العالمة الثقفي : 60 % من السعوديات متخصصات في العلوم

أجرت مجلة Nature، أبرز الدوريات العلمية في العالم، حوارًا مع الدكتورة والباحثة والعالمة السعودية ملاك الثقفي، وتحدثت فيه عن أوضاع النساء في المجتمعات العلمية سواء في الخليج أو في الغرب.

النسبة بين الخليج والغرب:

قد يهمّك أيضاً

تأسيس مركز STEM لتطوير قدرات الطلاب في العلوم والرياضيات

بالصور.. مراكز STEM ترتكز على التقنية والابتكار لتعليم الطلاب

وقالت العالمة السعودية إن النساء الساعيات لشغل مناصب القوة في العلوم تواجه تحديات، متابعة: في الدول الغربية، تمثل الإناث أقل من 20% من طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والطب، أما في بلدان الخليج، لاسيما في المملكة، وسلطنة عمان، والإمارات، فإن نسبة النساء من حاملي شهادات العلوم هي 60%.

وروت ملاك، أنها في أوائل عام 2016، أنشأت مختبرًا نسائيًا بالكامل في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، كموقع للعمل على مشروع الجينوم البشري السعودي، برعاية كاكست، والذي أصبح فيما بعد مختبر قسم الجينوم الطبي.

وتابعت: في البداية، قدمت لي كاكست 4 باحثات، واستعنت لاحقًا بـ 3 أخريات، بناءً على جدارتهن، في أبريل 2019، استعنت بعالم استنادًا على جدارته، ثم تعاونت مع طبيب لديه فريق من 4 نساء؛ للعمل مع فريقي في علم الوراثة المناعي لسرطان الكبد.

تغيير الصورة النمطية:

وأكدت العالمة السعودية على أن زميلاتها يسعين لتحقيق الوئام في العمل، وفي حياتهن الشخصية، ويردن تغيير الصور النمطية عن قدرات المرأة ونجاحها في البحث العلمي والطبي.

في المتوسط، لا تزال النساء اللائي يعملن بدوام كامل خارج المنزل يتحملن أعباء العمل والإدارة المنزلية مقارنة بالرجال العاملين، وقالت في هذا الشأن إنه لا ينبغي جعل النساء يشعرن أنه يتعين عليهن إعطاء كل شيء وتحقيق الكمال في جميع الأوقات، في بعض الأحيان تحتاج أسرهن أو مهنتهن إلى المزيد من الاهتمام، وينبغي جعل النساء يشعرن بالراحة للتفاوض بشأن أولوياتهن، ومن جهة أخرى ينبغي أن يكون لدى الأسرة وأصحاب العمل توقعات واقعية.

بيئة العمل:

أصرت العالمة أثناء بناء مختبرها على ترسيخ بناء الثقة بالنفس، مؤكدة أن المختبر كان بمثابة منصة لدعم عضوات الفريق، ومساعدتهن على بناء ثقتهن بنفسهن، وفهم أن التوازن بين الحياة الأسرية والبحث لن يمثل مشكلة للفريق، ففي بعض بيئات العمل، تشعر النساء بالقلق حيال السماح لحياتهن وأسرهن بمقاطعة عملهن؛ ويخشين أن يؤثر ذلك على انطباع أصحاب العمل عنهن بشأن جدارتهن.

وقالت: كان الأمر صعبًا، لكنه مجزٍ، حيث انضمت إلينا المزيد من الباحثات الشابات، وأدركت أن تحديد ومعالجة المفاهيم المسبقة، يصنع بيئة بحثية قوية مزدهرة.

ضرورة تواجد المرأة في مجالات STEM:

قالت ملاك، إن نقص تمثيل المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، له تأثير سلبي على القوى العاملة والبحث والابتكار، وعلى ذلك فإن تضمينها سيؤدي إلى تقدم كبير في المجالات السابقة، ويعزز الاقتصاد والابتكار.

وتابعت: الآن أحاول اتخاذ إجراءات أتعمد بها تزويد الطالبات ليكن جزءًا أساسيًا في إدارة المختبر.

بناء احترام الذات:

وأضافت: أحاول أن أؤكد للعلماء المبتدئين في مختبري أن الناس سيقللون من شأنهم، ولكن عليهم ألا يردعهم ذلك، وبالفعل أعربت طالباتي عن تعرضهن لمحاولات إحباط مماثلة.

واستشهدت بموقف قائلة: خلال العام الماضي، وصلتني رسالة من زميل تساءل فيها مرارًا وتكرارًا عن قدرات طالباتي، وحاول التقليل منهن، لكني حذرته عدة مرات، وعندما لم يتغير شيء، أنهيت التعاون، لقد فضل التعامل مع رجال آخرين؛ لأنه يشعر أن النساء لسن قاسيات أو أكفاء بدرجة كافية للقيام بهذا العمل.

أسطورة شائعة:

وقالت العالمة، إن موقف الزميل للأسف ليس حالة فردية، بل هي أسطورة شائعة في مجالات STEM بأن النساء لسن على درجة الرجال في العلم، وهم ما ثبت خطؤه باستمرار.

توفير الدعم:

قالت إن العالم يحتاج إلى الوعي بأن الهوية الجنسية يؤثر على التطوير الأكاديمي والمهني بسبب الأفكار المسبقة؛ لذا فنحن بحاجة إلى إعداد برامج توفر دعمًا وإرشادات مستمرة للباحثات المبتدئات بسبب التحديات الكثيرة التي يواجهنها، مضيفة: شخصيًا كنت محظوظة بأن يكون بجواري العديد من الموجهين لي لصقل مهاراتي ورؤية نقاط قوتي الفريدة.

واختتمت قائلة: أسعى إلى تشجيع النساء على الخروج والتعاون كلما كان ذلك ممكنًا، وتوجيههن لتحقيق التوازن بين توقعاتهن والبحث عن التعاون والتواصل مع العالم، والتعاون معه.