القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بـ التربيع الأخير فما هو؟ نجوم الأخضر لـ”المواطن”: نعد الجماهير بالأفضل مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج ريف: صدور نتائج الأهلية نهاية كل شهر ميلادي شروط تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية إصابة وأضرار مادية إثر اصطدام حافلة في مكة المكرمة المنتخب السعودي يخسر افتتاحية كأس الخليج للمرة العاشرة ضبط 5927 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع رينارد: أتحمل مسؤولية هذه المباراة والدوسري رغب بالمشاركة طريقة إصدار وطباعة واستعراض بيانات رخصة القيادة عبر أبشر
أكد وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، أن مبادرات القطاع غير الربحي في المشهد الثقافي اليوم رغم أنها لا تزال دون المأمول وقليلة في بلد بحجم المملكة العربية السعودية، فإنها نوعية وقادرة على المساهمة في تعزيز الثقافة، ومد جسور التواصل مع الآخر بقدرة فائقة وحيوية وسبل مبتكرة.
وأضاف في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، بعنوان “شريكنا القادر على فعل المزيد”: “ولعل مبادرة (مسك الكتب)، لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية، بنشر 100 عنوان في شتى حقول المعرفة بأسعار غير ربحية وبنسخ ورقية وإلكترونية، خير مثال للفاعلية النوعية في مساهمة القطاع غير الربحي في القطاع الثقافي، المليء بالفرص الكبيرة”.. وإلى نص المقال.
الوضع الراهن للقطاع الثالث:
منذ أعوام كثيرة لا يزال دور القطاع غير الربحي في السعودية، مثار نقاشات واسعة في أوساط المهتمين، كما أنه محفز لأسئلة ملحّة عن الوضع الراهن للقطاع الثالث ومدى فاعليته، لذا لم يكن مستغربًا أن تتناول “رؤية المملكة 2030″، التي رأت النور عبر الأمير محمد بن سلمان في إبريل (نيسان) عام 2016، القطاع غير الربحي، وأن تضع أهدافًا لزيادة نسبة مساهمته في الناتج المحلي، ومأسسته وتعظيم أثره الاجتماعي.
وبنظرة سريعة لحال القطاع غير الربحي، قبل إعلان “رؤية 2030″، فإن الأرقام كانت متواضعة للغاية، إذ لا تتجاوز مساهمته لدينا 0.3 في المائة من الناتج المحلي، فيما يبلغ المتوسط العالمي 6 في المائة. لكن اليوم يحظى بدعم كبير من القيادة لتطوير أدائه، وتعظيم دوره وانعكاساته على الأثر الاجتماعي.
ومع هذه النهضة الذي يشهدها القطاع غير الربحي، أعمل مع زملائي في وزارة الثقافة إلى تمكينه من أداء دوره الفاعل في المشهد الثقافي، وخلق بيئة محفزة له لإثراء القطاعات الثقافية المتنوعة، وستتولى وحدة إدارية مستحدثة في وزارة الثقافة العمل على التأسيس والتطوير والإشراف الفني على القطاع غير الربحي في المجال الثقافي بالتنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وستستقبل وزارة الثقافة طلبات لتأسيس الجمعيات في الربع الأول من عام 2020.
القطاع غير الربحي وبناء القدرات وتطويرها:
نؤمن في منظومتنا الثقافية بدور مؤسسات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي في بناء القدرات وتطويرها، وتحفيز المبدعين من مناطق المملكة كافة على تأسيس جمعيات ثقافية متخصصة في القطاعات الثقافية الـ16، ما سيرفع الإنتاج الثقافي التطوعي ويزيد من عدد المؤسسات المستقلة المتخصصة.
وبالنظر إلى المشهد العالمي في دور القطاع غير الربحي في المشهد الثقافي، ثمة أشكال ونماذج مختلفة، ولكن يمكن رؤية تأثير القطاع الثالث والقطاع الخاص في التمويل والدعم والفاعلية في أغلب التجارب الثقافية الناجحة في العالم.
فعلى سبيل المثال، تتجه مصادر تمويل الفنون في الولايات المتحدة إلى الأوقاف أو الجهات المانحة أو المؤسسات الخاصة، في المقابل يعتبر التمويل من قبل الحكومة الفيدرالية أو حكومة الولاية قليلًا نسبيًّا، باستثناء التمويل من خلال الهيئات مثل الوقف الوطني للفنون (NEA).
وفي المملكة، لا تزال المؤسسات الثقافية معتمدة بشكل كبير جدًّا على التمويل والدعم الرسمي، وهو ما سيستمر وفق رؤية الوزارة وتوجهاتها وسيتم توسيع قاعدة المستفيدين، وعلى خط موازٍ سندفع بالجهود الساعية إلى تعزيز مشاركة القطاع غير الربحي في تطوير بناء القدرات ودعمها في القطاع الثقافي حتى نصل إلى قطاع ثقافي قادر على خلق الكثير من المساحات للمبدعين، كما أنه يجري العمل حاليًّا على اعتماد القواعد والأنظمة لإنشاء صندوق في الوزارة يدعم المبادرات الثقافية غير الربحية، وسنذهب إلى كل اتجاهات التطوير والحلول المبتكرة، وتنويع الخيارات في بيئات وحواضن الفعل الثقافي.
مبادرات نوعية وقادرة على المساهمة:
ورغم أن مبادرات القطاع غير الربحي في المشهد الثقافي اليوم لا تزال دون المأمول وقليلة في بلد بحجم المملكة العربية السعودية، فإنها نوعية وقادرة على المساهمة في تعزيز الثقافة، ومد جسور التواصل مع الآخر بقدرة فائقة وحيوية وسبل مبتكرة، ولعل مبادرة “مسك الكتب”، لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية، بنشر 100 عنوان في شتى حقول المعرفة بأسعار غير ربحية وبنسخ ورقية وإلكترونية، خير مثال للفاعلية النوعية في مساهمة القطاع غير الربحي في القطاع الثقافي، المليء بالفرص الكبيرة.
ولدينا الكثير من الأمثلة المبهرة، وهنا أستذكر مؤسستي الملك فيصل الخيرية والملك خالد وما لهما من دور كبير في خدمة الثقافة والفنون، والمبادرات الثقافية لعملاق النفط “أرامكو”، و”الفن جميل”، و”الوليد للإنسانية”، وغيرها من المؤسسات والمبادرات التي أعطت نماذج رائعة في المسؤولية المجتمعية تجاه الثقافة والفنون.
ولا يفوتني أن أشكر الكثير من الجمعيات والمؤسسات غير الربحية التي عملت طيلة العقود الماضية بإيجابية في القطاع الثقافي، واستطاعت رغم كل التحديات والظروف الاستمرار في العطاء. والشكر لأولئك الذين أعطوا القطاع الثقافي الغالي من أوقاتهم وجهدهم بدافع حب العطاء المتأصل في ثقافتنا وتراثنا.
وفي نهاية هذه المقالة، أود أن أؤكد ثراء منظومتنا الثقافية وانفتاحها الكبير على الجميع، فيما ينتظر زملائي في وحدة “المؤسسات والجمعيات الأهلية الثقافية” في وزارة الثقافة، الراغبين في تأسيس جمعيات متخصصة ومهنية في المشهد الثقافي، وتكمن مهمتهم الأساسية في تسهيل الإجراءات والتمكين وتقديم المشورة والإشراف الفني. فأهلًا وسهلًا بمزيد من الفاعلية في المشهد الثقافي.