مكافحة الحشائش في المزارع العضوية تحمي المحاصيل الفرق بين برد المربعانية والشبط والعقارب توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى الزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل
حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على إلقاء كلمة المملكة في الدورة الحالية لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي يعكس استشعاره الكبير للدور القيادي المسؤول للمملكة في ظل تحدي جائحة كورونا من جهة، والتحديات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة والعالم من جهة أخرى.
وبهذا توظف المملكة ومن خلال خطابها السنوي في الأمم المتحدة، هذا المنبر العالمي لمصارحة العالم بأهم القضايا والمهددات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي يواجهها وطرق معالجتها ومجابهتها، بواقعية سياسية تقدم الحلول المعززة والداعمة لجهود الأمن والاستقرار.
ويكتسب خطاب المملكة أمام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، أهمية بالغة جدًا، بوصفها رئيسًا لمجموعة العشرين، والقائد الفعلي والحقيقي للعالمين الإسلامي والعربي، فضلًا عن محورية دورها المسؤول في مجابهة قضايا المنطقة ومحاربة الإرهاب والتطرف ومعالجة التحديات العالمية المتعلقة باستقرار أسواق الطاقة.
كما أن مضامين خطاب خادم الحرمين الشريفين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاءت مؤكدة على مواقف المملكة حيال أهم القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية، وهي مواقف ثابتة راسخة تتسم بالوضوح والمصداقية، وتهدف إلى إحلال الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
وتستند مواقف المملكة في المحافل الدولية تستند إلى مرجعية دينية وثقافية وأخلاقية راسخة ومتجذرة، تنطلق من تعاليم الدين الإسلامي، والثقافة العربية، والقيم الإنسانية المشتركة، الداعية إلى التعايش والسلام والاعتدال، وتكاتف الدول والشعوب في مواجهة التحديات الإنسانية الاستثنائية المشتركة.
إن التعايش والسلام والاعتدال هي الثلاثية التي تعتمدها المملكة في صياغة علاقاتها الدولية ومضمون رسالة المملكة للعالم التي حرص خادم الحرمين الشريفين على تأكيدها، انطلاقًا من التعاليم الإسلامية وثقافتها العربية وإيمانها العميق بالقيم الإنسانية المشتركة التي تربطها بجميع دول العالم.
والمعروف أن للمملكة العربية السعودية دور قيادي ومحوري في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تهدد أمن شعوب منطقة الشرق الأوسط، واستقرار دولها، من خلال إسهامها في جهود الوساطة والتوصل لحلول النزاعات بالطرق السلمية دعمًا منها للأمن والاستقرار والتعايش المشترك والنمو والازدهار العالمي.
وخلال كلمته امام الأمم المتحدة أكد الملك سلمان أن المملكة اختارت المملكة طريقها نحو المستقبل من خلال رؤية 2030 التي تطمح من خلالها أن يكون اقتصادها رائدًا ومجتمعها متفاعلًا مع محيطه، ومساهمًا بفاعلية في نهضة البشرية وحضارتها.
وأضاف أن المملكة تنتهج في محيطها الإقليمي والدولي سياسة قائمة على الثبات والاعتدال واحترام القوانين والأعراف الدولية، والسعي المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في محيطها، ودعم الحلول السلمية للنزاعات، ومكافحة التطرف بأشكاله وصوره كافة والداعمين للإرهاب تمويلًا وفكرًا.
وأكد الملك سلمان أن الدور القيادي الذي تلعبه المملكة، من موقعها كرئيس لمجموعة دول العشرين من جهة ولاعب رئيسي في المجتمع الدولي من جهة أخرى، وتنسيقها الجهود الدولية لمكافحة جائحة كورونا والحد من تأثيراتها الإنسانية والاقتصادية، يعكس صدق التزامها بدعواتها للتكاتف بين دول العالم وشعوبها في مواجهة التحديات الإنسانية المشتركة.
ونوه الملك سلمان بما قدمته المملكة من دعم مالي بقيمة 500 مليون دولار لجهود مكافحة جائحة كورونا، وتعزيز التأهب والاستجابة الدولية للتعامل مع الجائحة وآثارها، يأتي امتدادًا لمساعداتها الإنسانية والتنموية المستمرة التي لا تستند في تقديمها لأي أسس سياسية أو دينية أو عرقية، حيث تجاوزت قيمة مساعداتها 86 مليار دولار استفادت منها 81 دولة، وأهلتها لصدارة الدول المانحة.
وتؤكد المملكة دومًا أنه مهما بلغت حدة وحجم الصراعات في المنطقة، إلا أن السلام يُعد الخيار الاستراتيجي للمملكة والذي من خلاله يُمكن الانتقال بالشرق الأوسط إلى مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والتعايش والازدهار لشعوب المنطقة قاطبة.
وقد اتخذت المملكة السلام في الشرق الأوسط خيارًا استراتيجيًا من خلال دعمها جميع الجهود الرامية للدفع بعملية السلام، ودعوتها المجتمع الدولي إلى عدم ادخار الجهد للعمل على تحقيق مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والازدهار والتعايش بين شعوب المنطقة كافة.
وتأكيدًا لخيارها الاستراتيجي نحو إحلال السلام، قدمت المملكة منذ العام 1981 أكثر من مبادرة ترمي إلى تحقيقه وتضمنت مبادرة السلام العربية مرتكزات لحل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي، يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي إطار دعم المملكة لجميع الجهود الرامية للدفع بعملية السلام في المنطقة، فإنها تساند جهود الإدارة الأميركية الحالية لإحلال السلام، من خلال العمل على جمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل.
على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته المعركة ضد الإرهاب، خلال الأعوام القليلة الماضية، إلا أن نجاحها الكامل يتطلب معالجة شمولية للفكر المغذي للتطرف والتمويل المغذي لأعمال العنف، وهو ما يؤكد على أهمية الدعوة السعودية لتكثيف الجهود لمواجهة هذا التحدي بشكل شامل، بما في ذلك مواجهة الدول الراعية للإرهاب والطائفية والداعمة للأيديولوجيات المتطرفة العابرة للأوطان.
وتعتبر المملكة أن الإرهاب والتطرف تحد رئيسي يواجه العالم بأسره؛ وقد حققت مع شركائها الدوليين، نجاحات مهمة في مواجهة التنظيمات المتطرفة، بما في ذلك دحر سيطرة تنظيم داعش على الأراضي في سوريا والعراق، وتوجيه ضربات مهمة لتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن.
وتساند المملكة الجهود العالمية المشتركة لمواجهة تحدي الإرهاب والتطرف، وقدمت الدعم لعدد من المؤسسات الدولية المعنية، ومن ذلك دعم مركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة التطرف بمبلغ 110 ملايين دولار، وإنشائها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، واستضافتها المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب.
وينطلق موقف المملكة من الإرهاب والتطرف من اضطلاعها بمسؤولية خاصة وتاريخية، تتمثل في حماية العقيدة الإسلامية السمحاء من محاولات تشويهها من قبل التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة، والتأكيد على براءة الإسلام من جميع الجرائم النكراء والفظائع التي ترتكب باسمه.