يعرف بعلاقته الحميمية بقطر وذراع الدوحة في الساحل الإفريقي

الشافعي وسيط القاعدة وسفير الإرهاب يعود لموريتانيا بعد نفي 10 سنوات

الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ١:٣٣ صباحاً
الشافعي وسيط القاعدة وسفير الإرهاب يعود لموريتانيا بعد نفي 10 سنوات
المواطن - الرياض

سفير جديد لإرهاب قطر في ساحل إفريقيا، بعد أن أعلن الموريتاني مصطفي الشافعي عودته إلى موريتانيا قادمًا من الدوحة بعد 10 سنوات من المنفي.

ويعرف عن الموريتاني الشافعي علاقته بقطر، حيث كان في طليعة مستقبلي أميرها تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الرواندية كيغالي، فيما كشفت صور متداولة مصافحة حميمية بين الرجلين.

واتهم تقرير للنيابة الموريتانية، منذ سنوات، ولد الإمام الشافعي بتمويل الإرهاب والتخابر لصالح الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى، وبتوفير الدعم المالي واللوجستي لها لضرب أمن واستقرار البلاد.

التقرير التالي يرصد سجل ذراع قطر في الساحل الإفريقي.

سفير الإرهاب:

مصطفى الشافعي، موريتاني الأصل ولد في النيجر، ويلقب برجل أسرار إفريقيا، لعمله مستشارًا مع عدة زعماء أفارقة، وهو أيضًا رجل أعمال ودبلوماسي.

ظل الشافعي مقيمًا لعدة سنوات في “واجادوجو” عاصمة بوركينافاسو، ثم غادر البلاد بعد الإطاحة بالرئيس البوركينابي بليز كمباوري إلى ساحل العاج التي يحكمها حاليًّا الحسن وتارا، أقرب شخص له بعد “كمباوري”.

وفي ديسمبر 2011، أصدر النائب العام في نواكشوط مذكرة اعتقال دولية ضد الشافعي و3 موريتانيين آخرين أعضاء بارزين في تنظيم القاعدة الإرهابي بمنطقة غرب إفريقيا، في اتهامات بتمويل الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية”، وفقًا لما نقلته مجلة “جون أفريك” الفرنسية.

وعرف عن الشافعي المطلوب للقضاء الموريتاني علاقاته مع بعض الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي وفي منطقة الساحل مثل جماعة “عمر بلمختار”؛ الذي توسط لديها لتحرير رهائن كانت اختطفتهم لتفرج عنهم فيما بعد مقابل فديات مالية كبيرة.

ما صلات الإرهابيين بمصطفى الشافعي؟

تحت عنوان “ما صلات الإرهابيين بمصطفى الشافعي المستشار السابق لكومباوري؟”، أشارت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إلى أن علاقات “الشافعي” بالتنظيمات الإرهابية ليست سرًّا على أحد ، حيث تم التقاط صور له في صحراء مالي تعود إلى عام 2010، وترتبط بتحرير الرهائن السنغاليين الذي توسط لعلاقته الوطيدة بهم.

وحسب المجلة الفرنسية، فإن الشافعي كان المستشار الخاص للرئيس البوركياني السابق بليز كمباوري، كما أنه معروف بتقاربه مع المنظمات الإرهابية والمتطرفة، خصوصاً تنظيم القاعدة الإرهابي النشط في شمال مالي.

جون أفريك” نشرت هذه الصور في تقرير لها نوفمبر 2017، بعد أن تأكدت من هذه المعلومات، قائلة: “يمكنك التأكد في هذه الصور من رجل يرتدي عمامة حمراء ويصلي إلى منتصف الإرهابيين، ويلوح بكلاشينكوف بابتسامة عريضة، وبجانبه زعيم تنظيم إرهابي بمنطقة الصحراء نبيل مخلوفي”.

وكشف التقرير ذاته عن ظهور رجل الأعمال الموريتاني الإرهابي الشافعي بصحبة مختار بلمختار، وجيلبير ديانديري رئيس الأركان لدى الرئيس البوركينابي السابق.

وإثر هذه المعلومات انتقدت السلطات الموريتانية بعنف تصرف الشافعي وأمرت بالقبض عليه، لكن المجلة الفرنسية اعتبرت هذه المصافحة الأخيرة بين أمير قطر وسفير الإرهاب في إفريقيا تدعم المعلومات التي تدور حول التمويل القطري للتنظيمات الإرهابية، ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن أيضًا في القارة السمراء.

وأكدت المجلة أن الشافعي يجري هذه المهمات عن طريق الدوحة، منددة بأنه يقود حملة زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي.

مفاوض الإرهاب:

وتورط الموريتاني، المصطفى الإمام الشافعي، في صفقة التبادل بين الجماعات الإرهابية ودولة مالي، عاد بموجبها أكثر من 200 إرهابي مسلح مجددًا إلى نشاطهم، ودفع فدية بـ10 ملايين يورو لتلك الجماعات الإرهابية.

وبحسب تقارير فرنسية، فإن الشافعي، الذي يوصف بـ”رجل قطر في المنطقة، ” أرشد مفاوضي دولة مالي إلى القيادي بإحدى تلك الحركات الناشطة في المنطقة يدعى “الشريف ولد الطاهر” ليقوم بمهمة التواصل المباشر مع قيادة الجماعة الإرهابية لتجربته السابقة في صفقات مماثلة مع تلك الحركات.

وتعتبر “وساطة” رجل قطر بالمنطقة، في صفقة تحرير هذا العدد الكبير من الإرهابيين، دليل إدانة لتورط الدوحة في دعم الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والتي تصل أحيانًا حد إمدادهم مباشرة بالمال والسلاح، وفق بعض المصادر.

واعتبر ساسة ومحللون موريتانيون أن صفقة الإفراج عن الإرهابيين تمثل مكافأة للمنظمات المتطرفة وتصرفًا خطيرًا من شأنه تشجيع الإرهابيين على ارتكاب المزيد من عمليات الاختطاف.

سجل إرهابي يعود للواجهة مرة أخرى، حيث نشر أفراد من عائلة الشافعي صورًا من رحلته على متن طائرة خاصة قطرية فخمة.

وتشكل عودة الشافعي مؤشرًا مقلقًا لنمو نفوذ التنظيمات المتطرفة في موريتانيا وعلاقاتها مع قطر.

إقرأ المزيد