عدد السيارات المؤثرة على استحقاق الضمان الاجتماعي بحث آفاق التعاون والتنسيق في اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية السادس منصة أبشر حلول تسابق الزمن لخدمة أكثر من 28 مليون هوية رقمية دليل فني لتعزيز المحتوى المحلي في قطاع الخطوط الحديدية السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًّا جديدًا بـ 500 مليون دولار لليمن طريقة سداد غرامة تجديد بطاقة الهوية الوطنية السعودية تدين وتستنكر بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال مستشفى في غزة طريقة التحقق من السجل التجاري للمنشأة ضبط أطراف مشاجرة في تبوك وآخر وثق ونشر محتوى بذلك أمطار غزيرة وإنذار أحمر في الباحة
يعتبر شارع المطلع واحدًا من أقدم وأعرق الشوارع التجارية في مدينة جازان، حيث يمتد هذا الشارع العتيد من ساحة الميدان إلى دوار التوحيد بطول حوالي 1.5 كم.
ومن هذا الشارع أطلت جازان نحو التجارة وعالم المال والأعمال وانطلق الكثير من رجال الأعمال والتجار في المنطقة، حيث احتضن في بداية التسعينات الهجرية من القرن الماضي عددًا من المحلات التجارية والأماكن الأشهر في تلك الحقبة الزمنية الجميلة، وكان حينها يعتبر الوجهة المفضلة للكثير من أبناء ذلك الجيل ومكانًا لالتقاء الأصدقاء وعقد الصفقات التجارية في المقاهي والمطاعم التي كانت توجد في الشارع.
وفي هذا الشارع يلتحم المكان بالزمان في لحظة صمت عابرة تتوقف عندها عقارب الساعة، لنطل على جزء من ماضي مدينة جازان كشهود عيان ليس إلا على هذا الماضي الذي سطرته أنامل ووجوه وسواعد أبناء ذلك الجيل هناك في هذا الشارع العتيد، حيث الماضي يضرب خاصرة الحاضر على شواطئ مدينة جازان الحالمة، فتتراقص معه طيور النورس طربًا على همسات وذكريات وأمجاد ما تبقى من هوية هذا الشارع العريق.
تسمية الشارع:
وعن تسمية شارع المطلع بهذا الاسم، قال محمد باحسن أحد المهتمين بتاريخ مدينة جازان: إن شارع المطلع من الشوارع العريقة في مدينة جازان وعمره حوالي 60 عامًا، ويعتبر الوحيد في ذلك الوقت الذي كانت تدخل منه السيارات إلى المدينة، والتي كانت تعد على أصابع اليد في بداية الثمانينات وبداية التسعينات الهجرية، ومن هنا جاء اسم المطلع لأن جازان المدينة كان يحيط بها البحر من كل الجهات ما عدا الجهة الشرقية الذي كانت تدخل منها السيارات وقوافل الجمال التي كانت تأتي من المدن والقرى المجاورة.
وأضاف باحسن أن شارع المطلع احتضن في بداية تأسيسه العديد من المحلات التجارية وكذلك توجد فيه عدد من المنازل والعمارات السكنية لعدد من وجهاء وأعيان المدينة منها عمارة الشريف حسن حوذان ومستشفى باخشوين ومطعم إكسلانت وتموينات حسن أبوراسين، كما كان يوجد على هذا الشارع أيضًا مبنى دار الأيتام ومبنى المعهد العلمي الذي تحول فيما بعد للمدرسة الفيصلية، ومن الجهة الغربية للشارع كان يوجد مسجد الملك سعود وهو من المساجد الكبيرة في جازان، في ذلك الوقت وكذلك أستوديو الشاهري للتصوير وإدارة الجوازات والجنسية.
الساندويتش بـ4 قروش:
وتذكر باحسن أيضًا أبناء جيله وهو أحدهم عندما كانوا يزدحمون في محل أبو عماد لبيع الساندويتشات في هذا الشارع وكان سعر الساندويتش أربعة قروش في ذلك الوقت، متابعًا أن من معالم هذا الشارع في حقبة التسعينات الهجرية قهوة الصوفي وموقعها الآن في مكان مطعم لؤلؤة الساحل، وكانت هذه المقهى عبارة عن ملتقى اجتماعي وتجاري لعقد الصفقات التجارية لأبناء المدينة، ويلتقي فيه جميع أطياف المجتمع وفئاته يتبادلون ويتجاذبون الحديث في جو يسوده الألفة والمحبة.
وتابع: بجانبها أتذكر كان ملعب نادي التهامي الذي كان هو الآخر ملتقى لمحبي وعشاق الكرة فتجدهم من بعد صلاة العصر وهم متواجدون كبارًا وصغارًا لمتابعة مباريات النادي ثم يأتي بجواره محل أحمد زيلعي عبده، وفيه كانت تقف سيارات المور والفور بافور لنقل المسافرين إلى مدن المملكة وإلى اليمن، وفي الناحية الجنوبية من الشارع كانت هناك محلات باعزيز ومحلات الجفري ثم بعض بيوت لآل العريشي ثم مبنى وبقايا مصنع الكاكولا الذي توقف تشغيله ثم مبنى التربية أو الشؤون الاجتماعية الذي كان يمارس فيه الشباب بعض هواياتهم كالتمثيل والرسم.
وأردف: ثم يأتي بعد الشؤون الاجتماعية أول محطة لتعبئة البنزين، ولا زالت موجودة حتى الآن، وكان يقابلها أرض سبخة ومن وراءها المستشفى العام والعزل والتنويم، ثم يأتي بعد محطة الوقود بعض البيوت ونادي ضباط الجيش الذي كنا أحيانًا ندخله لمشاهدة بعض الأفلام السينمائية التي كانت تعرض هناك آخر كل أسبوع ثم يأتي بعدها فندق محمد سرور الصبان الذي تحول فيما بعد إلى مستودع للجيش فترة من الزمن، ثم تحول إلى مستشفى عام ثم عاد المبنى وتحول إلى فندق وسمي فندق أثيللا يزال شارع المطلع يحمل لمرتاديه من جيل التسعينات الهجرية ذكريات ومواقف جميلة لا تنسى خاصة في بعد صلاة العصر إلى قبل الغروب عندما كان ملتقى لأبناء ذلك الجيل يلتقون فيه ويمضون جل وقتهم يستعرض البعض منهم بسيارته مع أصدقائه على أغاني فناني جازان في ذلك الوقت في جو يملؤه الفرح والبساطة.