كيف يؤثر العزل على سياسة ترامب الخارجية ؟

الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٢:٤٨ مساءً
كيف يؤثر العزل على سياسة ترامب الخارجية ؟

لم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول مَن يتعرض لإجراءات العزل، فقد سبقه 3 رؤساء أمريكيين، منهم بيل كلينتون، لكن في الأسابيع التي سبقت تبرئته في فبراير 1999، لجأ إلى التعامل مع الزعماء الأجانب، واجتمع مع مسؤولين من الأردن وألمانيا والأرجنتين وألبانيا وفنزويلا ونيوزيلندا وفرنسا، ونجح في الحفاظ على إبقاء سياسته الخارجية على المسار الصحيح.

وذكرت شبكة CNN الأمريكية، أن ترامب من جهة أخرى، معروف بسياسته الغاضبة والمتهورة أحيانًا، ولذلك لا يستبعد البعض صدور قرارات طائشة والتي لا يمكن التنبؤ بها، لاسيما في الرد على خصوم الولايات المتحدة مثل كوريا الشمالية وإيران.

تشير الحكمة التقليدية لـ ترامب، إلى أن الخطر الأكبر الذي يهدد السياسة الخارجية هو عدم قدرته على التركيز، ويتحقق ذلك بالفعل، حيث يتواجد مستوى عال من الفوضى والخلل الوظيفي في الإدارة، بحسب CNN.

سياسة ترامب الخارجية مشكوك في نجاحها:

وتابع التقرير: في الوقت الحالي، فإن جميع سياسات ترامب مشكوك في نجاحها، فـ كيم جونغ، رئيس كوريا الشمالية، على وشك استئناف تجارب الصواريخ بعيدة المدى؛ وسياسة الانسحاب من سوريا التي أثارت انتقادات واسعة، وخطة السلام في الشرق الأوسط التي لم تتقدم خطوة، إلى جانب الحرب التجارية مع الصين.

الأكثر أهمية بكثير بالنسبة للسياسة الخارجية لترامب هو أن العزل يحدث في عام الانتخابات، وهو أمر يجعل ظروف ترامب فريدة من نوعها، ومن المرجح أن تمهد الطريق لما سيحاول ترامب القيام به في الخارج.

بمعنى آخر، السياسة الخارجية لترامب مرتبطة بتلبية احتياجاته السياسية الداخلية أكثر من أي وقت مضى، لكن ترامب يواصل سياسته في إقناع الدوائر السياسية على حساب المصلحة الوطنية، ويظهر ذلك في الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وفتح سفارة هناك.

إيران وكوريا الشمالية يستغلان الموقف:

مع اقتراب الانتخابات، سوف يسعى ترامب لتجنب النزاعات العسكرية الخطرة في الخارج والتي قد تنفر قاعدته وتزود معارضيه، ولعل أكبر خطر على السياسة الخارجية الأمريكية في العام المقبل هو أن خصوم الولايات المتحدة، الذين يدركون يأس ترامب، سيختبرونه، قد يفترضون أن مخاوف إعادة انتخاب ترامب ستمنعه من الرد بقوة على استفزازهم، أو أنه يمكن إغراؤه في مفاوضات، وبما أنه يحتاج إلى الفوز، فسوف يقدم تنازلات.

بالنسبة لكوريا، قد تكثف اختبارات الصواريخ، وبالنسبة لإيران، قد تفعل الشيء نفسه عن طريق انتهاك بعض جوانب التزاماتها في الاتفاق النووي الإيراني، أو القيام ببعض الحركة العدوانية في الخليج العربي.

هذه هي النقاط التي قد تخلق مزيجًا قاتلًا، وتدفع الولايات المتحدة إلى صراع عسكري لا يريده ترامب ولا تحتاجه الولايات المتحدة.