رمضان في عسير بين البحر والجبل.. تكافل اجتماعي وإحياء للتراث
15 مارس آخر مهلة لتوثيق عدادات المياه قبل إيقاف الخدمات الإضافية
مكة المكرمة أعلى درجة حرارة اليوم بـ37 مئوية وطريف 10 درجات
مرحلة جديدة من البرنامج الطبي التطوعي في مستشفى محمد بن سلمان بعدن
حساب المواطن يتحقق من البيانات بشكل دوري.. إليك حاسبة الدعم
خطيب المسجد النبوي: الزكاة تنفي عن المجتمع وحر الصدور وغلها وتشيع المودة والرحمة
خطيب المسجد الحرام: تصدقوا على المحتاجين عبر جهات موثوقة
خطوات تقديم طلب بدل فاقد لبطاقة الهوية
رصد القمر البدر لشهر رمضان الليلة
المدني: حافظوا على سلامة الأطفال من مصادر الخطر داخل المنازل
من غير موعد مرتب ولا سابق تخطيط، وبينما أنا في منزل الوالد إذ طُرِق باب المنزل ولم يكن ذلك الطارق يعني لي من الأمر شيء، ليس لأمر ما، ولكن لم أعتقد ولو للحظة أن الطارق جاء من أجلي، فتح الباب له أخي الأصغر سلم عليه ورد التحية، وبادره بسؤال هذا منزل الدويش؟ وأتاه الرد: أي نعم هو هذا.
ثم أخذ طارق الباب يتأمل بأخي للحظات وبصمت، فأعقبها بسؤال أكثر دقة وتحديدًا: إني أبحث عن صديق قديم لي لم تره عيني منذُ أكثر من خمس عشرة سنة وأشباهه قد تلاشت من ذاكرتي ولم يتبقَّ فيها إلا القليل ولعلها تسعفني بمعرفته والوصول له، ثم أشار بالإبهام لأخي قائلًا له: هو أنت من أبحث عنه، نعم هو أنت!
لم يكن بوسع أخي إلا أن يتعجب لثقته بأنه ليس هو! وأكد له ذلك، ثم قدم معلومة أخرى عن عمر صديقه الذي يبحث عنه علها تسعفه في مهمة الوصول له.
قال له أخي: هل تقصد تركي؟ رد عليه بصوت قد جمع قوته خلال تلك السنوات الفائتة: نعم هو، أحضره لي وأبلغه بأني أنتظره على أحر من الجمر.
أتاني سؤال من أخي: هل تعرف فلان ابن فلان؟ لم أرد عليه بل نهضت من مكاني مباشرة نحو الباب خشية أن يذهب دون أن يعود وتركت التفكير بحقيقته وبأنه هو ذلك الصديق حتى
أراه بعيني، وكانت المفاجأة أن كان هو صديقي القديم المتجدد، النقيب محمد العسكر.
لا أدري كيف كانت عمق المشاعر أثناء السلام، ولا أستطيع وصفها فهي بين الخيال والواقع! أخذنا الوقت ونحن نسأل عن حال بعضنا وكيف هي الدنيا معنا؟ لم نترك شاردة ولا واردة إلا وأخذت حقها من السؤال! سرقنا الوقت ولم نشعر بذلك من فرط السعادة، وعندما همّ بالخروج همس لي قائلًا: الحمد الله أنني عرفت باب منزلكم ففي المرة القادمة لن أضطر لطرق أبواب أهل الحي منزلًا منزلًا باحثًا عنك! وافترقنا على وعد بلقاءات متكررة!
موقف يثبت وبدون أدنى شك أنه ما زال في هذه الحياة أشخاص قد انغرس الوفاء في قلوبهم، بل ويجري في دمهم، ومن يحملون في دواخلهم تعظيم شأن الأخوة والمحبة بعيدًا عن المصالح الدنيوية! ولسان حالهم يقول: وفاؤنا غير مشروط، ذاتك وشخصك هي محور اهتمامي.
ومتيقن بأنه قد صادفت واحدًا من هؤلاء في حياتك، فإذا كان كذلك فلتعضّ عليهم بنواجذك وتتشبث بهم؛ فهم عملة ثمينة قيمتها بندرتها.
وختامًا، يقول الأصمعي: إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده فانظر إلى حنينه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه وبكائه على ما مضى من زمانه.
* كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية
@TurkiAldawesh