طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
تستمر الدولة التركية بتجاهل القوانين والاتفاقيات الدولية، المعنية بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، من خلال تجاوزاتها المتكررة بحق الممتلكات الثقافية، على الرغم من أنها عضو في أهم المؤسسات المعنية بالتراث والثقافة.
ووصل التغول إلى حد التدمير في بعض الأحيان من خلال سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان، فلم تسلم المعالم الثقافية في الداخل التركي أو خارجه من الهمجية العثمانية.
ومنذ أن وصل أردوغان إلى رأس السلطة، عرف عنه استغلاله للإسلام والخطابات الدينية من أجل جمع أكبر عدد من الأصوات، وتمكن الرئيس التركي من أن يكون بطل العالم في “استخدام الدين أداة للسياسة”.
وشهدت فترة رئاسة أردوغان، الكثير من المواقف والأفعال التي تفضح طريقة استغلاله للدين هو وحزبه لأهداف سياسية، آخرها تحويل كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد.
وفي تحذير جديد، اليوم الاثنين، طالب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تركيا بالوفاء بالتزاماتها المتعلقة بوضع كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول، كموقع تراث عالمي لليونيسكو.
القضية التي فجرها أردوغان في يوليو الماضي، بحسب مراقبين أثيرت بدوافع انتخابية، خاصة مع تراجع مكانة الحزب الحاكم في الشارع التركي، وخسارته لبلدية إسطنبول.
وفي هذا السياق قال محمود الخضيري الباحث في الشؤون التركية: إن قرار تحويل متحف “أيا صوفيا” إلى مسجد يسعى في مجمله لتحقيق أهداف سياسية في رداء ديني، وأحد أدلة اللهث وراء مشروع الدولة العثمانية الجديدة لاستعمار وغزو الدول.
وأضاف الخضيري، أن “أيا صوفيا” ورقة معاداة واضحة لتنظيم “أرجنكون”، الموصوف في تركيا بـ”الدولة العميقة”، وكذا الأحزاب العلمانية التي تعتبر خصمًا سياسيًّا لنظام أردوغان، بالإضافة إلى كونه خديعة سياسية تمنح أردوغان مشروعية استكمال القضاء على أنصار حركة ”فتح الله كولن”.
وأكد أن قرار التحويل جاء كفاتورة انتخابية لمغازلة مسلمي تركيا في ظل انخفاض وتدهور شعبية أردوغان وحزب العدالة والتنمية سياسيًّا وشعبيًّا.
وبحسب الأرقام الرسمية، قدر عدد المواقع المهددة بالتدمير من جانب سياسات ومشاريع أردوغان غير المدروسة، في جنوب شرق الأناضول بنحو 780 موقعًا، بالإضافة إلى 1800 مبنى تاريخي.
من هذه المواقع موقع زيوكما الذي يحوي معالم تعود للفترات الحثية والإغريقية والرومانية في غازي عنتاب، ومواقع تابعة لكوموش كايا في آديمان، وموقع هالفتي في أورفا، الذي يحوي مدافن وكهوفًا ومستوطنات صخرية وقلاعًا، وكذلك قلعة ديار بكر وأسوارها السوداء المسجلة في لوائح اليونسكو، وأيضًا موقع حسن كيف في باطمان.
ونهاية الشهر الماضي، أعلنت المعارضة التركية أن مسجد كوركتشو التاريخي بمقاطعة ميرام بمدينة قونية التركية، أصبح ضحية جديدة من ضحايا التحول العمراني للبلدية تحت رئاسة حزب العدالة والتنمية.
وقالت المعارضة التركية: إن المسجد التاريخي الذي تم تسجيله بقرار من المجلس الأعلى لمعالم والآثار التاريخية التركية، تم هدمه من قبل مديرية المؤسسات الإقليمية.
وأشارت إلى أن المسجد التاريخي تعرض لسقوط أجزاء من الجدران، في ظل أعمال الهدم التي تجريها البلدية في المنطقة المحيطة بالمسجد في إطار خطتها العمرانية، فقررت إغلاقه أمام الزوار والمصلين منذ فبراير عام 2018.
عقدة الدولة التركية وجرائمها بحق التراث الإنساني في الشرق، الذي لا يمت إلى تاريخها الحديث بأية صلة، امتدت لتشمل مواقع أثرية أخرى خارج حدود دولتها، حيث عمد نظام أردوغان أواخر عام 2016 إلى تغيير مجرى نهر دجلة بغية غمر جسر عين ديوار الأثري.
وكذلك استهدف خلال غزوه على مدينة عفرين السورية في عام 2018 الكثير من المواقع الأثرية، حيث اتهمت دمشق رسميًّا تركيا، بتدمير الحضارة السورية التي تعود لآلاف السنين، حيث اعتدت القوات التركية على موقع براد الأثري والمسجل على لائحة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو منذ عام 2011.
كما تم تدمير ضريح القديس مار مارون وكنيسة جوليانوس، التي تضم الضريح، وتعد من أقدم الكنائس المسيحية في العالم؛ حيث بنيت نهاية القرن الرابع للميلاد، كما يضم الموقع العديد من الكنائس والأديرة البيزنطية، علاوة على معبد وحمام ودور سكنية ومعاصر ومدافن، تعود كلها إلى العصر الروماني خلال القرنين الثاني والثالث للميلاد.
ولم يكن الاعتداء التركي على موقع براد الأول من نوعه؛ إذ سبقه تدمير معبد عين دارة وموقع النبي هوري قورش وتل جنديرس الأثري في عفرين.
الازدواجية والسياسة المتبعة حول التعامل مع التراث الإنساني من قبل أردوغان بما يتعلق بالحفاظ على الآثار المادية العائدة للحضارة العثمانية على حساب إهمال وتدمير الحضارات الأخرى لم يعد خافيًا على أي من المتتبعين لتاريخ الشرق والمنطقة.