وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل الشباب يكشف آخر تطورات إصابة كاراسكو ريال مدريد بطلًا لكأس إنتركونتيننتال الاتحاد السعودي: 747 حكمًا يشاركون في دوري البراعم للمناطق
كشف اللواء طيار أبوبكر حامد، قائد الطائرة الرئاسية الخاصة برئيسي مصر السابقين أنور السادات وحسني مبارك، تفاصيل وذكريات وأسرار جديدة خلال عمله معهما طوال سنوات عديدة.
وقال حامد إنه كان قائد الطائرة الرئاسية الخاصة للرئيسين الأسبقين وأقلع معهما في رحلات عديدة للخارج والداخل، وشهد معهما ذكريات كثيرة، كما أقلع مع الرئيس الإسرائيلي الأسبق، عايزرا وايزمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، وفقا لـ”العربية”.
وعقب حرب أكتوبر من العام 1973، كما يقول اللواء أبوبكر تم تعيينه في إدارة نقل الشخصيات الهامة، حيث شارك في الحرب كطيار مقاتل وعمل تحت قيادة الفريق محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية وقتها، والذي أصدر بحقه عقوبتين انضباطيتين وتعلم منه الانضباط والالتزام والعمل تحت ضغط، مؤكدا أن الرئيس مبارك كان شديد الحرص على كافة التفاصيل، ويطوف القواعد الجوية في مصر كلها للاطمئنان على التدريب والاستعداد القتالي لكافة القوات والتشكيلات الجوية.
كان أول إقلاع للطيار أبوبكر مع الرؤساء في يناير من العام 1977 مع الرئيس أنور السادات وقت ما عُرف بـ “انتفاضة الخبز”، حيث كان مع السادات في الطائرة وقت التظاهرات، وطلب منه الرئيس الراحل أن يواصل التحليق فوق القاهرة حتى يشاهد ما يحدث في الأسفل، مضيفا أن الرئيس الأسبق كان حزينا ومندهشا، مما يحدث وقال “لا أصدق أن هؤلاء مصريون ويقومون بعمليات تخريب وفوضى”.
خلال زيارته لأسوان للقاء مناحم بيغن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، للاتفاق على بعض التفاصيل الخاصة باستعادة سيناء عقب توقيع معاهدة السلام، صعد الرئيس السادات للطائرة وكان سعيدا، ويستفسر عن صحة طاقم الطائرة ويسأل عن أحوال أفراد الطاقم فردا فردا، ولا يفارقه “بايب” الدخان، وعقب جلوسه في مقعده كان يهوى سماع أغاني أم كلثوم وأسمهان، ويقول اللواء أبوبكر إن الرئيس السادات وعقب انتهاء مقابلته مع مناحم بيغن، عاد للطائرة مكتئبا وعصبيا، وكان يقول لوزير الخارجية إن هؤلاء – يقصد الإسرائيليين – لن يحصلوا منا على نقطة رمل واحدة، ولن أسمح لنفسي أن أفرط في شبر من أرض سيناء هم لا يعرفون أنور السادات الذي أذاقهم ويلات الحرب وسيذيقهم العلقم من أجل السلام.
وقال إن السادات كان وخلال الرحلة الواحدة يتغير مزاجه وشخصيته، فعند صعوده في الصباح على الطائرة يكون مبتسما وسعيدا، ويدخن “البايب” بشراهة، بعكس مبارك الذي كان يكره التدخين ولا يسمح لأحد على متن الطائرة بالتدخين، كما كان السادات يحب أن يظل باب كابينة القيادة مفتوحا لكي يشاهد ردة فعل الطيارين خلال المطبات الجوية، مشيرا إلى أنه شاهد السادات وعقب تسلمه العريش في سيناء من الإسرائيليين طلب سجادة صلاة، وقام بالصلاة مع الوفد المرافق له وبكى وانسابت دموعه، وكانت دموع الفرح لاستعادة تراب سيناء من الإسرائيليين بعد حرب كبيرة ومفاوضات سلام شاقة.
وأضاف أن السادات كان إنسانا متواضعا شديد الذكاء والدهاء، ورقيقا مع أقرب الناس إليه، ويتذكر اللواء أبوبكر أن الرئيس الأسبق عقد اجتماعا مع عدد من المسؤولين الكبار في منزله بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وتسلمت الحراسة الخاصة المنزل وخلال الاجتماع حضرت سيدة ريفية بسيطة من أقارب الرئيس وطلبت زيارته، ورفض الأمن لكون الرئيس مشغولا لكنها أصرت وزاد إصرارها مع رغبة الأمن محاولة صرفها لحين انتهاء الاجتماع، ولكن أمام إصرارها ورفضها مغادرة المكان حتى تستطيع رؤية الرئيس اضطر قائد الحراسة إلى إبلاغ السادات بالواقعة حتى يستصدر منه أمرا بصرفها، لكنه فوجئ بالرئيس يأمره بإدخالها له.
ويضيف اللواء أبوبكر أن جميع الحاضرين فوجئوا بالرئيس السادات يستقبل السيدة قريبته عند باب قاعة الاجتماع ويمسك بيديها، ويقوم بتعريف الحاضرين بها ويخبرهم أنها ابنة خالته، ولم تشاهده منذ سنوات وأنها حريصة على رؤيته مهما كلفها الأمر، ولذلك فهو فخور بها وفخور بكل أقاربه.
من خلال مرافقة اللواء طيار أبوبكر حامد للسادات، لمس فيه حرصه على كل التفاصيل الصغيرة الخاصة بمرؤوسيه، والعناية بأدق أمورهم الشخصية حتى يمكنهم العمل في مناخ جيد ودون أي عقبات وكان مبتسما على الدوام ومحبوبا من الجميع.
ويتذكر قائد الطائرة الرئاسية تفاصيل بعض رحلاته مع الرئيس الأسبق والراحل حسني مبارك، ويؤكد أن مبارك كان يمتلك ذاكرة حديدية فلا ينسى الوجوه والأسماء، وفي أول إقلاع له مع الرئيس الراحل فوجئ به يقوله له “لقد رأيتك من قبل أنت النقيب أبوبكر أليس كذلك؟ ماذا أتى بك إلى هنا؟” فأجبته أنني نُقلت إلى هنا للعمل بطائرة نقل الشخصيات الهامة، فقال لي أنت طيار ممتاز ويعتمد عليك.
كان مبارك، كما يقول اللواء أبوبكر، دقيقا في كل شيء، يلتزم بالوقت والموعد، مضيفا أنه أقلع معه عندما كان نائبا للرئيس ثم تولي قيادة الطائرة الرئاسية الخاصة به بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية.
ويقول إنه أقلع مع مبارك للإسكندرية والغردقة وأسيوط، وأقلع معه خلال سفره لتأدية واجب العزاء في وفاة ملك بلجيكا، وسافر الرئيس في المساء وعاد في اليوم التالي دون أن يذق طعم النوم، وفور عودته للقاهرة مارس مهامه وافتتح عدة مشروعات، وكأنه حصل على قسط كبير من الراحة، مؤكدا أن الرئيس الأسبق كان حريصا على متابعة افتتاح المشروعات الإنتاجية لتوفير فرص العمل وحريصا على متابعة عمل المحافظين والوزراء واستبعاد المقصرين منهم.
وذات يوم، كما يقول قائد الطائرة الرئاسية، فوجئ بالرئيس مبارك وكان مقررا السفر لمحافظة أسيوط وتأخرت الرحلة بسبب الظروف الجوية، فطلب منه الإقلاع لوجهة أخرى دون أن يخبر حراسته، وعقب إقلاع الطائرة طالبه بالتوجه لإحدى المدن السياحية لمتابعة العمل في بعض المنشآت هناك، ولم يعجبه ما يجري هناك، وعاد حزيناً وغاضباً ثم طلب منه التوجه لأسيوط، وتكرر نفس الأمر وخلال الرحلة اتخذ قرارات بإقالة بعض المسؤولين منهم محافظي الإقليمين وكان يقول “عاوزين يضحكوا عليَّ يا أبوبكر”.