أب و5 من أبنائه يطرحون شاهين فرخ بـ 101 ألف ريال الأهلي يواصل انتصاراته ويعبر الشرطة العراقي بخماسية ظاهرة فلكية مميزة يمكن مشاهدتها الأيام الحالية رياض محرز والبريكان يزوران شباك الشرطة العراقي كريسبو: البطولة الآسيوية أصعب بالنظام الجديد ترامب -هاريس في انتخابات كسر العظم ضبط 7 مقيمين لاستغلالهم الرواسب في محمية الأمير محمد بن سلمان السعودية تدعو إلى مؤتمر مكافحة التصحر بالرياض ديسمبر القادم التشكيل الرسمي لـ الهلال ضد الاستقلال بثنائية فيرمينو.. الأهلي يتقدم على الشرطة العراقي
“افتعال الأزمات والمتاجرة بالمشاعر”.. سلاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتشويش على المقاطعة العربية للمنتجات التركية والتي أدت إلى انهيار في العملة المحلية.
مقاطعة جعلت من الوضع الداخلي في تركيا الأصعب منذ سنوات نتيجة سياسات أردوغان العدائية والتدخل في شؤون الدول الداخلية.
الخطة الأردوغانية اعتمدت على المتاجرة بالمشاعر الإسلامية وتوظيف الحملة ضد فرنسا لصالح حساباته السياسية.
تصريحات أردوغان ودفاعه عن الإسلام لا تحمل في جوهرها أي أبعاد دينية، بل محاولة لكسب ود الشارع الغاضب وكذلك لإنقاذ اقتصاد بلاده الذي يعاني بشدة بعد نجاح المقاطعة العربية للبضائع التركية.
كما يسعى الرئيس التركي لتوظيف مسألة تبني الدفاع عن الإسلام في وجه فرنسا للانتقام من مواقفها السياسية المعادية لأنقرة بعد أن تبنت توجهات تصعيدية ضدها في الاتحاد الأوروبي وخارجه.
أكاذيب أردوغان ومتاجرته بالقضية، كشفتها المعارضة التركية، وغرد النائب المعارض مراد أمير متهكما على تصريحات أردوغان، قائلًا: “يطالبنا الرئيس أردوغان بعدم شراء المنتجات الفرنسية؛ إما أنه لا يعرف أن الشركة الوحيدة التي ترسل لنا لقاح الإنفلونزا هي فرنسية، أو أنه هادئ لأنه تم تطعيمه من قبل”.
ورأى المعارض التركي علي باباجان، رئيس حزب “الديمقراطية والتقدم” التركي المعارض، نائب رئيس الوزراء الأسبق، أن النظام الحاكم يلجأ إلى مثل هذه الأمور كلما زاد موقفه الداخلي سوءًا كلها حملات جوفاء.
ولعب أردوغان على دغدغة المشاعر الدينية لتأجيج الغضب ضد فرنسا وتحويلها إلى دعوة لقبول المنتجات التركية كبديل “مسلم” للمنتجات الفرنسية.
أرقام التبادل التجاري بين البلدين فضحت أيضا أكاذيب أردوغان وأهدافه الحقيقية، فقد بلغت نحو 14.7 مليار دولار خلال 2019 فقط، بحسب أرقام تركية رسمية، وصرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن أنقرة تخطط لرفع هذا التبادل إلى 20 مليار دولار في 2020.
وتركيا وفرنسا حليفتان في حلف شمال الأطلسي، لكنهما على خلاف حول مجموعة من القضايا تتعلق بسياسات أردوغان العدائية في سوريا وليبيا، والتنقيب عن النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، فضلًا عن إذكاء أنقرة لنار الصراع في ناغورنو قرة باغ.
من جانبه قال محمد الديهي المتخصص في الشأن التركي، إنه ليس جديد على أردوغان أن يقوم بالمتاجرة بالدين والترويج أنه يحمى الدين، وفى الواقع يقوم بعملية انتهاك كبيرة في حقوق المسلمين والدول العربية.
وأضاف، أن ومن أمثلة المتاجرة بالدين الغزو في الشمال السوري والجيش الذي أسماه جيش محمد الذى ينصر الإسلام، مؤكدا أن أفعاله تجاه المسلمين في ليبيا تؤكد أن النظام التركي وأردوغان يقوم بأفعال غير واقعية ولا تتماشى مع تصريحاته ودما يتاجر بآلام ودماء الشعوب على مسمع ومرأى من الجميع.
لا يتوقف أردوغان عن خطاباته النارية، وحروبه الكلامية، ومسرحياته الهزلية، وسعيه الدائم إلى اللعب بمشاعر العرب والمسلمين، كلما كانت هناك مناسبة عن القضية الفلسطينية، مع أن الحقائق والمعطيات والأرقام تكذب حقيقة أقواله وخطاباته هذه.
ولعل ما يكشف كذب خطابات أردوغان تلك الأرقام التي تتحدث عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية الجيدة بين تركيا وإسرائيل، إذ تقول الإحصائيات إن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ 5.8 8 مليار دولار، علمًا بأنه كان أكثر بقليل من مليار دولار فقط عندما قدم أردوغان إلى الحكم!
وتقول الأرقام إن عدد الرحلات الجوية بين إسرائيل وتركيا تجاوزت 60 رحلة أسبوعيًا، وأن وزارة الزراعة التركية أصدرت قرارًا حصرت فيه شراء بذور الحبوب بإسرائيل فقط! وعلى المستوى العسكري والأمني، حافظ نظام أردوغان على البنية العسكرية لجميع الاتفاقيات العسكرية التي وقعت بين الجانبين في إطار اتفاقية الشراكة التي وقعت بينهما عام 1996، أي في عهد معلم أردوغان الراحل نجم الدين أربكان.
أردوغان الحاصل على جائزة الشجاعة اليهودية، هو نفسه أردوغان الذي زار القدس عام 2005، والتقى شارون واكتفى بابتسامة عندما قال الأخير له مرحبًا بك في القدس عاصمتنا الأبدية، وهو نفسه الذي فتح برلمان بلاده عام 2007 أمام شيمون بيريز ليكون أول رئيس إسرائيلي يلقي خطابًا في برلمان دولة مسلمة الهوية.
فأردوغان عندما يتحدث عن فلسطين يفكر قبل كل شيء بأجندته وليس بالقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية كما يقول، يفكر بكيفية تعبئة الشعب التركي في الداخل خلفه في الانتخابات من خلال اللعب على مشاعره عبر الشعارات الإسلامية وفلسطين والقدس، يفكر بكيفية تجنيد الجماعات الإسلامية في العالم العربي لا سيما الإخوان المسلمين لتصبح أدوات وأذرعًا لتحقيق مشاريعه التوسعية.
يقينًا متاجرة أردوغان بالإسلام وفلسطين، كما بدماء السوريين والليبيين وغيرهم باتت مكشوفة ومفضوحة، والأيام كفيلة بجعلها تجارة خاسرة تهد عرشه فوق خطاباته وعنترياته.
رغد
الله يشيله