في دراسة للدكتور نايف القنور

رسوم تؤكد الصيد بالكلاب في السعودية منذ العصر الحجري الحديث

الثلاثاء ٢ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٢:٥٣ مساءً
رسوم تؤكد الصيد بالكلاب في السعودية منذ العصر الحجري الحديث
المواطن - الرياض

كشفت لوحات رسوم صخرية في المناطق الشمالية والشمالية الغربية من المملكة، استخدام إنسان هذه المناطق الكلاب المدربة في الصيد منذ العصر الحجري الحديث (الفترة من 9000-4500 قبل الميلاد).

وأوضحت دراسة للدكتور نايف القنور أن لوحات رسوم صخرية من موقعي الشويمس وجبة بمنطقة حائل أظهرت مشاهد صيد تؤرخ إلى العصر الحجري الحديث، وفيها رسوم الصياد مع كلب صيد مدرب، ولوحة الصياد ممسكًا بقوس وسهم وأمامه ستة كلاب صيد موزعه بطريقة رائعة، ويقف أمامها وعْل بحجم كبير وقرون طويلة ملتفة نحو الخلف بشكل مبالغ فيه، ويتجه هذا الوعل بجسمه نحو الصياد.

ورصدت الدراسة عمليات الصيد التي ظهرت في لوحات الرسوم الصخرية خلال فترات مختلفة من عصور ما قبل التاريخ، واستنطاق طبيعتها للوصول إلى فهم أكبر عن طرقها وأنواعها والحيوانات المستهدفة والأسلحة المستخدمة، وما يمكن أن نصل إليه من خلالها من معلومات تعزز هذا الجانب الحيوي والحضاري في منطقة الدراسة، والتي تمثل عينة للأجزاء المتبقية من الجزيرة العربية.

وقام الباحث بتقصي عمليات الصيد من خلال الواجهات الصخرية المختارة للدراسة، والبالغة عددها (23) واجهة صخرية، من أجل معرفة ماهية وأنواع الحيوانات المستهدفة في الصيد والأسلحة المستخدمة، وغيرها من المعلومات التي قد تساعد في التعرف على جانب من الوضع الاقتصادي للمجتمعات البشرية القديمة.

ويعتبر الصيد باستخدام الكلاب المدربة إحدى الطرق التي عرفها الإنسان القديم وكيّفها في الحصول على غذائه، وذلك منذ العصر العصري الحديث على أقل تقدير، كما يتضح ذلك من خلال لوحات الرسوم الصخرية.

أما اللوحات العائدة لفترات ما بعد العصر الحجري الحديث، فتظهر لوحة من موقع وادي ضم بمنطقة تبوك، تعود إلى العصر البرونزي حوالي 4500 سنه قبل الميلاد الصياد بدون سلاح ووعل كبير الحجم، وخلف الوعل يقف كلب صغير في حالة تأهب.

كما توجد نقوش تؤرخ للعصرين البرونزي والحديدي من موقع عردة بتيماء، تظهر حالة صيد لحيوان الوعل بواسطة كلبي صيد، وهذه اللوحة تعبر عن مشهد جميل يتم خلاله صيد الوعل عن طريق محاصرته، إضافة إلى لوحة من موقع الشويمس، تعود إلى العصر البرونزي والحديدي، يبدو فيها الصياد ممسكًا بقوسه ويصوبه نحو الطريدة، وأمامه كلب صيد ممسك بذيل الطريدة التي تمثل وعلًا كبير الحجم.

ويفهم من تلك اللوحات أن الصيد كان يوجه بانتقاء أنواع معينة من الطرائد شملت الوعول والمها الوضيحي والنعام، على أن هذه الأنواع تعد أنموذجًا لحيوانات أخرى وإن لم تظهر في الرسوم الصخرية، وأمدتنا تلك الرسوم الصخرية بمعلومات عن الأسلحة المستخدمة في الصيد ومنها الأقواس، والسهام، والرماح، والسيوف، والعصا العادية، والعصا المعكوفة، واقترن ظهور الرماح في الرسوم الصخرية بالخيول والجمال.

ويرى الباحث أن ظهور الرماح واستعمالها كان في فترة زمنية تسبق العصر البرونزي في ضوء استقراء اللوحات العائدة لذلك العصر، وقياسًا على أن الرماح تماثل السهام التي كانت تستخدم في العصر الحجري الحديث من حيث الشكل والوظيفة؛ مع اختلاف الحجم؛ فلماذا لا تكون الرماح هي تطور تقني للسهام حدث في فترات متأخرة من العصر الحجري الحديث.

إقرأ المزيد