مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
لا شك أن منظمة الصحة العالمية تمر بأكثر المراحل حرجًا في تاريخها، في ظل اهتزاز الثقة بطريقة إدارتها لأزمة كورونا، وسط اتهامات عديدة لها بـ”التواطؤ” مع الصين. وطوال شهر يناير الماضي، عملت المنظمة على الإشادة بما وصفته بالاستجابة السريعة للسلطات الصينية عقب ظهور الفيروس المستجد. وقدمت بشكل متكرر الشكر لحكومة بكين لمشاركتها الخريطة الجينية للفيروس “على الفور”، قائلة: إن “عمل والتزام الدولة بالشفافية مثيران للإعجاب للغاية”.
لكن خلف الكواليس، القصة مختلفة كثيرًا، بحسب وكالة أسوشيتد برس، التي كشفت عن تأخر متعمد من الصين على صعيد تقديم معلومات عن كورونا يقابله إحباط كبير بين مسؤولي المنظمة التابعة للأمم المتحدة؛ لعدم حصولهم على البيانات التي يحتاجون إليها لمكافحة انتشار الفيروس القاتل.
في الواقع انتظرت الصين أكثر من أسبوع لنشر الخريطة الوراثية أو جينوم الفيروس، على الرغم من نجاح ثلاثة من مختبراتها الحكومية في فك شفرة المعلومات بشكل كامل.
كما كشفت عشرات المقابلات التي أجرتها الوكالة ووثائق داخلية أن اللوم يلقَى على الرقابة المحكمة على المعلومة والمنافسة داخل النظام الصحي الصيني.
ولم تنشر المختبرات الحكومية الصينية الجينوم، إلا بعد إقدام مختبر آخر على نشره على موقع إلكتروني متخصص في الفيروسات في 11 يناير.
ورغم ذلك، عطلت الصين تقديم بيانات مفصلة عن المرضى والحالات لأسبوعين آخرين على الأقل، وفق تسجيلات لاجتماعات داخلية عقدتها المنظمة في يناير.
معلومات شحيحة جدًّا:
إلى ذلك تشير التسجيلات التي حصلت عليها أسوشيتد برس إلى أن مسؤولي منظمة الصحة كانوا يثنون على الصين علنًا؛ لأنهم كانوا يسعون للحصول على معلومات من حكومة بكين. إلا أنهم كانوا يشتكون خلال اجتماعات عقدت خلال أسبوع السادس من يناير، من أن الصين لا تقدم معلومات وبيانات كافية لتقييم كيفية انتشار الفيروس بين الأفراد أو الخطر الذي يشكله على بقية العالم؛ ما كلف الكثير من الوقت.
وخلال أحد الاجتماعات الداخلية، قالت ماريا فان كيرخوف، وهي عالمة أوبئة أميركية والقائدة الفنية لاستجابة منظمة الصحة لكوفيد-19: “نعمل وفق معلومات شحيحة جدًّا”، مضيفة أن ذلك يعيق الجهود الرامية لمكافحة الفيروس.
قبل 15 دقيقة:
كما قال أرفع مسؤول للمنظمة في الصين، غودن غاليا، خلال اجتماع داخلي آخر: “نحن الآن في مرحلة يسلموننا (المعلومات) قبل 15 دقيقة من ظهورها في CCTV”، في إشارة إلى التلفزيون المركزي التابع للدولة الصينية.
يأتي التقرير والكشف عن مضمون الوثائق في وقت تتعرض منظمة الصحة لانتقادات؛ بسبب إدارة ملف تفشي كورونا، وعقب موافقتها على تحقيق مستقل في طريقة التعامل مع الجائحة على صعيد العالم.
اتهامات أميركية:
وشن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هجومًا على المنظمة في الأسابيع الأخيرة، إذ اتهمها بالتواطؤ مع الصين لإخفاء خطورة كورونا في الأشهر الأولى، الأمر الذي ساهم في تفشي الفيروس على نطاق واسع حول العالم.
كما أعلن ترامب، الجمعة الماضي، قطع العلاقات مع المنظمة، ما يهدد حوالي 450 مليون دولار تقدمها الولايات المتحدة، أكبر مساهم، كل عام إلى المنظمة. ويلقي اللوم على منظمة الصحة ويتهمها بالفشل في “كل جوانب” إدارة ملف الوباء العالمي، فضلًا عن الانحياز للصين.
وكان الرئيس الأميركي قد قال قبل أيام على قطع التمويل: “إنهم يقفون دائمًا إلى جانب الصين، ولكننا نمول المنظمة”، مضيفًا: “لذا نريد أن ننظر في الأمر”.
لم تتواطأ مع بكين:
إلى ذلك تكشف المعلومات أن المنظمة لم تتواطأ مع بكين، بل حرمت من المعلومات الكاملة ولم تحصل إلا على الحد الأدنى الذي ينص عليه القانون.
غير أن المنظمة حاولت إظهار الصين في أفضل صورة، على الأرجح في مسعى لضمان الحصول على معلومات، وفق الوكالة.
ويعتقد خبراء المنظمة بصدق أن العلماء الصينيين قاموا بعمل رائع بتوصلهم إلى الخريطة الجينية للفيروس، رغم عدم شفافية مسؤولي الدولة.
دق ناقوس الخطر:
وبدأت المنظمة دق ناقوس الخطر حول كورونا في منتصف يناير، وفي الـ30 من الشهر ذاته صنفت وباء كوفيد-19 طارئًا صحيًّا عالميًّا عندما كانت هناك 8200 حالة في 18 دولة.
لكن إعلان الطارئ الصحي، الذي صدر على لسان المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أرفقته دعوة للدول لـ”التزام الهدوء وعدم فرض تدابير تتدخل من دون داعٍ في التجارة الدولية والسفر”.
وفي 11 مارس، أعلنت المنظمة الوباء جائحة عالمية عندما كان عدد المصابين حول العالم 121 ألفًا. والآن، سجلت أكثر من ستة ملايين و294 ألف حالة إصابة وأكثر من 376 ألف وفاة على مستوى العالم.