22 توصية في ختام ندوة تعليم القرآن لذوي الإعاقة.. تعرف عليها

الخميس ٣ أكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٣:٢٨ مساءً
22 توصية في ختام ندوة تعليم القرآن لذوي الإعاقة.. تعرف عليها

اختتمت اليوم فعاليات ندوة تعليم القرآن الكريم للأشخاص ذوي الإعاقة (تقويم للواقع واستشراف للمستقبل) التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلةً بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
وعلى مدى أيام الندوة الثلاثة تابع المشاركون والمشاركات ما ألقي في جلسات الندوة السبع ومناقشة خمسة محاور رئيسية هي : الأحكام الفقهية المتعلِّقة بتعليم القرآن الكريم لذوي الإعاقة، المناهج والطُّرُق في تعليم القرآن الكريم لذوي الإعاقة، وسائل تعليم القرآن الكريم لذوي الإعاقة، الآثار المترتبة على تعليم القرآن الكريم لذوي الإعاقة، الجهود المبذولة في التعليم القرآني للأشخاص ذوي الإعاقة وتقويمُها.
وقد انتهى المشاركون والمشاركات في الندوة إلى عدد من التوصيات أبرزها التوصية بالاهتمام بتعليم القرآن الكريم للأشخاص ذوي الإعاقة والعناية به، والتعريف به وتطويره؛ للإفادة منه في حَلِّ مشكلة الحواجز التي تفصل المتعلِّمين من هذه الفئات الكريمة عن موارد العلم.
وأكدت الندوة أهميةَ تسخير التِّقْنيات المعاصرة، ولا سيَّما وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، وتقنية الواقع المعزِّز؛ لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال القرآن الكريم وعلومه، وغيره من المجالات النافعة التي تهمُّ فئاتهم جميعاً.
كما اقترحت الندوة إعداد موسوعة شاملة لكلِّ ما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه وطرق تعليمه، للأشخاص ذوي الإعاقة كافة، وإتاحتِها على بوابة إلكترونية تَكَيُّفية، تخدم جميع هذه الفئات.
ورأت الندوة تعميمَ استخدام نظام التعليم الإلكتروني التكيُّفي، القائم على تنويع عرض المحتوى بالوسائط المتعدد ة، في تعليم القرآن الكريم لذوي الإعاقة؛ بما يحقِّق مزايا عديدةً، وبخاصة في تحسين مستواهم التعليمي، وتنميةِ خبراتهم، وتحفيزِهم على التعلُّم، موازنةً بالنُّظُم التعليمية التقليدية.
وشددت الندوة على أهميةِ اختيار من يتولَّى رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة المتنوعة؛ وَفْق معايير صحيحة، تتناسب مع الأسس والتطلُّعات المنظورة في تطوير حالة هذه الفئات، وربطها بالقرآن الكريم.
وأوصت الندوة بإدخال لغة الإشارة الكتابية في تعليم القرآن الكريم للصُّم والبُكْم، وطباعةِ نسخةٍ من القرآن الكريم بهذه اللغة، مع تفسيرٍ ميسَّرٍ مكتوب بلغة الإشارة.
كما أوصى الباحثون في الندوة بأهمية مراعاة طريقة عرض آيات القرآن الكريم في المصاحف المطبوعة بالخط البارز (برايل)، واستعمالِ الرموز الضبطية المحاكية لمصحف المدينة النبوية؛ مما يعين أصحاب الإعاقة البصرية على سهولة تلاوة كتاب الله.
كذلك رأت الندوة أن الأَوْلى في تسمية المصاحف المطبوعة وَفْق الرموز الاصطلاحية بخط (برايل)، أن تُسَمَّى بالنظام النُّقَطي الذي طبعت به، مثل: المصحف المطبوع بالخط البارز، أو أن تُسَمَّى بمراعاة الفئةِ المستهدفة منها، وقد سمَّى مجمعُ الملك فهد لطباعة المصحف الشريف مصحفَه المطبوع بهذه الطريقة بـ “مصحف المدينة النبوية للمكفوفين”.
وطالبت الندوة باستحداثِ مِنَصَّة تفاعلية تعليمية بطريقة موضوعية مبوَّبة، يتمُّ من خلالها توظيفُ تطبيقات الجوال في التعلُّم الذاتي، وطرقِ قراءة القرآن الكريم وأحكامِه، وتنميةِ المهارات اللغوية، وتيسيرِ التواصل بين فئات المعاقين وأصنافهم  وضرورة توظيف وسائل التِّقْنية الحديثة، مثل: الفيديوهات التعليمية، والسبورة الذكية، والخرائط الذهنية في تعليم القرآن الكريم لأصحاب الإعاقة السمعية.
ومن بين التوصيات إنشاء قناة فضائية تُعْنى بأمور المكفوفين، وتبثُّ برامج خاصةً بهم، تشمل التبصير بالبرامج الحاسوبية الحديثة والتِّقْنيات المعاصرة، وحثت الندوة الجهاتِ المختصةَ على إنتاج أجهزة وبرامج وتطبيقاتٍ مناسبةٍ، متعلقة بذوي الإعاقات المتنوعة، تساعدهم على الإفادة من علوم القرآن الكريم، والسنة والسيرة، وسائرِ العلوم المفيدة.
وأوصى الباحثون في الندوة بأن يتم التنسيق بين مترجمي معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة في العالم؛ ليتم التوصل إلى توحيد ترجمة المصطلحات الشرعية، وبخاصة مصطلحات العقيدة، وأن توضع معاجم مصطلحية خاصة بهذه اللغة، تختلف عن المعاجم العامة؛ لتوضيح مدلول هذه المصطلحات.
كذلك تمت التوصية بأهمية التنسيق بين اللجان المكلَّفة بتأهيل معلمي التربية الخاصة، وتدريبِ معلمي القرآن الكريم غير المختصين ضمن سياسة الدمج الأكاديمي، من المراحل التعليمية الأُوْلى إلى الجامعية، وتوعيتهم بصعوبات التعلُّم؛ لضمان سلامة المناهج وعدم اختلافها؛ مما يسهِّل عملية تعليم القرآن الكريم لفئات ذوي الإعاقة.
ودعت الندوة لتأسيس أكاديمية تعليم القرآن الكريم لذوي الإعاقة؛ لتتولى القيام بمهام تعليم القرآن الكريم للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير السبل، والوسائل، والمناهج الخاصة بكافة أنواع الإعاقة؛ وَفْق أحدث التقنيات التعليمية المعاصرة، كما توصي بأن تكون الأكاديمية تابعة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ويكون مقرها المدينة المنورة.
وأوصت كذلك الندوة بأهميةِ نشر ثقافة الوقف على المشروعات القرآنية الموجَّهةِ للأشخاص ذوي الإعاقة، والإفادة منه في تعليم القرآن الكريم لهذه الفئات، واستثمار الإعلام في مجالاته المرئية، والمسموعة، والمقروءة في نشر الوعي المجتمعي بأهمية توظيف الوقف في هذا الصَّدد وبالإفادة من يوم المعاق العالمي، الموافق الثالث من ديسمبر من كل عام؛ لنشر البرامج الإذاعية والتلفزيونية، في مجال تعليم القرآن الكريم وتفسيره وعلومه.
وطالبت الندوة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بأن يواصِلَ مشروعاته الطموحة التي تخدم فئات ذوي الإعاقة، وتذلِّل لهم السبل لتعلُّم تلاوة القرآن الكريم وفهمِه، والعملِ به.
وفوض المشاركون والمشاركات في الندوة إلى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، المشرف العام على المجمع، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الشيخ، رفع برقية شكر وتقدير إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله؛ لدعمهم المتواصل في سبيل خدمة القرآن الكريم وعلومه، ونشره بشتى الوسائل.

إقرأ المزيد