استثمار السعودية في التكنولوجيا يؤتي ثماره أثناء المعركة مع كورونا

قال تقرير من مجلة CIO الأمريكية، المتعلقة بالتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات، إن استثمار المملكة في قطاع التكنولوجيا في السنوات الأخيرة أتى بثماره في التعامل مع أزمة كورونا، موضحًا أن انتشار الفيروس كان عاملاً محفزًا غير متوقع لزيادة الطلب على تطبيقات الهاتف المحمول والبوابات الحكومية والتقنيات الناشئة مثل الطائرات دون طيار.

ولفت التقرير إلى الخدمات الرقمية التي تم تقديمها لدعم المؤسسات الحكومية على مدى السنوات القليلة الماضية أثبتت فعاليتها هذه الآونة.

قد يهمّك أيضاً

ضحايا كورونا عالميًّا.. وفاة أكثر من 800 ألف و23 مليون إصابة

السعودية تسجل 53 حالة كورونا جديدة وتعافي 40

وتابع: من تطبيق يسمح للناس بحجز مواعيد المستشفيات من منازلهم، إلى بوابة التعلم الإلكتروني، تجني البلاد الآن ثمار الاستثمارات التكنولوجية والرقمية التي بدأت مع الإعلان عن برنامج رؤية 2030 في عام 2016.

وقال كارينغتون مالين، رجل أعمال وكاتب تكنولوجي: تعتمد الحكومة بشكل كبير على التكنولوجيا لتوفير الخدمات الرقمية، وإدارة عمليات الرعاية الصحية، وتحديد المصابين بفيروس كورونا.

وتابع أن خدمة موعد الإلكترونية التي تقدمها وزارة الصحة؛ لتمكين المستفيد من حجز مواعيده في مراكز الرعاية الصحية الأولية وإدارة هذه المواعيد بتعديلها أو إلغائها، هو مثال على خدمة رقمية ناجحة، حيث بات محوريًا في استجابة المملكة للتعامل مع أزمة انتشار الفيروس.

وأضاف: يعد استخدام التصوير الحراري للفحص مثالًا آخر على كيفية قيام الإدارات الحكومية بالاستفادة من الاستثمارات الحالية.

بوابة التعلم الوطنية:

واستطرد مالين: أحد أكبر التدابير التي أدخلتها المملكة في الأسابيع الأخيرة هو إغلاق آلاف المدارس في جميع أنحاء المملكة وتنفيذ التعلم الإلكتروني، ويأتي ذلك نتيجة جهود سنوات من وزارة التربية والتعليم في تطوير بوابة التعليم الوطنية، وهي تدعم الآن ملايين الطلاب السعوديين الذين يدرسون في المنزل.

خدمات وزارة العدل:

ولفت مالين إلى أن رقمنة الخدمات لا تقتصر على الصحة والتعليم فقط، بل هناك أيضًا خدمات وزارة العدل؛ حيث تقدم بوابة Nagis التابعة لوزارة العدل خدمات قضائية إلكترونية للمسائل المتعلقة بخدمات المحاكم والوكالات والعقارات وحتى عقود الزواج، وباستخدام موقع وزارة الداخلية على الإنترنت، يمكن للمقيمين الآن الاستفادة من مجموعة واسعة من الخدمات من منازلهم، بما في ذلك تجديد جواز السفر وتمديد تأشيرة الزيارة.

استخدام التكنولوجيا الناشئة لمكافحة الفيروس:

وقال بلال سونونو، الرئيس التنفيذي لشركة Business to IT Services (B2ITS، وهي شركة استشارات وحلول بنية تحتية: قامت المملكة بعمل رائع في استخدام التكنولوجيا كأحد الأدوات الرئيسية في جهودها لاحتواء الموقف، واستغلت تطبيقات مثل Microsoft Teams و Zoom لتطبيق العمل عن بعد.

وقال سونونو إن المملكة تعمل أيضًا على الترويج للقنوات الإلكترونية والمدفوعات الإلكترونية من خلال مساعدة مزودي الخدمة على إنشاء المنصات اللازمة لتسهيل احتياجات البقاء في المنزل.

وفي بعض الحالات، استخدمت المملكة التقنيات الناشئة لوقف انتشار الفيروس، مثل استخدام طائرات دون طيار في منطقة القصيم؛ لقراءة درجات حرارة الأشخاص في المناطق المفتوحة، وذكرت وسائل إعلام حكومية أنه إذا تم العثور على شخص يعاني من درجة حرارة غير طبيعية يتم اتخاذ تدابير وقائية.

ويأتي هذا الانتقال إلى الرقمية وسط انتشار متزايد لاستخدام الإنترنت في البلاد، فوفقًا لـ Statista، يستخدم ما يقرب من 75% من السكان السعوديين الإنترنت، ومن المتوقع أن تنمو هذه الحصة إلى أكثر من 96% في عام 2023، وهي مستويات مطابقة لوحظت في أوروبا وأمريكا الشمالية.

ويعد التوسع في الخدمات الرقمية جزءًا من برنامج رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تغيير المشهد الاقتصادي السعودي، وصعود البلاد سريعًا على سلم التكنولوجيا.