان لودفيج بوركهارت اكتشافها.
ويكمن التحدي في التعرف على الأنباط هو أنهم تركوا وراءهم القليل من التاريخ، وما يعرفه علماء الآثار عنهم هو من خلال ما تم تدوينه في وثائق الإغريق والرومان والمصريين القدماء.
واستطرد التقرير: السبب في أننا لا نعرف الكثير عنهم هو أننا لا نملك كتبًا أو مصادر كتبوها تخبرنا عن الطريقة التي عاشوا بها أو ماتوا، ما طقوسهم وما عاداتهم ؟ لم يتركوا أي نصوص أسطورية كبيرة مثل تلك التي لدينا لجلجامش وبلاد ما بين النهرين.
ومع ذلك، فإنه رغم عدم وجود مثل هذه الوثائق، إلا أن آثارهم تؤكد على أنهم كانوا روادًا قدامى في الهندسة المعمارية والهيدروليكا، واستغلوا البيئة الصحراوية التي لا ترحم لمصلحتهم، وجمعوا مياه الأمطار التي تتساقط من الجبال الصخرية لاستخدامها لاحقًا في صهاريج، وتم بناء أنابيب مياه طبيعية حول المقابر لحماية واجهاتها من التآكل وهو ما حافظ على شكلها رغم مرور آلاف السنين من بنائها.
كان هؤلاء الأشخاص مبدعين ومبتكرين وخياليين ورائدين ويظهر ذلك من خلال ما تركوه في الهجر التي تحتوي على 111 مقبرة منحوتة بعناية، مما يسمح للزوار بإلقاء نظرة فاحصة على الحضارة المنسية.
ولا تزال القصص الكاملة وراء العديد من هذه المقابر غير معروفة، وأكبر مقبرة يبلغ ارتفاعها حوالي 72 قدمًا، تعود إلى لحيان ابن كوزا، وتسمى أحيانًا قصر الفريد.
وقال التقرير: يبدأ الآن فصل جديد في تاريخ منطقة الهجر، حيث يُسمح للمسافرين بالوصول السهل إلى الموقع لأول مرة، بسبب خطط الحكومة السعودية للترويج للسياحة ضمن خطة 2030.
وتابع: وتُعد زيارة الهجر نقطة في بحر كنوز المملكة السياحية فهناك مواقع التراث الأخرى القريبة مثل مدينة دادان القديمة، عاصمة مملكتي دادانيتي والليانيتي التي سبقت الأنباط، وجبل عكمة، وهو واد مليء بالنقوش الصخرية القديمة، ومدينة العلا الرائعة التي تأمل فيجذب مليوني سائح (محلي ودولي) سنويًا.
وأضاف التقرير: الهجر والعلا أكثر من متحفين طبيعيين، إنهما مشهد غير عادي يجتمع فيه التراث والطبيعة والفنون، إنهما أماكن شهدتنا الانتقال الثقافي والرحلات والمسافرين وكانا موطنًا لمجتمعات معقدة، وعلى الرغم من أن الأنباط تركوا وراءهم سجلات شحيحة، إلا أن الهجر هو المكان الذي تظهر فيه كلماتهم بشكل بارز، ويُنظر إلى العلا على وجه الخصوص على أنها المكان الذي تطورت منه اللغة العربية، شيء ما في العلا ألهم حضارة بعد حضارة لترك بصماتهم فيها.
واختتم التقرير قائلًا: تشتمل الهجر والعلا وغيرهما من الأماكن السياحية في السعودية على قصص حضارات لا يمكن سردها في أي مكان آخر.