“أسر التوحد” تطلق أعمال الملتقى الأول لخدمات ذوي التوحد بالحدود الشمالية حساب المواطن: صدور نتائج الأهلية للدفعة 86 الحياة الفطرية تطلق 66 كائنًا فطريًّا مهددًا بالانقراض سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا بتداولات 4.9 مليارات ريال برعاية الملك سلمان.. “سلمان للإغاثة” ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني وظائف شاغرة في شركة الاتصالات المرور: 5 خطوات للاستعلام عن صلاحية تأمين المركبات وظائف إدارية شاغرة لدى هيئة الزكاة 6 صفقات خاصة في سوق الأسهم بـ 52 مليون ريال ضبط مخالف لنظام البيئة لاستغلاله الرواسب في تبوك
روى الكاتب والإعلامي عبدالله الطاير تجربته في الحجر الصحي بداية من مغادرته الرياض إلى لندن ثم عودته على رحلة الخطوط السعودية SV116، بعد تعليق الرحلات ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة للوقاية من كورونا.
وقال الطاير، في سلسلة تغريدات عبر حسابه في “تويتر”: “غادرت الرياض إلى لندن فجر يوم الثلاثاء ١١ مارس في سفر ضرورة صحية لم يكن هناك مجال لتلافيه. المسافرون وبخاصة السعوديين أخذوا احتياطات بادية مثل الكمامات والقفازات والمعقمات. لكن مطار هيثرو لم يظهر فيه أي استعداد يذكر وبخاصة قياس الحرارة، وحرصنا على استئجار سيارة بدلاً من القطار وذلك لتجنب الاختلاط. لم يكن الفندق أفضل حالاً من المطار، فالأمور مريحة ولا يعكس الإعلام البريطاني ذات الاهتمام بفيروس كورونا، كما الإعلام السعودي. كانت المطاعم وشبكات النقل والأسواق مفتوحة حتى تاريخ المغادرة ١٤ مارس.
رحلة العودة للمملكة
وتابع: “عندما غادرنا لندن على رحلة الخطوط السعودية SV116 على الساعة السابعة تقريباً، بعد تأخير نحو ساعتين بسبب إعلان المملكة إيقاف الطيران بينها وبين بريطانيا، فأحدث ذلك ارتباكاً في الحجوزات ووصول المسافرين المطار، مما أدى لذلك التأخير، حيث وصلنا مطار الملك عبدالعزيز حوالي ٣ فجراً وفي الذهن إدراك ساعتين من النوم حتى وقت الدوام. حصل شيء غريب لأول مرة يحدث وهو إعلان الكابتن بأن نبقى مقاعدنا حتى يسمح لنا الطيران المدني بالنزول. العادة ننتظر السلالم لبعض الوقت وليس السماح بالخروج من الطائرة”.
واستطرد الطاير قائلاً: “أخذت السيارة إلى المكتب التنفيذي لتكون المفاجأة كالصاعقة بعدم السماح لنا بالدخول. وبدأ الركاب يتجمعون، وقوفاً أمام الجوازات، بينما سُمح لبعض ركاب قادمين من الأردن بالدخول بسلام. تم قياس درجة الحرارة للجميع، وبدأ الهمس حول حجر صحي إجباري لمدة أسبوعين، لم يكن خبراً سعيداً، ولكنها تعليمات، وأُبلغنا بأننا سنتوجه إلى أحد الفنادق في مكة وذلك لأن فنادق جدة امتلأت. حاولت إقناعه بأنني أعيش وحدي في شقتي بجدة وليس لي اتصال مع العالم الخارجي ويمكنني التعهد بالبقاء فيها بدون اختلاط، لكن رفض لأن التعليمات واضحة”.
وتابع “حوالي الخامسة والنصف فجراً توجهت بنا الحافلة إلى مكة المكرمة، مشاعر مختلطة، وبعض البكاء والدموع من بعض المسافرات مما زاد الجو توتراً. وصلنا فندق هوليدي إن في العزيزية. الاستقبال كان رائعاً من منسوبي وزارة الصحة، وتسلمنا المفاتيح بسهولة”.
استسلمت للقرار
وأضاف: “استسلمت للقرار وهربت من التعب إلى النوم، وبعد العصر استوعبت ما حدث وأنني معزول بين أربعة جدران في غرفة ذات سريرين. شهادة حق أن الجميع بذل كل الجهود الممكنة سواء الفندق أو منسوبي وزارة الصحة، وكانت الوجبات الثلاث تصل الغرف”، مضفياً أن التأقلم لم يكن سهلاً، وفقدان الحرية لا يعوضه أي نعيم، والذين استكثروا ما قدم من خدمات مشكورة، نسوا أننا ضحينا بحريتنا لحمايتهم، وأن وزارة الصحة قدرت تضحيتنا وحاولت التخفيف عنا. كانوا يعتبروننا ضيوف وزارة الصحة وهو تعبير راقٍ.
وتابع: “بقيت في غرفتي ١٢ يوماً ولم يجر لي الفحص، كان عنوان هذه الأيام التوتر الدائم والهواجس السيئة. هل أنا مصاب، وكم عدد المصابين في الفندق، وهل الذين يحملون لنا الطعام ثلاث مرات يومياً مصابون أو اختلطوا بمصابين؟ الأسئلة السيئة قبل الحسنة”.
وأضاف: “كان تسلم الوجبات كابوساً مزعجاً، أما نظافة الغرفة فقد قررت أن أتدبر أمرها بنفسي وعدم السماح للفندق بتنظيفها. وعندما عرض علينا الانتقال إلى جدة قررت البقاء لسببين: أولهما أنها مكة المكرمة، والصلاة بمئة ألف صلاة، وثانيها لتقليل الاتصال بالآخرين أثناء الانتقال.. أُخذت العينة بعد ١٢ يوماً من الانتظار القاتل، وأُبلغت أنها سترسل للرياض وتتطلب يومين إلى ثلاثة للحصول على النتيجة. لقد كانت أطول فترة انتظار في حياتي، لدرجة أنني كنت أشعر ببعض الأعراض توهماً. كنت مرابطاً على التلفون دائم السؤال والإجابة واحدة؛ تحت الإجراء”.
دور الأسرة في هذا الموقف
وعن دور الأسرة في هذا الموقف العصيب قال: “خففت عني أسرتي الصغيرة في الرياض الكثير من القلق، وشاركها في ذلك شقيقاتي وأشقائي في الجنوب. الجميع يسأل ويطمئن على مدار الساعة، د.بكري عساس كان مثل الدواء يتصل ٣ مرات يومياً من بيته في مكة، وكذلك فعل أخواه إبراهيم وطارق؛ أشعروني بالكثير من الدفء”.
وقال الطاير: “لم نبلغ الوالد بأنني في الحجر الصحي، وكانت دعواته بعد كل اتصال بينا تبعث في نفسي الطمأنينة. وقد كان زملائي في العمل يسألون باستمرار وفي مقدمتهم الأخ الدكتور يوسف العثيمين الذي كان يسأل يومياً. وكذلك فعل د. الحسن الصعدي”.
شكراً وطني.. ماذا لو لم أكن سعودياً؟
وعن مشاعره بعد خروجه من الحجر الصحي قال: “تجربة وانتهت، بحمد الله، وأسأل الله ألا يحرمني أجرها. وأتقدم بخالص الشكر لفريق وزارة الصحة الطبي والإداري فقد وجدوا نفوسهم على خط النار الأول وتعاملوا مع تجربة جديدة بكفاءة وصبر وأخلاق عالية، كلما استبد بي القنوط، أقارن وضعي لو لم أكن سعودياً.. شكراً وطني”.