تقارير ترجّح استهداف الانتخابات الأميركية

الهجمات السيبرانية في يد إيران لإخفاء الضعف العسكري

السبت ٦ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٥:١٩ صباحاً
الهجمات السيبرانية في يد إيران لإخفاء الضعف العسكري
المواطن ـ نداء عادل ـ ترجمة

اعتبر تقدير الاستخبارات المركزية الأميركية، أن إيران تواصل الاستفادة من التجسس الإلكتروني والهجمات لدعم أولوياتها الأمنية، والتأثير في الأحداث والتصوّرات الخارجية عنها ومواجهة التهديدات، بما في ذلك ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، إذ استخدمت قدراتها الإلكترونية بشكل مباشر ضد الولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات تحديدًا.

سياسات إيران السيبرانية:

وأوضحت صحيفة “الإندبندنت”، في تقرير لها الجمعة 5 حزيران/ يونيو 2020، أنّه عيّن المرشد الأعلى علي خامنئي، في أيلول/ سبتمبر 2015، أعضاءً في المجلس الأعلى للفضاء السيبراني، وهو الجهة المنوطة رسم السياسات. وفي 2011- 2012 أنشأت إيران قيادة مشتركة للدفاع السيبراني، لإحباط الهجمات ضد منشآتها النووية، خصوصًا بعد هجمات ستوكسنت “Stuxnet”، عام 2010، وما تلاها من اختراقات شبكة المفاعلات النووية الإيرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لدى الحرس الثوري قيادة الدفاع السيبراني الخاصة به، ويوظّف ما يسمّى بـ”جيش إيران السيبراني”، ونفّذ هجمات قرصنة ضد عددٍ من المنظمات الأجنبية.

تعويض لضعف طهران العسكري:

وبيّن التقرير  “تتعامل إيران مع القدرات السيبرانية باعتبارها لا تعدُّ مجرد أداة للدعاية والاستغلال المخابراتي فحسب، لكن أيضًا وسيلة يمكن لها أن تعوّض بها ضعفها العسكري التقليدي في مواجهة جيرانها الإقليميين والولايات المتحدة”.

وأضاف: “على سبيل المثال، في عام 2013، تدخّل أحد القراصنة الإيرانيين في نظام التحكُّم الصناعي للسد الأميركي، وفي 2014، نفّذت جهات إيرانية هجومًا لحذف البيانات ضد شبكة الكازينو الأميركي، كما نُسِب إليها الهجمات ضد شركة أرامكو السعودية، التي أثرت في إمدادات النفط للاقتصاد العالمي، وفي كانون الأول/ ديسمبر 2012 نفّذت إيران هجومًا إلكترونيًّا واسعًا ضد شركة أرامكو النفطية، ألحق أضرارًا بنحو 30000 من أجهزة كمبيوتر الشركة”.

إسرائيل تدخل اللعبة:

ولفت التقرير إلى أنّه “أطلقت إسرائيل، وفقًا لتقارير إعلامية، هجومًا إلكترونيًّا في التاسع من أيار/ مايو 2020 ضد الميناء الإيراني في بندر عباس جنوب إيران، ردًّا على هجوم إلكتروني إيراني ضد البنية التحتية للمياه والصرف الصحي (شبكة المياه) في إسرائيل”.

واعتبر أنَّه “هذا الهجوم الأخير أحدث ردود فعل قوية من حيث خطورته حال نجاحه، لأنه استهدف المياه الإسرائيلية، بالتالي أحدث خسائر بين المدنيين لقطع المياه وتلوثها، فضلًا عن أنه المحاولة الثالثة لاستهداف شبكات المياه في إسرائيل”.

وأوضح أنَّ “الهجوم الإسرائيلي على الميناء الإيراني تسبب في انهيار أجهزة الكمبيوتر التي توجّه حركة السفن والشاحنات والبضائع؛ ما أدّى إلى إغلاق النشاط بالميناء لعدد من الأيام”، مشيرًا إلى أنّه “نُفِّذ الهجوم على شبكة المياه الإسرائيلية المنسوب إلى إيران، في عددٍ من النقاط بجميع أنحاء البلاد، في الـ24 والـ25 من نيسان/ إبريل 2020، في بداية المرحلة الأولى من الخروج من الإغلاق الكامل الذي نفّذته إسرائيل، لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد”، مؤكّدًا أنَّ “الهجوم جرى من خلال وحدات الجرائم السيبرانية التابعة إلى الحرس الثوري الإيراني”.

تمكين الحرب المعرفية:

وبيّنت الصحيفة في تقريرها أنّه “تستهدف أي دولة من تنفيذ الهجمات الإلكترونية، جمع المعلومات لتمكين الحرب المعرفية، وإرسال رسائل ردع، وزيادة الضغط على النظم العسكرية والمدنية، بغية تحقيق الأهداف الدفاعية والسياسية، أو شن هجمات من أجل التأثير النفسي”.

كما لفتت إلى أنّه “يعتبر الهجوم على أنظمة القيادة والسيطرة على البنية التحتية المدنية الأساسية على مستوى عالٍ من حيث مدى خطورة الهجمات السيبرانية، لأنها تعرِّض عددًا كبيرًا من السكّان المدنيين للخطر، على سبيل المثال بسبب تلوث المياه، أو الحوادث الناتجة عن الهجمات على أنظمة النقل”.

أداة إستراتيجية:

وأكّد التقرير أنّه “تصبح الهجمات السيبرانية أكثر خطرًا، مع تسارع سباق التسلّح السيبراني في المنطقة، وتوظيف إيران له باعتباره إحدى أدواتها الإستراتيجية، لاسيما في ظل عدم قدرتها على ردّ الهجوم العسكري للولايات المتحدة بالمنطقة، أو التحرّكات الإسرائيلية المعلنة في سوريا ضد الأهداف الإيرانية”.

وأشار إلى أنَّه “على الرغم من كونها ليست الهجمات السيبرانية الأولى للدولتين في مواجهة بعضهما، فإنه من المرجح استمرار تطوير كل منهما القدرات السيبرانية، باعتبارها ضمن إستراتيجية الدولتين في المواجهة، وهو ما يفتح المجال لمزيد من الهجمات مستقبلًا، لاسيما أنَّ إسرائيل أعلنت أن هجومها على ميناء بندر عباس لم يكن الأوحد، بل سبقه ثلاث هجمات من قبل من دول أخرى، وكثير من الهجمات التي تتعرّض لها إيران لا تعلنها، ومن المرجّح كذلك أن تستهدف الهجمات المقبلة الانتخابات الأميركية، لهندسة وسائل التواصل الاجتماعي”.