مع إني في الرياض اشتقت للرياض !

البر بعد الحجر عنوان جديد للأمل في الحياة السعودية

الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠٢٠ الساعة ١١:٤٦ مساءً
البر بعد الحجر عنوان جديد للأمل في الحياة السعودية
المواطن - الرياض

“مع إني في الرياض اشتقت أروح الرياض”، ما أصعبها من عبارة مرّت على السعوديين بعد أيام الحظر المتواصلة، التي استمرت أكثر من 70 يومًا، وها هي توشك على نهايتها، التي تطلّع إليها الجميع، لاسيّما منذ تغريدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، التي منحت الناس الأمل في تجاوز جائحة كوفيد 19، الشهير بفيروس كورونا المستجد.

أمنيات باللقاء:

لم يتبادل السعوديون التهاني بالعيد وحسب، ولكنّهم تبادلوا أيضًا الأمنيات باللقاء الذي حرموا منه، وشق عليهم، واستذكروا الأماكن التي يودون زيارتها، داعين بعضهم بعضًا إلى الاستمتاع بالحياة، مع اتّخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية.

الشوق الأكبر الذي جمع بين المواطنين، كان إلى مكّة المكرّمة والحرم الشريف فيها، وتقبيل الحجر الأسود والدعاء في الأرض المباركة والمساجد .

البحر والسوق والمطاعم والمقاهي، كلّها وردت على قائمة المواطنين في الحركة ما بعد الحجر الصحي الذي باعد بينهم. وكذلك واجهة الرياض “البوليفارد”، حيث كانت تستمتع العوائل والأفراد برياضة المشي.

قرارات تعيد الأمل إلى الحياة:

وأعلنت وزارة الداخلية 11 قرارًا لعودة الحياة الطبيعية لما قبل إجراءات الحظر المفروضة على البلاد جراء أزمة كورونا، كان من أهمّها تغيير أوقات السماح بالتجول في جميع مناطق المملكة، فيما عدا مدينة مكة المكرمة، ليصبح من الساعة السادسة صباحًا حتى الثالثة مساءً. والسماح بفتح بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية وممارستها لأعمالها. والسماح بإقامة صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في مساجد المملكة، ما عدا المساجد في مدينة مكة المكرمة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية. واستمرار إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المسجد الحرام وفق الإجراءات الصحية والاحترازية المعمول بها في المرحلة الراهنة.

وجاء من بين تلك القرارات رفع تعليق الرحلات الجوية الداخلية مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية اللازمة التي تحددها الهيئة العامة للطيران المدني بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة، ورفع تعليق السفر بين المناطق بوسائل المواصلات المختلفة، مع التزام الجهات المختصة بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية اللازمة.

هكذا، أثبتت أجهزة الدولة بعملها المتناغم والمتكامل جدارتها في إدارة الأزمة التي سببتها هذه الجائحة، بعد التوقف لمدة شهرين ونصف، ما جعل عودة الأعمال وفتح الأنشطة ممكنة.

فرص حياة جديدة:

وفي ظل الالتزامات بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد، فإن هناك فرصة كبيرة للأسر المنتجة والمتاجر الإلكترونية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، عبر صناعة الكمامات القماشية وتسويقها وبيعها.

وخلال هذه الجائحة التي لم تترك أرضًا إلا حلّت بها، وجدنا فرص الحياة تكبر في أعين المصابين، من خلال الدعم الذي تلقوه من مواطنيهم المتعافين، إذ لم يتخلَّ المواطنون عن بعضهم، على الرغم من الإجراءات الاحترازية، ولم يحرموا المصابين بكورونا من فرحة العيد، عبر التهاني التي وصلتهم، والورود والحلوى، التي ساهمت جميعها في رفع الروح المعنوية للمواطنين المصابين، والكوادر الصحية التي تراقب سلامة المرضى ليلًا نهارًا.

لماذا رفع الحظر تدريجيًّا؟

الحقيقة أنَّ دول العالم أجمع لم يكن أمامها خيارات عدة عندما تفشى الوباء، فكان الخوف الأكبر هو انهيار الأنظمة الصحية وعدم قدرتها على مواكبة أعداد الإصابات المهولة المتوقعة، حينها لم يكن هناك سوى سيناريو وحيد تم اتخاذه، وهو الإغلاق الكامل، ومع مرور الوقت تمكنت الحكومات شيئًا فشيئًا من تعزيز أنظمتها الصحية من جهة، والتوسع بشكل كبير في الفحوص الطبية حتى يتم عزل المصابين عن بقية أفراد المجتمع من جهة أخرى، وهو ما يعني سرعة تقصي وعلاج الحالات المكتشفة بشكل عاجل، حيث أصبح لدى النظام الصحي القدرة على رصد أي بؤرة جديدة للإصابة للتعامل معها بشكل سريع، مع القدرة على استيعاب حالات الإصابة المتوقعة عند تخفيف القيود، وكذلك تحديد المجموعات الأكثر عرضة للخطر، وتكثيف التوعية بين هذه المجموعات للالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.

ومع عودة الحياة التدريجية لا شك أنَّ تأثيرات كورونا على كل من الصحة العامة والاقتصاد ستكون أكبر من كل التحليلات، ولن يكون التعافي سريعًا في الغالب، ومع ذلك فليس أمام الشعوب والحكومات سوى القيام بأقصى ما يستطيعان فعله للحد من تفشي الفيروس والاستعداد للتحديات اللاحقة المرتقبة والتي لن تنتهي مع هذه العودة التدريجية.

كيف عرّف المواطنون الخروج من الحجر؟

بدأ المواطنون التفكير في أنشطة يقومون بها بعد انتهاء الحجر الصحي، فمنهم من رأى المشي والتسوّق أو المطاعم وسيلة، أما الدكتور عزام الدخيل، عبر حسابه على موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة، فقد عرف الخروج من الحجر، بأنّه الذهاب إلى البر مع صديق.

وهنا انهالت عليه الاقتراحات لزيارة مناطق المملكة المختلفة، إلا أنَّ الجميع اتّفقوا على أماكن محددة، تحلو فيها زيارة البر، وجبال ألمع جنوب المملكة، والخبراء بالمزاحمية، ورأس الشيخ حميد، وجبال فيفاء، والديسة جهة الشمال وتبوك، والنماص، ولم ينسَ أحدهم أبها الخلابة، والباحة، فضلًا عن الريث حيث الجبل الأسود.

إقرأ المزيد