إحباط تهريب 125 كيلو قات في عسير البليهي يمنح الهلال التقدم ضد السد أبرز أرقام إيفان توني مع الأهلي بلاك هات تنطلق في ملهم بمشاركة أكثر من 300 متحدث عالمي و450 جهة عارضة الملك سلمان يتلقى رسالة خطية من أمير الكويت أمانة جدة تواجه الحالة المطرية بخطط و3 أقسام 5 أرقام مهمة و9 تأكيدات في حديث ولي العهد عن ميزانية 2025 تشكيل الأهلي المصري ضد إستاد أبيدجان الجدعان: التضخم تحت السيطرة و526 مليار ريال الإنفاق على التعليم والصحة والبلديات والتنمية الاجتماعية بالأرقام.. كريستيانو رونالدو لا يتوقف عن التألق
شهد المسجد النبوي في حقب زمنية مختلفة توسعات خاصة خلال عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك، وخلال الحكم السعودي لم يكد يمر عهد على ملك من ملوك المملكة إلا كان للمسجد النبوي في عهده اهتمام كبير وتغير ملموس، حتى هذا العهد الذي وجد فيه المسجد النبوي كل الاهتمام والرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث أُطلقت جملة من المشروعات الكبرى لخدمة المسجد النبوي وقاصديه، وتوسيع مساحته وتزويده بمختلف الخدمات اللازمة لخدمة المصلين والزائرين.
وفي عام 1344هـ دخلت المدينة المنورة في ظل الدولة السعودية، وشهدت في عصرها أعظم مراحل التوسعة وأكبرها على الإطلاق فشهد المسجد النبوي في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود اهتمامًا وعناية بالغة من حيث أعمال التوسعة والعمران، واهتمامه بقوافل الحجاج القادمين إلى المدينة، من خلال تمهيد الطريق الواصلة بين المدينة ومكة وينبع، لنقل الحجاج وزوار المدينة المنورة، وأمر بإعادة ترميم المسجد النبوي، وصيانة أعمدته وأروقته إلى أن أعلن للأمة الإسلامية، عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف عام 1368 من الهجرة، وتم العمل على شراء الأبنية المحيطة بالحرم وتهديمها، وبدأت أعمال التوسعة، ونتج عنها إضافة 6024 مترًا مربعًا، ليصبح إجمالي مساحة الحرم النبوي قرابة 16548 مترًا مربعًا.
واكتملت التوسعة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سعود بن عبدالعزيز عام 1375 من الهجرة، واحتُفظ فيها بقسم من العمارة المجيدية، وتمت إزالة ثلاث مآذن لأعمال التوسعة، وبنيت مئذنتان جديدتان، ليصبح عددها بعد التوسعة أربع مآذن، وتمت زيادة الأبواب ليبلغ عددها عشرة أبواب، وأصبح حينها المسجد النبوي مبنى هيكليًّا من الخرسانة المسلحة، ذا عقود منسجمة ومدببة، وأسقف خشبية مزخرفة، وأرضية يكسوها الرخام.
ومع تزايد أعداد المسلمين، واكتظاظ المسجد النبوي بالزوار والمصلين، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمره بتهيئة أماكن للصلاة غربي المسجد، فهُدمت المباني الموجودة في تلك الجهة، وتم إقامة مصلى مظلل، بلغت مساحته حوالي 40550 مترًا مربعًا، بواقع 80 مظلة، ليستوعب أعدادًا أكثر من المصلين، وكان ذلك في عام 1395هـ.
إلا أن الزيادة في أعداد الحجاج والمعتمرين وزائري المسجد النبوي في كل عام، لفت نظر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- إلى ضرورة التوسعة فشهد الحرم في عهده أضخم توسعة له في التاريخ ليس من حيث المساحة فحسب وإنما من حيث قوتها وجودة بنائها وتوفر الخدمات والمرافق فيها، وعرفت حينها بالتوسعة السعودية الثانية عام 1405هـ، إذ تم إنشاء مبنى ضخم يحيط بالتوسعة السعودية الأولى، ويتناسب معها من حيث التصميم والانسجام.
وتمت إضافة مساحة 82000 م² لحرم المسجد، لتتضاعف مساحة المسجد خمس مرات عن التوسعات السابقة، فيكون مجموع التوسعة 98500 متر مربع، وتم عمل ساحات واسعة تحيط بجهاته الأربع، ليبلغ إجمالي مساحتها حوالي 235000 م²، وغطيت بالرخام الأبيض العاكس للحرارة، وتضم في خدماتها دورات المياه، وأماكن الوضوء واستراحات الزوار، وتتصل بمواقف السيارات الموزعة على دورين تحت الأرض، ما يجعل الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد عن 650000 مصلٍّ، لتصل إلى مليون مصلٍّ في أوقات الذروة، وبعد التوسعة السعودية الثانية زاد عدد مداخل المسجد النبوي الشريف، فقد بلغ عددها الإجمالي 41 مدخلًا، بعضها يتكون من باب واحد، وبعضها الآخر من بابين ملتصقين و3 أبواب و5 أبواب متلاصقة، فيصبح عدد الأبواب الإجمالي 85 بابًا صنعت جميعها بحرفية عالية وبأجود أنواع الأخشاب السويدية ويبلغ عرض الواحد منها 3 أمتار وبطول 6 أمتار كتب أعلاها الآية القرآنية ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾ وزخرفت بزخارف ونقوش إسلامية ونباتية وطعمت بالنحاس بأشكال جميلة ونحت في وسط كل باب منها (محمد رسول الله).
وأُقيمت على مبنى التوسعة الجديدة 6 مآذن، 4 منها موزعةً على الأركان، ومئذنتان في منتصف الجانب الشمالي، ليصبح العدد الإجمالي لمآذن المسجد النبوي 10 مآذن، وغطيت الحصوات المكشوفة التي تقع بين المسجد القديم والتوسعة السعودية الأولى، باثنتي عشرة مظلة ضخمة بنفس ارتفاع السقف، تفتح وتغلق بنظام أوتوماتيكي لحماية المصلين من وهج الشمس ومياه الأمطار، والاستفادة من الأجواء الطبيعية حينما تسمح الظروف المناخية بذلك، وكسيت أرضيتها بالرخام الأبيض الذي لا يمتص حرارة الشمس، وتم استحداث قباب متحركة على أفنية المسجد، والبالغ عددها 27 فناءً، حيث يتم التحكم فيها كهربائيًّا بواسطة أجهزة الكمبيوتر، ويبلغ وزن الواحدة منها 80 طنًّا، ويستغرق فتحها دقيقة واحدة بهدف التهوية والإنارة الطبيعية للمسجد.
خلال التوسعة السعودية الثانية لم يتم إغفال العناية والاهتمام بالبناء القديم للمسجد، والمحافظة عليه وتطويره، إضافة إلى كافة مرافق المسجد النبوي والخدمات بداخله، وتطوير السلالم المؤدية لسقف المسجد، فأصبح عدد السلالم 24 سلمًا منها 6 سلالم كهربائية.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، تم إكمال أعمال التوسعة المتبقية في ساحات الحرم المدني، وتم تركيب 250 مظلة كهربائية تغطي جميع ساحات المسجد النبوي لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار، وصنعت من مواد خاصة كالتفلون المقاوم للحرائق والعوامل المناخية والأشعة فوق البنفسجية، وجهزت كل مظلة بأنظمة لتصريف السيول والأمطار، وبأنظمة الإنارة ليلًا، بالإضافة إلى قوة صمودها أمام الرياح القوية، ويتم فتح وإغلاق هذه المظلات بشكل آلي ومنظم.
ورُكب على أعمدتها 436 مروحة رذاذ، تهدف إلى ترطيب الجو الخارجي للزوار الماكثين في ساحات المسجد النبوي الشريف، ويعتبر مشروع ترطيب الساحات من أضخم مشاريع الترطيب في العالم.
كما تم تنفيذ الساحة الشرقية للمسجد النبوي والتي بلغت مساحتها 37000 متر مربع، وتم الاهتمام بتنفيذ مواقف للحافلات والسيارات أسفل ساحات المسجد النبوي الشريف، إضافة إلى دورات المياه والخدمات والمرافق التابعة للمسجد.
وفي عام 2012 أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- بالبدء بتنفيذ التوسعة السعودية الثالثة، وهي أكبر توسعة يشهدها المسجد النبوي تحت اسم (مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد النبوي الشريف) والتي ستتم على ثلاث مراحل، تتسع المرحلة الأولى من التوسعة لما يزيد عن 800 ألف مصل، وتشمل المرحلتين الثانية والثالثة توسعة ساحات الحرم، بحيث تستوعب أيضًا 800 ألف مصلٍّ، ومع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم قام بزيارة المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف ودشن فيها عددًا من المشاريع التنموية لتطوير المدينة المنورة، واعتمد تصاميم مخططات توسعة المسجد النبوي الجديدة، وأكد أهمية الحرص على متابعة العمل في مشروع التوسعة وجميع المشاريع المرتبطة بها؛ لما في ذلك من خدمة للإسلام والمسلمين ولزوار المسجد النبوي الشريف من جميع أنحاء العالم.
وفي ظل القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبإشراف الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة المدينة المنورة، ستدخل المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف عصرًا جديدًا من عصور التطور والنهضة الفريدة التي تدل على حرص واهتمام ولاة الأمر على ما فيه خدمة ومنفعة الإسلام والمسلمين والعناية بأهم المقدسات الإسلامية.
إن ما يشهده مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدينته المنورة من تطور ونهضة عبر العصور، لأمر يثبت على أهمية المسجد النبوي الشريف؛ كونه ثاني أقدس مسجد في الإسلام بعد الحرم المكي، وما لصاحبه المصطفى من عظيم الفضل في انتشار وتوسع هذا الدين وتزايد زوار مسجده الشريف من كل أنحاء العالم.