المرشد مرر الموازنة مستغلًّا تعليق البرلمان الذي رفضها عدة مرات

رصانة : إيران حاولت تسييس جائحة كورونا لتبرير إخفاقها

السبت ١١ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ٨:٢٩ مساءً
رصانة : إيران حاولت تسييس جائحة كورونا لتبرير إخفاقها
المواطن - الرياض

أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانيَّة (رصانة)، تقريره لشهر مارس 2020م، راصدًا أبرز التطوُّرات على الساحة الإيرانيَّة، مقدِّمًا للقارئ المهتمّ بهذا الشأن رؤيةً شموليةً خلال الفترة محلّ الرصد والتحليل.

ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسة، يهتمّ الأول بالشأن الداخلي الإيراني، في حين يرصد الثاني تفاعلات إيران مع العالم العربي، ويتناول الثالث الحراك الإيراني على الصعيد الدولي.

وعلى الصعيد الداخلي، تناول التقرير اجتياح وباء “كورونا” المستجد (كوفيد-19) إيران على نحوٍ يفوق بقية دول المنطقة، مما جعلها ضمن قائمة الدول الأكثر تضررًا على مستوى العالم، خاصةً في الأماكن الدينية، إذ رفض المتشددون إغلاق هذه الأماكن في بداية الأمر، ولكنهم رضخوا بعد أن قررت الحكومة إغلاقها، ولاحقًا اقتحمت مجموعةٌ من الأشخاص هذه الأماكن رافضين القرار الحكومي.

وسياسيًّا، أبرز التقرير سعي إيران لتسييس جائحة “كورونا” وتوجيه الاتهام إلى الولايات المتحدة بمسؤولية صناعته، واتضح ذلك من خلال تصريحاتٍ أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي؛ في المقابل تقدَّم ناشطون إيرانيون بعريضة اتهامٍ ينسبون فيها تفشّي “كورونا” إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، وخامنئي؛ لتأخرهما في الإعلان عنه، وعدم اتخاذ التدابير الاحترازية منه لأسبابٍ سياسيَّة.

ولفت التقرير إلى استغلال المرشد تعليق البرلمان؛ بسبب إصابة أعضائه بوباء “كورونا” المستجد، لتمرير الموازنة الإيرانية العامة لعام 2020- 2021م بعد رفضها عدة مراتٍ من قِبل البرلمان منذ ديسمبر الماضي، لمجافاة أرقام الموازنة الواقعَ الإيراني، واعتماد بنود الإيرادات على زيادة متحصلات الضرائب، وهو أمرٌ من الواضح عدم واقعيته في ظل الركود الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد.

وعلى الصعيد العسكري، تطرَّق التقرير إلى مسؤوليَّة تحويلِ مواجهة وباء “كورونا” للحرس الثوري الإيراني؛ وذلك لتحسين صورته لدى المواطنين، خصوصًا بعد حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانيّة مطلع العام الميلادي الجاري، وترديد قيادات الحرس الثوري أقولًا للمرشد الإيراني بطريقةٍ عسكريَّة، من خلال إعلانهم أن جائحة “كورونا” حربٌ بيولوجيَّةٌ أمريكية ضد إيران. وفي الشأن العربي، تناول التقرير مواصلة إيران مساعيها في الاحتفاظ بنفوذها في جارتها العراق على الرغم من تصاعد موجات رفض الشعب العراقي لوجودها، بعد استهداف القوات الأمريكية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سُليماني يناير الماضي، إذ تتمحور المساعي الإيرانية حول دفع ميليشياتها للهجوم على القوات الأمريكية؛ لتسهيل إقصاء التيارات الرافضةِ لوجودها، مع اختيار رئيس وزراءٍ جديد للعراق لا يعارض تنفيذ أجندتها.

ودوليًّا، وصفت طهران العقوبات الأمريكية بأنها تمثل إرهابًا طبيًّا وصحيًّا، وتحدُّ من قدرتها على مواجهة “كورونا”، وجرى ذلك خلال تحرُّك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لعديدٍ من العواصم الأوروبية، والمنظمات الدوليَّة، كما طالبت الحكومةُ الإيرانية، خامنئي باستخدام الاحتياطي النقدي لمعالجة آثار الأزمة بدلًا من توجيهه إلى الميليشيات، وترقُّب رفع الحظر المفروض على تصدير السلاح الإيراني؛ كي يُنفق الاحتياطي النقدي في شراء أسلحةٍ من روسيا والصين، في حين رأت روسيا ضرورةَ رفع هذه العقوبات؛ نظرًا لما يمرُّ به العالم من ظروفِ تفشّي “كورونا”، وفي ذات الوقت عملت موسكو على تأكيد دور طهران في مباحثات الأستانة لإقرار السلام في سوريا، جاء ذلك بعد خطوتها في تقليص الدور الإيراني بالأزمة السورية خلال الأشهر الماضية، في ظل اجتياح القوات التركية لمحافظة إدلب السوريَّة.

إقرأ المزيد