مستند تحت الدراسة.. توضيح من حساب المواطن تنفيذ حكم القتل في مواطِنين خانا الوطن ودعما الإرهاب بنك الجزيرة يبدأ طرح صكوك إضافية مقومة بالريال توقعات الطقس اليوم: أمطار رعدية وضباب على 4 مناطق الناقة الزرقاء.. أعدادها قليلة وطباعها نادرة وألوانها كدخان الرمث رياح شديدة على الشمالية حتى السادسة مساء عبدالعزيز بن سلمان يشترط صرف راتبين مكافأة للعاملين بمصنعي الفنار والجهاز لحضور الافتتاح 4 خدمات إلكترونية جديدة لـ الأحوال في أبشر منها شهادة ميلاد بدل تالف محمية الملك سلمان تدشّن مخيم الطويل وسط التشكيلات الجبلية تحت رعاية عبدالعزيز بن سعود.. تدشين 15 خدمة جديدة في أبشر بملتقى التحول الرقمي
لا شك أن تركيا تعتبر من الدول ذات السياسة الاستعمارية التي تسعى لإحداث اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى مثل شرق البحر المتوسط وتحديدًا مع اليونان وقبرص.
النظام التركي المتمثل في حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيسه رجب طيب أردوغان يمارس سياسات استعمارية واضحة، ويومًا بعد يوم يثبت أنه نظام عدائي من الدرجة الأولى بدعمه للتنظيمات الإرهابية وغيرها من الممارسات السياسية.
وأجرت صحيفة “المواطن” حوارًا مع إبراهيم كابان، الباحث الكردي ومدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات حول السياسات التركية العدائية والتوسعية.
يرى كابان أن الاقتصاد التركي يواجه مشاكل عديدة نتيجة لسياساته التوسعية – المعادية للمحيط العربي والأوروبي، ويمكن ملاحظة انعكاس تلك العلاقات السيئة على الداخل التركي بشكل واضح، وبالتالي جاءت الحملة الشعبية لمقاطعة المنتجات التركية في المملكة متممة لعملية تعرية النظام التركي أمام الرأي العام في الدرجة الأولى، وبات الشارع التركي يدرك تمامًا أن سياسات نظام أردوغان هي السبب الرئيسي لما يعانيه المواطن التركي.
وقال كابان إن الحملة الشعبية المتمثلة في مقاطعة المنتجات التركية أدت إلى ضرب مخططات النظام التركي التوسعية في المنطقة ودفعها إلى التراجع إحياء ما يسمى بالدولة العثمانية من جديد.
وأضاف أن النظام التركي يعتمد بالدرجة الأولى في مخططاته على سياسات تخريبية يوفر لها الأموال بطرق متعددة، ولدينا عدة نماذج بهذا الخصوص، حيث تعامل النظام التركي بشكل علني مع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق وليبيا، ووفر له تمويلًا كبيرًا لفتح قواعد ومراكز تدريبية للمجموعات المتطرفة التي تنتشر في عدة مناطق.
كما استغل النظام التركي أموال الشعب في مشاريع دعم جماعة الإخوان، بالإضافة إلى خلق الإشكاليات في الخليج العربي من البوابة القطرية إلى جانب احتلال أجزاء من الشمال السوري وبناء قواعد عسكرية في شمال العراق، ودعم الميلشيات المتطرفة في ليبيا، والتدخل في الأزمة الأذربيجانية – الأرمينية.
وهذه العوامل خلقت فجوة حقيقية بين المواطن التركي والنظام الذي أدخل تركيا في نفق مظلم، ودمرت العلاقات التركية مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، وبالتالي ساهمت جميع هذه العوامل في دفع الاقتصاد التركي إلى حافة الهاوية قد تتسبب في المستقبل بسقوط نظام أردوغان.
وتطرق كابان لنزاع قرة باغ بين أرمينيا وأذربيجان، حيث قال إنه في الوقت الذي يتدخل فيه النظام التركي في أي مكان، تحل الفتنة والحرب والبلاء، ويمكن رؤية هذه الحقيقة في تدخلاتها بسوريا التي شهدت اتفاقيات تركية مع النظامين الإيراني – السوري، ونتج عن ذلك تدمير جبهة المعارضة السورية لصالح المجموعات المتطرفة، وتسليم جميع المناطق إلى النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
وقال الباحث الكردي إن تدخل تركيا في الأزمة الأذربيجانية – الأرمينية بشكل واضح يأتي عن طريق دعم طرف بالأسلحة أو إرسال المرتزقة وزجهم في المعارك هناك.
وحول إمكانية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا بسبب انتهاكاتها في شرق المتوسط، قال الباحث الكردي إن مشكلة الاتحاد الأوروبي أنه متشرذم بين محورين، أحدهما يقوده فرنسا حيث التشديد الكامل في التعامل مع التصرفات التركية، بينما تلتزم ألمانيا بسياسات ناعمة، وبذلك نجد دائمًا تحركًا أوروبيًا بطيئًا بالرغم أن النظام التركي يتصرف بشكل جنوني حيال أوروبا، وتهديد المصالح الأوروبية في البحر المتوسط وحول ملف اليونان وقبرص، لذا يتطلب من الاتحاد الأوروبي أن تصعد من خطابها وسياساتها أمام التصرفات التركية الخبيثة.
وقال كابان: “أعتقد أن حجم تصرفات النظام التركي سيكون دافعًا لتطور الخطاب الأوروبي الموحد، وبالتالي سينجم عنه عقوبات ضاربة قد تساهم بدورها في دفع الاقتصاد التركي إلى مزيد من التدهور”.
كما أضاف أن جميع العوامل الجيوسياسية تشير إلى ذلك في حال لم يتراجع النظام التركي عن سياساته الهجومية، والسياسات الناعمة الألمانية لن تدوم أمام التصرفات التركية حيال الاتحاد، بمعنى استمرار التصرفات التركية ساهمت في توحيد الخطاب الأوروبي.
وفي الداخل التركي، قال كابان إن حزب العدالة والتنمية الحاكم شهد حالة انقسام إلى عدة تيارات وأحزاب تتصارع فيما بينها، وخسر بذلك الشريحة الواسعة التي كانت تؤيده في الشارع التركي، إلى جانب حجم الذهنية التسلطية التي كرسها نظام أردوغان ودائرته الضيقة على حساب كيان الدولة ومؤسساتها، والشريحة التي كانت تؤيده باتت ترفضه، بل تصاعدت الأصوات من داخل حزب أردوغان مطالبة بإنهاء استمرارية هذه النظام، لذا سوف يتوجه النظام التركي إلى استخدام أدوات الترهيب والتخويف والابتزاز أو محاولة استمالة بعض الشرائح من خلال منحها بعض المكتسبات الضيقة، إلا أن ذلك لن يفيد أمام حجم الكارثة التي تتسبب بها تلك السياسات، ولن ينتج بطبيعة الحال عن شيء أمام التخبط الذي يعانيه سياسات حزب أردوغان وشريكه الحركة القومية، مما تعني ذلك توجه النظام التركي التشرذم وبالتالي السقوط الحتمي.
وعن الصراع التركي الكردي، قال كابان إنه وفي بادئ الأمر تعامل النظام التركي مع الملف الكردي بالخديعة المبطنة، حيث ادعى أردوغان عند صعوده إلى سدة الحكم بضرورة حل القضية الكردية مع حزب العمال الكردستاني، بعيدًا عن لغة العنف والقتال المستمر خلال عقود، وما إن بسط سيطرته على أركان الدولة تحالف أردوغان مع الحركة القومية العنصرية التي ظلت لها أهداف واضحة في إبادة الشعب الكردي بكل الوسائل.
وخلال السنوات السبعة الماضية زاد النظام التركي من أدواته القمعية العرقية، في إطار ما يمكن أن نسميه بحرب إبادة ثقافية بحق المكون الكردي في تركيا وعموم الشرق الأوسط، ولم يتوقف عند ذلك بل تطورت العمليات الحربية التركية ضد الوجود الكردي إلى سوريا والعراق، فتحولت المنطقة ككل إلى ساحة لارتكاب النظام التركي الجرائم بحق الأكراد، وتحولت معها تركيا إلى معتقل للسياسيين والحقوقيين والمثقفين، وزادت عمليات التصفية الجسدية بحق الناشطين الأكراد، وشهدت مناطق عدة تهجيرًا ممنهجًا نفذه النظام التركي سواء في كردستان تركيا أو كردستان سوريا.
وأوضح كابان أن الأكراد يسيطرون على ثالث قوة سياسية داخل تركيا والمتمثلة بحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، بالرغم من تعرض المئات من قيادات الحزب وبرلمانيها ونشطائها إلى الاعتقالات التعسفية والمحاكم والممارسات الإرهابية من قبل النظام التركي وأدواته العنيفة، إلا أن الشعب الكردي رفع من وتيرة نضاله بمواجهة الممارسات الوحشية للنظام التركي.