طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
دعا إمام وخطيب الحرم المكي، الشيخ الدكتور بندر بليلة، إلى الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا دخلت العشر الأواخر، أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر.
وشدد في خطبة الجمعة اليوم من الحرم المكي، على أهمية إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن أهل الإيمان في شهر رمضان يعكفون على كلام الله عكوف المحب على محبوبه، فيتلونه آناء الليل وأطراف النهار، لا يسأمون ولا يملون.
وأبان الدكتور بندر بليلة أن مِنْ شَريفِ حُسْنِ الظَّنِّ به جلَّ شأنُه: أنْ يَظُنَّ العبدُ بربِّه أنَّه ما أذاقه مَرَارَةَ الكَسْرِ إلا لِيُذِيقَه حَلاوة الجَبْرِ، فما كَسَرَ عبدَه المؤمنَ إلا لِيَجبُرَه، ولا مَنَعَه إلا لِيُعطِيَه، ولا ابتلاه إلا ليُعافِيَه، ولا أماته إلا ليُحْيِيَه، ولا نغَّصَ عليه الدُّنْيا إلا لِيُرغِّبَه في الآخرة، ولا ابتلاه بجَفاءِ النَّاسِ إلا لِيَرُدَّه إليه، ويَسْتَخْلِصَه لنَفْسِه، ويَصْطَفِيَه لأُنْسِه!
وأشار إلى أن مِنْ أرْجى مواضعِ حُسْنِ الظَّنِّ بالله وأحْسَنِها: ظنُّ الإجابةِ عندَ الدُّعاءِ؛ ففي الحديث: «اُدْعُوا اللهَ وأنتُمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ» أخرجه الترمذي، وظَنُّ قَبولِ التَّوبَةِ لمَنْ تابَ، وظَنُّ المَغْفِرَةِ عند الاستِغْفَارِ؛ تصديقًا بوَعْدِه الحَقِّ، وظَنُّ العَفْوِ والرَّحْمةِ عند حُضورِ الأَجَلِ؛ ففي الحديث: “لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ”، أخرجه مسلم.
وبين فضيلته أن لحُسْنِ الظَّنِّ بالرَّبِّ جلَّ جَلالُه بَواعِثَ تبعَثُ عليه، وتُعِينُ عليه، ومن ذلك: مَعْرِفةُ العَبدِ ربَّه سبحانه: بأسمائه وصِفاتِه على الوَجْهِ الذي ذكره في كتابِه وسُنَّةِ نبيِّه صلى اللهُ عليه وسلم؛ فإنَّ مَنْ عَرَفَ الله بأسمائِهِ وصفاتِه، أحبَّه، فإذا أحبَّهُ رجاهُ وأحْسَنَ الظَّنَّ به، ووَثِق بِهِ، وتَوَكَّل عليه، وأَقْبَلَ بكُلِّيَّتِه عليه، وإنَّما يكون سوءُ الظَّنِّ بالله ممَّنْ جَهِل كَرَمَ وجهِهِ، وعِزَّ جَلالِه، وعَمِيَ عن جميلِ أوصافِه، وما تقتضيه من الكمالِ والجلالِ، فَلَهُ الأسماءُ الحُسْنَى، والصِّفَاتُ العُلَى، والأفعالُ الجُلَّى، سُبحانَه جلَّ شأنُه!
كما أبان الدكتور بليلة أن مِنْ بواعِثِ حُسْنِ الظَّنِّ باللهِ تعالى أيضًا: تدبُّرُ شَرِيعَتِه القَويمَةِ، والنَّظَرُ إلى ما فيها من الأحكامِ والحِكَم؛ فإنَّها شريعةٌ وَضَعَ اللهُ بها الآصارَ والأغلالَ، ورَفَعَ بها الحَرَجَ، ووسَّع فيها سُبُلَ الخَيْراتِ، وجَعَلَها شَريعةً وَسَطًا، لا غُلُوَّ فيها ولا جَفَاءَ، فهي شريعةٌ حَنِيفيَّةٌ سَمْحةٌ سَهْلةٌ، كلُّها عدلٌ ورحمةٌ ومصلحةٌ وخيرٌ وبرٌّ ومعروفٌ، وذلك مدعاةٌ إلى حُسْنِ الظَّنِّ بمُشَرِّعها ومُنْزِلِها للعبادِ، وأنَّه لا يُرِيدُ بِهِم إلا الخيرَ والصَّلاحَ في معاشِهم ومعادِهم.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن َمِنْ بَوَاعِثِ حُسْنِ الظَّنِّ به سُبحانَه كذلك: تأمُّلُ سُنَّتِه الكَونيَّةِ في خَلْقِهِ لهذا العالَمِ، وما فيه من مَظاهِرِ الحِكْمَةِ والرَّحْمَةِ والبِرِّ والإحسانِ، وغَلَبَةِ الخَيْرِ على الشَّرِّ، فقد خلق اللهُ عِبادَه في أَحْسَنِ تقويمٍ، وأسكنهم في أرضٍ مُمَهَّدَةٍ، وسَخَّرَ لهم ما في السَّمَواتِ والأرضِ جميعًا منه؛ ودبَّرَ لهم مِنْ مَلَكُوتِه ما تَصْلُحُ بِهِ حَيَاتُهُمْ، ويَطِيبُ به مَعَاشُهم، فدَرَجُوا على هذه الأرضِ مُطْمَئِنِّينَ آمِنِينَ، تحوطُهُم الأقْوَاتُ والأَرْزَاقُ، وتَعُمُّهم الخَيْرَاتُ والبَرَكَاتُ، ومِنْ فَضْلِه سُبْحَانَهُ أَنْ جَعَلَ الخَيْرَ والسَّلامَةَ هو الغَالِبَ على عامَّةِ الخَلْقِ، وجَعَلَ البَلاءَ والفِتْنَةَ عارِضًا لا يَدُومُ، وطائِفًا لا يَلْبَثُ!