سكاي نيوز: مدائن صالح تحفة الأنباط على أرض المملكة

السبت ٨ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٢٩ مساءً
سكاي نيوز: مدائن صالح تحفة الأنباط على أرض المملكة

قال تقرير لموقع سكاي نيوز العربية، إن مدائن صالح بمثابة آلة للانتقال عبر الزمن، فرغم أنها ليست ببعيدة عن مظاهر الحضارة والتمدن إلا أنها تبعد عن صخب الحياة وثورة التكنولوجيا، ليعيش الزائر تجربة تلازمه ذكراها مدى الحياة.

وأشار التقرير إلى أنه وبالتزامن مع فعاليات مهرجان شتاء طنطورة، الذي تحتضنه مدينة العلا، يتوافد الناس من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على كنوز أثرية، تحمل في طياتها أسرار حضارة خلت.

وأضاف: مع وصول الزوار إلى منطقة الحجر، المعروفة بـ مدائن صالح، تبدأ الرحلة بطريق رملي في منطقة صحراوية، تظهر في أفقه جبال تتمتع بأشكال غريبة تميزها عن غيرها، لكن المفاجأة تكشف عن نفسها شيئا فشيئا مع الاقتراب من هناك.

وتابع: وفي المحطة الأولى، يقف الزائر مبهورا أمام جبل إثلب، الذي تركت الطبيعة والبشر على حد سواء، علاماتهم عليه، فمع النظرة الأولى يمكن ملاحظة الأشكال والنقوش الفريدة من نوعها التي حدثت بفعل عوامل التعرية الطبيعية.

واستطرد: وعلى بعد خطوات، يتجلى مشهد من إبداع الأنباط، وهم مجموعة من القبائل العربية التي أتت إلى الحجر من منطقة البتراء، وعاشوا فيها في الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد، حتى سنة 106 ميلادية.

ولفت التقرير إلى أن سبب اختيار الأنباط للحجر يعود إلى عاملين أساسيين، هما وفرة المياه الجوفية، التي دفعتهم لحفر 131 بئراً، ووجود الجبال التي تحمي المنطقة (وهو سبب تسميتها بالحجر)، بالإضافة إلى كونها مكونة من الحجر الرملي، الذي يسهل النقش عليه.

وقالت الراوية هديل بن قاسم لموقع سكاي نيوز عربية: تم اختيار هذا الموقع لأنه في مكان مرتفع، مما يمنحه مزيداً من الفخامة لاحتضان كبار القوم، حيث كانوا يجتمعون لأغراض دينية، ويناقشون قضايا مجتمعهم.

تطبيق LivingMuseum: 

كما أشارت إلى تطبيق يدعى LivingMuseum لا يعمل إلا في منطقة مدائن صالح، يمكن للزائر من خلاله مشاهدة ما كان الأنباط يفعلونه في موقع معين، من خلال تحريك الهاتف وتوجيه الكاميرا على الموقع المراد معرفة المزيد من التفاصيل عنه.

قصر البنت:

تابع التقرير أن قصر البنت يتميز بأعمدة شاهقة ونقوش ضخمة وغرف خفية، مضيفًا: يعيش الزائر لحظات مهيبة عند وقوفه أمام هذه المشاهد في قصر البنت أو جبل البنات، الذي سمي بهذا الاسم لأنه يضم 31 مقبرة تملكها نساء، بالإضافة إلى أسطورة تداولها سكان المنطقة تعرف باسم بثينة والنحات.

وتتحدث الأسطورة عن فتاة جميلة شعرها طويل تدعى بثينة، حبسها والدها فوق أحد القبور خوفا عليها من رجال المنطقة، إلا أن شابا تمكن من الوصول إليها من خلال تسلق شعرها الطويل، ليقعا في الحب قبل أن يكتشف والدها ويقتلهما.

مقبرة بلا ميت:

وقال التقرير: أما المحطة الثالثة لزائري مدائن الصالح، ولعلها الأكثر أهمية، فهي مقبرة لحيان بن كوزا (قصر الفريد)، التي تم نحتها على كتلة مستقلة من الحجر الرملي، مما يعني أنها تعود لفرد أو أسرة نبطية مرموقة.

وما يجعل هذه المقبرة تتميز عن غيرها، هي النقوش الموجودة على واجهتها، التي تضم 4 أعمدة شاهقة بدلا من عمودين فقط، كما كان طراز العمارة في الحجر في ذلك الوقت.

أما المثير بشأن هذه المقبرة، فهو أن بناءها لم يكتمل ولم يدفن أحد فيها، ويعتقد علماء الآثار أن السبب في ذلك يعود لدخول الرومان المنطقة، مما دفع النحات وصاحب المقبرة للهرب، أو بسبب وفاة النحات.

ومع اقتحام الرومان للحجر، تشتت الأنباط وانتهت حضارتهم التي عاشت وازدهرت على مدار نحو ألفي عام، إلا أن منحوتاتهم الفنية الدقيقة، بقيت شاهدة على عصرهم.