محاولات حثيثة من تركيا لعرقلة الحل السلمي

زيارات أردوغان المكوكية إلى ليبيا تؤكد خسارته اقتصاديًا وعسكريًا

الأربعاء ١١ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٦:٠٢ مساءً
زيارات أردوغان المكوكية إلى ليبيا تؤكد خسارته اقتصاديًا وعسكريًا
المواطن - سليم زايد - الرياض

أسرار كبرى تندرج وراء ستار الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الأتراك ونظرائهم في حكومة الوفاق الوطني، تسعى من خلالها أنقرة لتثبيت أقدام الإخوان في ليبيا وعدم السماح بمرور اتفاقيات وقف إطلاق النار.

وتعرضت تركيا لصفعات متتالية في ليبيا رغم دعمها المتواصل لحكومة الوفاق الإخوانية، ومواصلته نقل المرتزقة إلى طرابلس، إلا أن الجيش الوطني الليبي قد تفوق في معاركه على المرتزقة والذخيرة التركية.

خسائر أنقرة في ليبيا كبدت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خسائر فادحة، لتكون تحالفاته مع الإخوان والمليشيات سببًا في القضاء على مصالح تركيا في ليبيا.

زيارة مرتقبة

فعقب التوصل لوقف إطلاق النار الأسابيع الماضية، استمر أردوغان في إرسال قوات برية وأخرى بحرية وفوق ذلك كله، طائرات مسيرة إلى ليبيا، لدعم حكومة السراج.

وتسعى تركيا من خلال هذا الوجود العسكري لتحقيق مكاسب مادية، بينها عقود بمليارات الدولارات كاد النسيان يطويها، إلى جانب الاتفاق البحري الذي يعزز موقف تركيا للاستحواذ على مناطق واسعة في مياه المتوسط، حيث تتنازع أنقرة مع كل من نيقوسيا وأثينا للحصول على ثروات الغاز والنفط.

إلا أن اتفاق وقف إطلاق النار وجد تشكيكًا من الرئيس أردوغان، إذ قال إنه “يأمل أن يلتزم الطرفان الليبيان بوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن هذا قابل للتحقق”.

وأضاف أردوغان أن “الوقت سيحكم فيما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا سيصمد”.

ومع تراجع النفوذ أعلنت وسائل إعلام تركية وإيطالية، عن ترتيب زيارة مرتقبة إلى طرابلس من جانب الرئيس التركي، ورأى محللون أن السر وراء تلك الزيارة يكمن في إدخال ترتيبات سياسية وأمنية جديدة للمرحلة المقبلة.

أردوغان السراج

ويواجه أردوغان ضغطًا أوروبيًا ودوليًا بسبب سياساته التي تعتمد إذكاء نار المعارك في عدة مناطق، وقيادة ماكينة حربية لإشعال المنطقة بالكامل بالجنود والمرتزقة.

وهنا أكد محمود الدويني، الباحث في معهد الشرق للدراسات والأبحاث، أن الاتحاد الأوروبي يبحث كيفية وقف الماكينة الحربية التي يقودها أردوغان بالمال القطري.

وأضاف الدويني، لـ”المواطن” أن أردوغان بات منبوذًا محليًا ومحروقًا إسلاميًا ومعزولًا دوليًا في وقت تشهد فيه أساسًا تركيا تراجعًا مخيفًا، اقتصاديًا وماليًا فضلًا عن أن الشعب بين قمع وتعذيب.

كما أكد أن الزيارة التي تم كشفها تستهدف في المقام الأول وقف النزيف التركي في ليبيا، ومحاولة رأب الصدع بين المليشيات لتحقيق الأجندة التخريبية.

خسائر أردوغان

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تضاعف خسائر تركيا الفترة الأخيرة في ليبيا قبل التوصل لوقف إطلاق النار.

خسائر تشير إلى أن أيادي تركيا قد انقطعت في طرابلس، وأصبحت أنقرة لا تجني من ليبيا سوى الخسائر، خصوصًا بعد إعلان استهداف سفنها ورجالها وعتادها وطائراتها التي أسقطها الجيش الليبي.

خسائر أنقرة لم تقتصر فقط على قتلى الجنود، بل امتد الأمر لأزمات اقتصادية جديدة، لعل أبرزها انقطاع الرحلات التجارية التي كانت مستمرة بين مطاري معيتيقة في طرابلس ومصراتة غرب ليبيا، لتخوف الشركات من استهدافها من قبل الجيش الوطني.

الأمر الذي كلف تركيا خسائر فادحة، فقد كان مطار معيتيقة الدولي يستقبل كثيرًا من رحلات تركيا التجارية التي تقدر بنحو 3 مليارات دولار سنويًا في صورة تبادل بضائع عبر هذا المطار فقط.

كما كانت ليبيا تستوعب أكثر من 25 ألف عامل تركي، حيث تمثل سوقًا مهما لترويج المنتجات السياحية التركية، فيما كان يزور تركيا سنويًا أكثر من 50 ألف ليبي.

جميع تلك المصالح التركية التجارية في ليبيا نسفها أردوغان بتحالفه مع جماعات الإخوان.

وتأتي الزيارة التي أشيع عنها لتسلط الضوء على الدور التركي الساعي لإفشال جميع مساعي السلام في ليبيا من أجل مصالح أردوغان وحزبه.