خلال زيارة وزير الإعلام لبكين.. شراكة إعلامية سعودية صينية تطلق برامج تنفيذية شاهد.. عودة النعام لصحراء منطقة تبوك هيئة الطرق: فتح الحركة المرورية على جسر نمران في بيشة الملك سلمان وولي العهد يهنئان ملك بلجيكا برعاية الملك سلمان.. افتتاح منتدى الرياض الاقتصادي في دورته الـ 11 غدًا عقرب في طرد “شي إن” يدخل فتاة إلى المستشفى نيابة عن ولي العهد.. وزير الخارجية يرأس وفد السعودية بقمة العشرين في البرازيل السياحة: نسبة إشغال الفنادق في مدينة الرياض تجاوزت 95% منطقة العجائب في جدة .. فعاليات ترفيهية لهواة المغامرة جامعة الملك خالد تحقق مراكز متقدمة في تصنيف شنغهاي العالمي
تأسست مدينة بغداد في مثل هذا اليوم منذ 1258 عامًا، وكانت ذات يوم مركزًا فكريًا وثقافيًا لا مثيل له في العالم، بحسب ما ذكر الباحث التاريخي جوستين ماروزي مؤلف كتاب بغداد: مدينة السلام، مدينة الدم، وكتاب الإمبراطوريات الإسلامية: خمسون مدينة حددوا معالم الحضارة.
وقال ماروزي في مقالة له على موقع Unherd: في قيظ صيف 30 يوليو 762، أمر الخليفة العباسي المنصور، بوضع أول لبنة في عاصمته الجديدة، واستغرق الأمر 4 سنوات لإتمامها، وبحلول عام 766، كانت المدينة أعجوبة معمارية.
واستشهد على ذلك بكتاب الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد الشامل، في القرن الحادي عشر حيث كتب قائلًا: يقولون إنه لا توجد مدينة أخرى مستديرة معروفة في جميع العالم.
وتابع ماروزي: امتدت أربعة طرق مستقيمة من أربع بوابات، يربطها أقواس مقنطرة تحتوي على متاجر التجار والبازارات والساحات والمنازل، وفي قلب المدينة الدائرية كانت هناك المنطقة الملكية الشاسعة، بلغ قطرها نحو 2000 متر.
وأضاف ماروزي: تطورت وازدهرت بغداد بسرعة، وأنفق عليها العباسيون 20 مليون درهم من الفضة لبناء قصر فخم هناك، و20 مليوناً أخرى لتأثيثه.
واستطرد: باتت المدينة محل أنظار الجميع، ليس لتكوينها المعماري المدهش فحسب بل لأنها أيضًا ترأست ثورة ثقافية رائعة واكتسبت قوة سياسية وعسكرية واقتصادية.
وقال ماروزي: مثل انجذاب الفراشة إلى النار، انجذب إلى بغداد الشعراء والعلماء والرياضيون والموسيقيون والأطباء والمؤرخون وعلماء القانون واللاهوتيون والفلاسفة والفلكيون، وحتى الطهاة، كان ذلك بمثابة العصر الذهبي لبغداد.
ولفت ماروزي إلى أنه تم تحقيق اكتشافات علمية في المدينة خلال القرنين التاسع والعاشر أكثر من أي فترة تاريخية سابقة، وبذلك تمكنت المدينة خلال قرن من تأسيسها بأن تكون العاصمة الفكرية للكوكب، ولُقب العراق بـ ينبوع العلماء.
وتابع: ظهرت بغداد في القرن التاسع كقوة علمية للعالم، وأصبحت بيت الحكمة المشهور أو بمثابة المركز العصبي للنشاط الفكري، بأرشيف ملكي، وأكاديمية، ومكتبة ونشاط الترجمة مع طاقم من العلماء، وبحلول منتصف القرن، كانت أكبر مستودع للكتب في العالم.
وأضاف: كان هناك علماء رائدون مثل محمد بن موسى الخوارزمي، رائد علم الرياضيات الذي قدم لأول مرة النظام العشري المكون من تسعة أرقام وصفر، وتأتي كلمة الخوارزميات المتعلقة بالتقنية من اسم الخوارزمي.
وهناك أيضًا الإخوة بني موسى، الذين كلفهم الخليفة المأمون بقياس محيط العالم، وهم من نسل عائلة ثرية للغاية من علماء الفلك والمنجمين والمهندسين والخبراء في الهندسة الذين أسسوا خزانة الحكمة.
وقد خلصوا في ذلك الوقت، دون التكنولوجيا والأدوات العلمية المتوفرة حاليًا، إلى أن محيط العالم يُقدر بنحو 24000 ميل، وأثبت العالم حاليًا بعلومه الحديثة أن الرقم الصحيح هو 24902 ميل.
ومن الخوارزمي وبني موسى إلى حنين بن إسحاق العالم المميز الذي تضمنت أطروحاته العشر على العين، واحدة من أولى الرسوم التشريحية للعين البشرية وتعتبر أول كتاب منهجي لطب العيون.
ثم كان الرازي، الطبيب والفيلسوف في القرن العاشر، أعظم طبيب في العصور الوسطى والذي تُقارن إنجازاته في الكيمياء بإنجازات نيوتن اللاحقة، ذلك بجانب الجاحظ وأبي نواس وغيرهم.
وللأسف فإن ذلك العصر الذهبي لم يكن ليدوم إلى الأبد، فقد أنارت المدينة العالم لمئات السنين ولكن بحلول القرن الثالث عشر كانت أيام المجد قد ولت، حيث تراجع الخلفاء خلف جدران قصورهم ليصبحوا دمى خاملة، ثم في 1258 وصل هولاكو حفيد جنكيز خان وجيشه الغاشم، ولم يكن النظام العباسي المتحلل يضاهي جحافله الذين أوقعوا الخراب والدمار، وأحرقوا المدينة.
أُحرقت القصور الملكية والمساجد وكليات الحقوق والمقابر الملكية والأسواق والمكتبات والشوارع والمنازل، وصُبغ نهر دجلة باللون الأحمر بسبب الدم، والأسود بسبب حبر الكتب التي أُلقيت به، وباتت بغداد التي كانت ذات يوم من أكثر الحضارات تقدمًا تتلاشى تحت الدخان وتغرق في الهاوية.
وعلى الرغم من كل ما مرت به المدينة عبر العصور التالية، من الحروب والنزاعات فإن بغداد لا تزال مدينة عظيمة ومرنة وتاريخها يعود إلى 1258 عامًا.
بني صدر: خامنئي يخسر 40 عامًا من الدم والمال بسبب مظاهرات بغداد وبيروت