رغم تنافس العلماء على تصنيعه سريعًا

لقاح كورونا قد يتأخر توزيعه عامين لسبب غريب

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٥٦ صباحاً
لقاح كورونا قد يتأخر توزيعه عامين لسبب غريب
المواطن - متابعة

في الوقت الذي يتسابق فيه العلماء حول العالم لتطوير لقاح كورونا الذي قتل أكثر من 470 ألف شخص، يحذر الخبراء من أن توزيع اللقاح قد يتأخر عندما يصبح متاحًا بسبب النقص العالمي في القوارير الزجاجية اللازمة لتوزيعه.

تطوير لقاح كورونا

والمعروف أنه حتى الآن، يتم تطوير أكثر من 100 لقاح محتمل لفيروس كورونا، وقد وصل ما لا يقل عن 11 لقاحًا منها إلى مرحلة التجارب البشرية.

ويأمل الباحثون أن تتم الموافقة على اللقاح في وقت مبكر من سبتمبر، وتصنيع ملايين الجرعات مقدمًا لإخراج اللقاح عالميًا بأسرع ما يمكن، لكن مسؤول أمريكي قال إن توزيع اللقاح قد يستغرق عامين بسبب نقص القوارير الزجاجية المخصصة للقاحات، والتي ستحتاج إلى وقت كافٍ لتصنيعها، وفقاً لقناة الحرة.

وأضاف الدكتور ريك برايت، الرئيس السابق للهيئة الأمريكية للأبحاث الطبية الحيوية المتقدمة (BARDA)، أنه حذر وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية من النقص الحاد في مواد التوريد، بما في ذلك القوارير. وأضاف برايت “سنواجه نقصاً حاداً في الحقن والإبر والقوارير اللازمة لتوزيع اللقاحات عندما يصبح جاهزاً”.

مخاوف من نقص قوارير لقاح كورونا

وأوضح أن هناك مخاوف عالمية بشأن النقص العالمي في قوارير الزجاج اللازمة لإنتاج اللقاحات، وأن إنتاج قوارير كافية لتوزيع اللقاح قد يستغرق عامين، لأن هناك أدوية أخرى تحتاج هذه القوارير.

كورونا

وقد ردد خبراء آخرون تحذيرات برايت، فقد قال السير غون بيل، أستاذ الطب في جامعة أكسفورد: “لم يبقَ سوى 200 مليون قارورة في العالم الآن، سنواجه نقصاً عند إنتاج اللقاح”.ويعد بيل جزءًا من فريق أكسفورد للقاحات، وهو أحد الفرق التي شرعت بالفعل في تجارب بشرية على لقاح كورونا.

صناعة القوارير

وتعتبر صناعة القوارير الزجاجية للأدوية عملية متخصصة، فهي تحتاج إلى زجاج يتحمل الحرارة الشديدة وعمليات النقل، لذلك لا يوجد سوى عدد قليل فقط من الشركات التي تزود السوق بها حالياً في العالم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية ملء القوارير باللقاح، تستغرق وقتًا طويلًا حيث يجب فحص كل واحدة يدويًا لمراقبة الجودة، مما يعني أن هذه المرحلة في التصنيع غالبًا ما تكون مسؤولة عن التأخير في العرض.

بدوره، قال المخترع مارك كوسكا: “إذا ذهبنا إلى الصين الآن، أو إلى أي مكان في العالم، لطلب مليار قارورة زجاجية لحقن الجميع في أوروبا مرتين، فستمر الشهور والسنوات قبل أن نحصل على الإمدادات. وقد أصبح ذلك هو الحلقة الضعيفة الحاسمة في سلسلة التوريد بأكملها “. بينما دعا الرئيس التنفيذي لشركة ” Genentech” ألكسندر هاردي، الحكومة الأمريكية لاتخاذ خطوات لسد هذه الفجوة.

من جانبها، أعلنت شركة سكوت، أكبر منتج للزجاج المتخصص في العالم، أنها تنتظر معرفة اللقاح الذي سيصبح جاهزاً لتحديد أولوياتها، في حين تأمل شركة يانسن، وهي قسم من شركة جونسون آند جونسون، في وضع جرعة لقاح كورونا في زجاجات تتسع لـ5 جرعات، مؤكدة أنها لديها طموحات لتوفير إمدادات عالمية لأكثر من مليار جرعة لقاح.

وأكد الخبراء أن وضع اللقاح داخل قوارير أكبر، يقلل أيضًا من الإطار الزمني للتعبئة، ولكن ستظل هناك حاجة إلى قوارير جرعة واحدة.

البنية اللازمة لتوزيع لقاح كورونا

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق عن جهوزية البنية اللازمة لتوزيع لقاح كوفيد ١٩ وأدوية علاجه المنتظرة، واستعداد شركائها والمنظمات الأخرى مثل اليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات “جافي” وأطباء بلا حدود للقيام بدورهم في ذلك, مشيرة إلى أن القرار في ذلك يقع على عاتق قيادات الدول والتوافق والرغبة الجماعية العالمية .
وقال مدير عام المنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم في موتمر صحفي: إن المنظمة أطلقت مبادرة آكت وتتضمن هدفين, الأول هو تسريع التوصل لهذه المنتجات الوقائية والعلاجية والتشخيصية, والهدف الثاني هو وصول تلك المنتجات للجميع.

وأشار أدهانوم إلى أن المفوضية الأوروبية نظمت في ٥ مايو مؤتمراً دولياً جمعت فيه ٨ مليارات دولار لتمويل مبادرة آكت وأن المنظمة ستفعل كل ما بوسعها لتنفيذ ذلك ولم يتبقَ سوى إرادة وقرار القيادات السياسية، وقد أعلن عدد كبير منهم أمس في قمة جافي أن اللقاحات والأدوية الخاصة بكوفيد ١٩ يجب أن تكون سلعة عامة متاحة لكل من يحتاجها.

وفي السياق نفسه, أوضح أدهانوم أن الكمامة وحدها لا تكفي للوقاية من الفيروس، ويتعين أن تستخدم في إطار إجراءات الوقاية الأخرى كالنظافة وغسيل الأيدي والتباعد الجسدي، وأن تكون الكمامات المصنوعة من الأقمشة مكونة من ثلاث طبقات.

إقرأ المزيد