رفضوا الاعتقاد بأنها مسببة للأمراض

رغم كورونا.. قرية هندية تحمي الخفافيش منذ 150 عامًا

السبت ٣١ أكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٩:٢٥ مساءً
رغم كورونا.. قرية هندية تحمي الخفافيش منذ 150 عامًا
المواطن - محمد داوود - جدة

رغم انتشار جائحة كورونا والاعتقاد بأنها مسبب لانتشار العديد من الفيروسات الممرضة، ومنها فيروس كوفيد-19، ترفض قرية روياندابورام الهندية في ولاية تاميل نادو إلحاق أي ضرر بها إذ أصبحت الخفافيش بالنسبة لهم صديقة منذ 150 عامًا.

الحماية من الأذية:

ويقول أخصائي المعلومات فهد عبدالعزيز لـ”المواطن“: منذ قرن ونصف القرن أصبحت الخفافيش صديقة لأهالي قرية روياندابورام الهندية في ولاية تاميل نادو، وبالتالي فإنهم يرفضون أي اعتقاد بأنها مسببة للأمراض، وكانت هناك محاولات من كبار المسؤولين في القرية للتخلص منها منذ انتشار كورونا، ولكنهم رفضوا ذلك وأصروا على حمايتها من كل أشكال الأذية.

فرحة الأطفال برؤيتها:

وتابع قائلًا: “تأقلم سكان القرية مع هذه الخفافيش منذ 150 عامًا والتي تكاثرت بشكل ملحوظ، وأصبح الأطفال يفرحون بمشاهدتها وهي تطير بين الأشجار، ولا يخافون منها؛ إذ إنها استوطنت في أشجار القرية وبنت فيها بيوتًا لها، وما ساعد على انتشارها بشكل أوسع هو استمرار سلالاتها دون إلحاق أي ضرر بأي جيل لها، وبذلك تعاقبت أجيال الخفافيش واستوطنت القرية”.

خفافيش مصاصة الدماء:

وأشار إلى أن الغذاء المعتاد لمعظم الخفافيش هو الحشرات، ولكن بعض الأنواع تتغذى على الفاكهة والأسماك وبعضها الآخر يتغذى على الدم، وهناك 3 أنواع فقط من الخفافيش تتغذى على الدم تعرف باسم الخفافيش مصاصة الدماء، وهي تعيش في المناطق الاستوائية من أميركا، وتتميز بأسنان صغيرة حادة للغاية تخترق بها جلد الحيوانات، ولا يكمن خطر هذه الخفافيش في كمية الدم التي تستطيع لعقها، وإنما في كونها حاملة محتملة لداء الكلب، والخفافيش تنام رأسًا على عقب لأسباب مختلفة يعود ذلك أولًا إلى حجم أجنحتها الذي يمنعها من النوم بشكل طبيعي، وثانيًا، لا تتمتع هذه الكائنات بأي حماية ضد الحيوانات المفترسة، لذلك تتدلى في أماكن يصعب الوصول إليها.

تحدد الموقع بالصدى:

واختتم عبدالعزيز بالقول: الخفافيش تمثل 20% من أنواع الثدييات على كوكب الأرض بالنظر إلى وجود أكثر من 1100 نوع منها، وتعد الخفافيش الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران، وهي منتشرة في كل قارة من العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، والخفافيش حيوانات ليلية تستطيع الرؤية في الظلام، لكنها لا تستخدم عيونها الصغيرة، وإنما تحدد الموقع بالصدى من خلال الأصوات التي تصدرها، ومن خلال هذا الصدى المرتد، تعرف الخفافيش أين يتعين عليها الطيران، فإذا لم يكن هناك ارتداد يمكنها المضي قدمًا؛ لأن ذلك يعني أنه لا توجد عقبات في طريقها، وإذا كان هناك صدى، يمكنها تحديد المسافة التي تفصلها عن مختلف الأجسام من خلال سرعة ارتداد الموجات الصوتية.