وكالة الأنباء السعودية توقّع مذكرة تفاهم مع “نوفا” الإيطالية لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم للتدريب التعاوني فلكية جدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم الصحة: إحالة 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية 3200 طالب وطالبة بتعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة بيبراس موهبة 2024م
نشرت وكالة رويترز الإخبارية تقريرًا جديدًا وصفته بأنه الأول الذي يصف دور القادة الإيرانيين في التخطيط لهجوم 14 سبتمبر على أرامكو، ويضم تفاصيل تأتي على لسان مصادرها الخاصة، تروي فيه كيف خططت إيران لمهاجمة المملكة؟
وقال التقرير: قبل 4 أشهر من هجوم الطائرات دون طيار على أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في المملكة، تجمع مسؤولو الأمن الإيرانيون في مجمع شديد التحصين في طهران، وفقًا لـ3 مسؤولين على دراية بالاجتماعات، وشخص رابع مقرب من صنع القرار في إيران.
الحاضرون:
ضمت المجموعة أعلى المراتب في فيلق الحرس الثوري الإسلامي وكان الموضوع الرئيسي في ذلك اليوم في شهر مايو، كيفية معاقبة الولايات المتحدة على انسحابها من المعاهدة النووية التاريخية، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وهما خطوتان ضربتا إيران بشدة.
كان اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني ينظر إلى قائد الاجتماع حين تفوّه بالكلمات التالية: حان الوقت لإخراج سيوفنا.
وقال المسؤولون الثلاثة، إن من بين الحاضرين في الاجتماعات، كبير المستشارين العسكريين لخامنئي، يحيى رحيم صفوي، ونائب قاسم سليماني، الذي يرأس العمليات العسكرية السرية والأجنبية للحرس الثوري.
الأهداف المحتملة:
وقال المسؤول المقرب من صنع القرار في إيران، إن المتشددين تحدثوا في الاجتماع عن مهاجمة أهداف ذات قيمة عالية، ومن بين الأهداف المحتملة التي نوقشت، ميناء بحري في المملكة، ومطار، وقواعد عسكرية أمريكية.
الاستقرار على الهدف:
النتيجة النهائية كان تخطيطًا لهجوم لا يصل إلى حد المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة التي يمكن أن تؤدي إلى استجابة أمريكية مدمرة، وعلى ذلك تم استبعاد القواعد العسكرية الأمريكية.
ورُفضت باقي الأفكار في نهاية المطاف؛ بسبب المخاوف من الإصابات الجماعية التي قد تثير انتقامًا شرسًا من جانب المملكة والولايات المتحدة وتشجع إسرائيل، مما قد يدفع المنطقة إلى حرب.
واختارت إيران بدلًا من ذلك استهداف المنشآت النفطية في المملكة، إذ إن إيران تدرك جيدًا أن المملكة هدف استراتيجي مهم، كما أنها عملاق البترول الذي يعد إنتاجه عاملًا حاسمًا للاقتصاد العالمي، بالإضافة لكون المملكة شريك أمان مهمًا للولايات المتحدة.
موافقة خامنئ:
لاقى المقترح الذي ناقشه أحد كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، قبولًا جيدًا من القادة، واتبعه 4 آخرون، ثم وافق عليه البقية وعلى رأسهم المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال المسؤول: تم التوصل إلى اتفاق بشأن أرامكو بالإجماع تقريبًا.
وقالت المصادر إن خامنئي وافق على العملية، لكن بشروط صارمة: يجب على القوات الإيرانية تجنب ضرب أي مدنيين أو أمريكيين.
التحضيرات:
قال المسؤول المقرب من صنع القرار في إيران، إنه تم تطوير خطة القادة العسكريين الإيرانيين على مدار عدة أشهر، متابعًا: تمت مناقشة التفاصيل بدقة في خمسة اجتماعات على الأقل وتم تقديم النتيجة النهائية في أوائل سبتمبر.
وقال 3 من المسؤولين لرويترز، إن كل تلك الاجتماعات عُقدت في مكان آمن داخل مجمع طهران الجنوبي، وحضر خامنئي أحد التجمعات في مقر إقامته والذي يقع أيضًا داخل هذا المجمع.
التنفيذ:
قالت المصادر إنه في 14 سبتمبر، طارت 18 طائرة وثلاثة صواريخ من موقع الإطلاق وهو قاعدة أهواز الجوية في جنوب غرب إيران، وهو ما وافق لاحقًا تصريحات المسؤولين الأمريكيين، وتابعت المصادر أنه بدلًا من الطيران مباشرة من إيران إلى المملكة عبر الخليج، اتخذت الصواريخ والطائرات دون طيار مسارات دائرية مختلفة، كجزء من جهود إيران لإخفاء تورطها، حيث طارت بعض الطائرات فوق العراق والكويت قبل الهبوط إلى المملكة العربية السعودية، وزود ذلك إيران بإمكانية إنكار تورطها.
وهاجمت الطائرات والصواريخ منشآت النفط، واستمر الهجوم 17 دقيقة، لتندلع الحرائق في مصنع خريص ومنشأة بقيق، وسرعان ما استعادت المملكة السيطرة على كل من الحريق والإنتاج النفطي.
ردود الفعل السعودية والعالمية:
أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، مسؤوليتهم عن الهجوم على منشآت النفط، لكن تم رفض هذا الإعلان من قبل المسؤولين السعوديين والأمريكيين، الذين قالوا إن تطور الهجوم يشير إلى إيران.
ودفع الهجوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى اتهام إيران بإشعال حرب، وفي أعقاب ذلك، تعرضت طهران لعقوبات إضافية من الولايات المتحدة، وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الولايات المتحدة شنت أيضًا هجمات إلكترونية ضد إيران.
ردود الفعل الإيرانية:
أطلع قادة الحرس الثوري المرشد الأعلى على العملية الناجحة بعد ساعات من الهجوم، وفقًا لما ذكره المسؤول المقرب من صنع القرار في البلاد، مضيفًا أن طهران كانت مسرورة بنتيجة العملية.
احتمالية هجوم آخر:
في أحد الاجتماعات النهائية التي عقدت قبل الهجوم النفطي، كان هناك قائد آخر من الحرس الثوري يخطط للمستقبل، وفقًا لما ذكره المسؤول المقرب من صنع القرار في إيران، حيث قال: نحن مطمئنون، لنبدأ بالتخطيط للهجوم التالي.
ويأتي ذلك مع تحذيرات أمريكية حالية من هجوم إيراني على الشرق الأوسط حيث قال قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، فرانك مكينزي في مقابلة أجريت معه أمس السبت، عقب فعاليات مؤتمر حوار المنامة: تقديري هو أنه من الممكن أن يهاجموا مرة أخرى.
وفي نفس السياق، توقع تقرير صدر من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأسبوع الماضي، أن تنشر إيران أعدادًا متزايدة من الصواريخ الباليستية، وتطلق صواريخ كروز برية هجومية جديدة، بحسب نيويورك تايمز.
تعليق رويترز:
وقالت الوكالة الإخبارية، إنها لم تتمكن من تأكيد روايتها للأحداث مع قيادة إيران، ورفض متحدث باسم الحرس الثوري التعليق، ونفت طهران بشدة تورطها، كما رفض علي رضا مريوسفي، المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رواية الأشخاص الأربعة، قائلا إن إيران لم تلعب أي دور في الضربات، وأنه لم يتم عقد اجتماعات لكبار المسؤولين الأمنيين لمناقشة مثل هذه العملية، وأن خامنئي لم يأذن بأي هجوم.
ورفضت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاغون التعليق، ولم يعلق مسؤول كبير في إدارة ترامب بشكل مباشر على نتائج رويترز لكنه قال إن سلوك طهران وتاريخها الطويل من الهجمات المدمرة ودعم الإرهاب سبب في وضع الاقتصاد الإيراني في حالة من الفوضى.