أهم أسبابه الضغط النفسي والاقتصادي

العنف الأسري.. مشكلة اجتماعية تهدد نفسيات الأطفال

الخميس ٤ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١١:٢٢ مساءً
العنف الأسري.. مشكلة اجتماعية تهدد نفسيات الأطفال
المواطن - خولة اللحيدان

يعتبر العنف الأسري من أكثر المشكلات التي قد تؤثر سلبًا على المجتمعات ككل، بل أصبح العنف الأسري ظاهرة من الظواهر المنتشرة بشكل عام، حيث تبدأ هذه الظاهرة من الأسرة ومنها إلى المجتمع، وتنعكس آثاره السلبية على نفسية الأطفال والعملية التعليمية، وكذلك المناخ المنزلي، الذي يتسلط فيه القوي على الضعيف، مما يؤدي إلى درجات سيئة من القدرات والكفاءات الذاتية.

المفاهيم والأسباب والنتائج:

وأوضحت المستشارة الأسرية نجاح الصالح، في تصريحها لـ”المواطن“، أنَّ العنف الأسري يشمل تعامل الأسرة مع أطفالها بالقوة، إما لأسباب اقتصادية، وهي من أهم أسباب العنف ضد الأطفال، إذ إنَّ قلة توفر المال لدى الأب تدفعه إلى الانفعال، وتفريغ هذه الشحنات في أولاده”.

وأشارت إلى أنَّ “المفاهيم الخاطئة حول تنشئة الأبناء وذلك من خلال يقين أحد الوالدين أو كليهما أن العنف هو الطريقة المُثلى في التعامل مع الأبناء، تعدُّ من الأسباب الاجتماعية، والتي تعود إلى التفكك الأسري والخلافات الزوجية، وكبر حجم الأسرة، وإدمان المخدرات، فضلًا عن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والبرامج التي تشجع على العنف، وتعمل على زرعه في نفوس أطفالنا، مع غياب القوانين المعنية بالعنف ضد الأطفال، وعدم إيقاع عقوبات جادة على المعنِّف”.

وأكّدت الصالح، في تصريحها لـ”المواطن“، أنَّ الآثار النفسية السلبية على الطفل، تشمل شعور الطفل بالإحباط والاكتئاب والوحدة، والاضطرابات في تكوين شخصية الطفل، ونقص الثقة بالنفس، وصعوبة التواصل مع الآخرين، والإحساس بالحقد وكراهية المجتمع”، لافتة إلى أنَّ “ذلك يولّد العنف لدى الأطفال، والرغبة في إيذاء الآخرين، سواء بالأقوال أو الأفعال، واللجوء إلى التدخين وإدمان المخدرات، وتعنيف النفس بعد البلوغ”.

الحلول:

وبيّنت الصالح أنَّ “من أهم الحلول لمعالجة العنف الأسري على الأطفال هو الحرص على تنشئة الأبناء التنشئة السليمة، وزرع القيم الدينية والأخلاقية الصحيحة في نفوسهم، والعمل على تصحيح العادات والتقاليد المتحكمة في الزوجة والأبناء، والتجرد من ممارسة العنف الجسدي مع الأطفال، والعمل على اِتِّباع أساليب حديثة في التربية، ووضع القوانين الصارمة والرادعة للعنف الأسري”.

ولفتت إلى “ضرورة محاولة إبعاد الأطفال عن برامج العنف، والتي تؤثر بشكل غير مباشر على سلوكيات الأبناء”، مؤكّدة أهمية أٔن “نحاول قدر المستطاع البعد عن كل الضغوطات التي تسبب العنف ضد الأطفال”.

الوقاية:

وأبرزت الأخصائية الأسرية، أنَّ أهم سبل الوقاية تتوقف على حسب عمر الطفل والبيئة. وأضافت مستدركة: “لكن في العموم هناك وسيلتان لمعالجة الأمر ذاتيًا داخل الأسرة، إحداهما أن يجلس الفرد مع نفسه، ويعيد تقييم الأمور بحيادية، ويحاول تحليل أسباب هذا العنف، ويبادر في سبيل تجنيب نفسه الظلم، من خلال فتح قنوات الحوار مع المعنِّفين، ومحاولة الوصول إلى لغة حوار ملائمة”.

وأوضحت أنَّ “الطريقة الثانية تكمن في التواصل مع أصدقاء مقربين، أو مع حكماء العائلة الكبيرة، والأخذ بنصائحهم، لأنهم قد يرون المشكلة من زاوية أكثر حيادية، فيكون نصحهم أكثر موضوعية، وبعيدًا عن التشنج، أو قد يكون لديهم القدرة على ثني المعنِّف عن فعله من خلال الإقناع بالحكمة”.

وأضافت: “أخيرًا يمكن لمن وقع عليه العنف الأسري اللجوء إلى الجهات المختصة، فقد لا تجدي الطرق الأولى نفعًا، ولا تصل إلى نتيجة، وقد تزيد أحيانًا حجم العنف الواقع على الفرد، وفي هذه الحالة يكون الحل باللجوء إلى الجهات المختصة، والتي تتبنى بدورها تقديم خطط علاجية مدروسة وبسرية”.

للمدارس دور أيضًا في الحلول:

بدورها، رأت المستشارة الأسرية حصة المحيميد، في حديث إلى “المواطن“، أنَّه يقع على عاتق المدارس جزء كبير من وقاية الأطفال من العنف الأسري، عبر توعية الطلاب، لاسيّما في المرحلة الابتدائية، وعن طريق توجيه الوالدين بضرر العنف وأثره النفسي على الأبناء، ونتائج ذلك على المجتمع كاملًا”.

وأوضحت المحيميد، أنَّ الطفل يتمكن من حماية نفسه من خلال توجيه وإرشاد الطلاب من مرحلة الروضة، في شأن الدفاع عن النفس في حال حدث اعتداء، وطرق طلب المساعدة، مثلًا إبلاغ المعلم بذلك”.

وفي شأن الأسباب من وجهة نظرها، بيّنت أنَّه “لا شك أن هناك أسبابًا عدة لوجود العنف لدى أحد الوالدين أو كلاهما، ومن وجهة نظري أهمها الضغط النفسي”، لافتة إلى أنَّ “من أقوى الآثار النفسية على الأطفال العدوانية لدى الطفل، والبحث عن الانتقام بطرق عدة”.

وفي ختام حديثها إلى “المواطن“، شدّدت على أنَّه “لعلاج العنف الأسري لا بد من الوقوف على الأسباب وتفقدها والحرص على علاجها، وبذلك بإذن الله تقل نسبة العنف تدريجيًا”.

إقرأ المزيد