ضاربة في جذور التاريخ.. زيارة ولي العهد تتوج العلاقات مع الإمارات

الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٩:١٩ صباحاً
ضاربة في جذور التاريخ.. زيارة ولي العهد تتوج العلاقات مع الإمارات

تشهد العلاقات السعودية الإماراتية تطوراً استراتيجياً مستمراً في إطار رؤيتهما المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات تحقيقاً للمصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين وحرصهما على دعم العمل الخليجي المشترك، لتأتي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات اليوم الأربعاء لتتويج هذا التعاون التاريخي بين البلدين.

وكشفت الأحداث التي تمر بها المنطقة والتحديات الراهنة صلابة العلاقة بين البلدين، فلا شيء أكبر من الظروف الحالية لتبين الشقيق من العدو، ليقفا معاً في وجه التحديات، ويرسما مستقبل المنطقة، قاطعين في الوقت نفسه أذرع الإرهاب والتآمر، وهو وصف أطلقه الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لخص علاقات المملكة والإمارات، حيث قال “التحمت لتكون علاقة العضد بعضديه”.

وزار الأمير محمد بن سلمان دولة الإمارات العام الماضي ضمن جولة إقليمية شملت عدداً من الدول العربية، حيث التقى ولي العهد حينها ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، وبحثا مجمل القضايا والملفات الإقليمية والدولية.

وختم الأمير محمد بن سلمان تلك الزيارة قائلًا: “تربطنا بالإمارات علاقات متميزة وخاصة، ورغبة مشتركة لتعميق التعاون”.

وتأكيدًا على العلاقات الأخوية، قال الشيخ محمد بن زايد في وقت سابق إن “الإمارات آمنت دائمًا بأن السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأنَّ أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى، وهذا ما يؤكده التنسيق الإستراتيجي الكبير بين البلدين على المستويات كافة وفي المجالات كلها”.

وجذور العلاقات بين البلدين الشقيقين ممتدة إلى أعماق التاريخ، ترويها محبة وحرص من البلدين في دفع العلاقات أكثر إلى الأمام، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات.

علاقة تاريخية: 

وترتبط المملكة والإمارات بعلاقات تاريخية أزلية قديمة، قدم منطقة الخليج نفسها، ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، أسس دعائمها آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحرص قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتشريبها بذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر هذه العلاقة على ذات النهج والمضمون، مما يوفر المزيد من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة، التي تستصحب إرثًا من التقاليد السياسية والدبلوماسية التي أُرسيت على مدى عقود طويلة، في سياق تاريخي، رهنها دائمًا لمبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، لذا تحقق الانسجام التام والكامل لكافة القرارات المتخذة من الدولتين الشقيقتين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وتعد العلاقة التجارية والاقتصادية بين المملكة والإمارات المتحدة الأكبر بين مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، والإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للمملكة على صعيد المنطقة العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص.

وقطعت المملكة شوطًا كبيرًا في إرساء دعائم العلاقات الإستراتيجية بينها وبين دولة الإمارات في المجالات والميادين كافة، على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، وتطمحان، كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة في الوصول إلى الشراكة الاقتصادية بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة.