التصوير مع السياح أهم مصدر لدخلهن

قبيلتان تايلنديتان.. جميع نسائها يتباهون بالرقاب الطويلة

السبت ٥ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٨:١٨ مساءً
قبيلتان تايلنديتان.. جميع نسائها يتباهون بالرقاب الطويلة
المواطن- محمد داوود- جدة

تتميز نساء قبيلتين في تايلاند وهي (شنغ ماي وشنغ راي) بالرقاب الطويلة، ويتباهون بذلك منذ قديم الزمان ويعتبرونه موطن جمالهن، إذ تتفنن النسوة بوضع حلقات حول رقابهن لتضغط عليها وتشدها إلى أعلى وكلما استطالت وضعن حلقات جديدة لدرجة أن بعض الرقاب تصل في بعض الأحيان إلى 40 سنتيمترًا.

عادة قديمة ومتوارثة:

يقول الباحث وأخصائي المعلومات طلال فطاني لـ”المواطن”: ما تفعله نساء قبيلتي (شنغ ماي وشنغ راي) هي عادة قديمة ومتوارثة بين الأجيال، فأول حلقة توضع في عنق البنت عندما تبلغ الخامسة من عمرها، وكلما كبرت الفتاة توضع لها حلقة أخرى أكبر بدلًا عن السابقة، لتضغط المنطقة ما بين الترقوة والضلوع وبالتالي تطول الرقبة لتبدو كرقبة الزرافة، وتلك الأساور الدائرية توضع حول الرقبة، ثم يومًا بعد يوم تقوم إحدى السيدات المختصات بزيادة عددها لتكتسب الرقبة طولًا أكثر، وتلك العملية المؤلمة التي تستغرق العديد من السنوات تضغَط على عظام الكتف، فتصبح أقصر لتظهر الرقبة بطول غير عادي.

فرضيات عادة الأساور:

وبين فطاني، أن هناك افتراضات عديدة ذهب لها الباحثون حول بداية وأسباب ارتداء النساء لها، إذ قالت إحدى الفرضيات: إن النساء كن يرتدنها حول الرقبة والأرجل حماية لهن من النمور والحيوانات المفترسة، كما أن هناك افتراضًا آخر يقول: إنه لحماية النساء من الهروب للقرى المجاورة إذ تصبح عاجزة عن الركض والهرب، وفي القبيلتين يدفع الخطاب وراغبي الزواج مهرًا كبيرًا كلما كان طول الرقبة طويلًا، وقد يصل عدد الأطواق في عنق المرأة البالغة ما يقارب العشرين طوقًا، ويبلغ وزنها بين أربعة إلى خمسة كيلوجرامات.

التوقف عن الأطواق:

ويؤكد فطاني، أن المرأة لا تتأثر في حال خلعت هذه الأطواق، وأن رقبتها ستعود إلى شكلها الطبيعي في غضون ثلاث سنوات، إذ تتوقف المرأة عن إضافة الأطواق عندما تتزوج للأسباب الفسيولوجية التي يتعرض له الجسم في هذه السن، حيث يتوقف الهيكل العظمي عن النمو، ويمكن للفتاة في حال شعرت بأن ذلك أخذ يضايقها أن تطلب عدم إضافة الأطواق، حتى قبل أن تصل إلى سن الزواج، وأحيانًا يتم تبديل هذه الأطواق بناء على رغبة الفتاة.

لا نتائج للاحتجاجات:

وخلص فطاني إلى القول: “رغم وجود بعض الحركات التي تنظم حملات ضد هذه العادة التي تعتبرها مؤذية للمرأة، إلا أن هذه الاحتجاجات لم تؤد إلى أية نتيجة، حيث يستمر أبناء هذا الشعب بلبس هذه الأطواق كما كانوا يفعلون دائما، خاصة وأن هذا الأمر أصبح مصدرًا للدخل بفضل ازدياد عدد السائحين الذين يقصدون تايلند من أجل مشاهدة هذه الأعناق والتصوير معهن، وبالتالي فإن العنق هناك تجارة رابحة، ليست المرأة على استعداد للتضحية بها”.

إقرأ المزيد