كشفت عن صافي دخل قوي وانخفاض في المديونية

عملاق النفط السعودي يتكيّف.. أرباح أرامكو تتحدى التعقيد

الجمعة ١٩ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١:٣٣ صباحاً
عملاق النفط السعودي يتكيّف.. أرباح أرامكو تتحدى التعقيد
المواطن ـ نداء عادل

يتحدى عملاق النفط السعودي العوائق جميعًا، ويظهر للعالم أجمع أنَّ الشركة العالمية تظل صاحبة اليد العليا في الأسواق، لا سيّما بعدما أعلنت عن توزيع أرباحها الخميس 18 حزيران/يونيو 2020.

وتعد توزيعات شركة أرامكو النقدية هي الأعلى لأي شركة مدرجة في العالم، إذ توزّع الشركة أرباحًا نقدية للمساهمين، بقيمة 70.32 مليار ريال (18.75 مليار دولار) عن الربع الأول من عام 2020، سيتم دفعها في الربع الثاني من العام الجاري، مبينة أنَّ عدد الأسهم المستحقة للأرباح 199,882,812,500 بحصة السهم من التوزيع 0.3518 ريال ونسبة التوزيع إلى قيمة السهم الاسمية 0%. وأوضحت الشركة، أنَّ تاريخ التوزيع 18 حزيران/يونيو، بينما تاريخ الأحقية هو 21 أيار/مايو الماضي.

صافي دخل قوي:

وحافظت الشركة على صافي دخل قوي بلغ 62.5 مليار ريال (16.7 مليار دولار) في الربع الأول، على الرغم من انخفاض أسعار النفط الخام، وانخفاض هوامش أرباح التكرير والكيميائيات، وخسائر إعادة تقویم المخزون، إذ حققت الشركة تدفقات نقدية من أنشطة التشغيل قدرها 84.1 مليار ريال (22.4 مليار دولار) في الربع الأول، مقارنة مع التدفقات النقدية التي بلغت 92.0 مليار ريال (24.5 مليار دولار) في الفترة ذاتها من عام 2019.

وقد قوبل انخفاض أسعار النفط الخام وهوامش أرباح التكرير والكيميائيات بتغيرات إيجابية بشكلٍ جزئيٍ في رأس المال العامل، كما حققت الشركة تدفقات نقدية حرة قوية بلغت 56.3 مليار ريال (15.0 مليار دولار) في الربع الأول، مقارنة مع 65.1 مليار ريال (17.4 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام الماضي.

مركز مالي وانخفاض المديونية:

وحافظت الشركة على قوة مركزها المالي، وانخفضت نسبة المديونية من -0.2% في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 إلى -4.9% في 31 آذار/مارس 2020.

وبلغ حجم النفقات الرأسمالية 27.7 مليار ريال (7.4 مليار دولار) في الربع الأول، مقارنة مع 26.9 مليار ريال (7.2 مليار دولار) في الفترة ذاتها من عام 2019.

وفي ضوء ظروف السوق والتقلبات الأخيرة في أسعار السلع الأساسية، تتوقع الشركة أن يبلغ حجم النفقات الرأسمالية لعام 2020 ما بين 93.75 مليار ريال و112.50 مليار ريال (25 مليار دولار و30 مليار دولار). ولا يزال تقدير النفقات الرأسمالية للشركة خلال عام 2021 وما بعده قيد المراجعة.

تكيّف مع بيئة معقدة:

وأعلن رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر أنَّ “الشركة سعت إلى التكيّف مع بيئة عملٍ بالغة التعقيد وسريعة التغير نتيجة تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) التي لم يمر العالم في تاريخه الحديث بأزمة مثلها”.

وأشار إلى أنّه “أظهرت أرامكو قدرة على مواجهة الدورات الاقتصادية، وأثبتت تميز مكانتها بالنظر إلى متانة مركزها المالي، وهيكل أعمالها المنخفض التكلفة”، لافتًا إلى أنّه “تتمتع أرامكو السعودية بمرونة كبيرة تتيح لها ضبط نفقاتها، كما أن لديها خبرة في إدارة الأعمال خلال الأزمات، وستتمكن الشركة بفضل قوة وفعالية أدائها من الوفاء بالتزاماتها تجاه مساهميها”.

تحسين خطة الإنفاق:

وكشف الناصر أنَّه “خلال الربع الأول من العام، بادرت أرامكو السعودية إلى تحسين خطة إنفاقها الرأسمالي لعام 2020، مع العمل في الوقت نفسه على تحديد الفرص التي تساعدها على تعزيز مستويات إنتاجيتها التشغيلية على الوجه الأمثل”.

وبيّن أنّه “بالنظر إلى الشهور المتبقية من عام 2020، نتوقع أن تؤثر جائحة كورونا على الطلب العالمي على الطاقة وأسعار النفط، ما سينعكس بدوره على إيرادات الشركة”، مؤكدًا أنَّ “الشركة تواصل جهودها لتعزيز مكانة أعمالها خلال تلك الفترة عن طريق تقليل إنفاقها الرأسمالي وتبنِّي التدابير الرامية إلى رفع مستوى التميّز التشغيلي الأمثل. وعلى المدى البعيد، تظل الشركة واثقة من تنامي الطلب على الطاقة مع تعافي الاقتصادات العالمية”.

الأسهم تواصل الصعود:

وارتفعت أسهم شركات النفط العالمية، بدعم من الصعود القوي لأسعار النفط خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، التي جاءت بفضل تنفيذ دول تحالف “أوبك+” ومنتجين آخرين الاتفاق التاريخي الذي يقضي بخفض 9.7 مليون برميل يوميًا، مباشرة بعد التراجعات الحادة لأسعار النفط، نتيجة فشل الاتفاق السابق مطلع آذار/مارس الماضي.

وسجّل سهم عملاق النفط السعودي أرامكو، ارتفاعًا كبيرًا، ما دفعه إلى محو جميع الخسائر التي سجلها مطلع آذار/مارس الماضي. وبذلك فإن شركة أرامكو السعودية هي أول شركة نفطية كبرى تعود إلى أسعار ما قبل مارس، ورغم الارتدادات لبقية أسهم الشركات النفطية الكبرى إلا أنها لا تزال دون مستوى ما قبل مارس بنحو 10% على أقل تقدير.

وقفزت أسهم أرامكو السعودية 24% من أدنى مستوى لها في 10 مارس الماضي البالغ 27 ريالًا، ليعود السهم من جديد لتداوله فوق مستوى 33.35 ريال، وكذلك يتداول السهم بأعلى من سعر الطرح البالغ 32 ريالًا.

يذكر أنَّ أسهم أكبر شركات النفط العالمية هوت بمعدلات تصل إلى 60% من قيمها السوقية جراء فشل اتفاق “أوبك+” على خفض الإنتاج السابق، بواقع 1.5 مليون برميل يوميًا.