مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي خطبة الجمعة حيث وقف مع حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (لن يدخل أحدكم الجنة عمله) عدة وقفات.
واستهل فضيلته الخطبة موجهاً حديثه للمصلين ولعموم المسلمين حيث قال: أيها المؤمنون، أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لن ينجي أحدًا منكم عملُه، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته، سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيءٌ من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا)، موضحاً أن هذا الحديث أصل عظيم، وقاعدة جليلة؛ فعمل الإنسان مهما بلغ ومهما كان في الحسن والإتقان، لا يؤهله بمجرده لدخول الجنة ولا يُنجيه من النار، وإنما ذلك كلُّه يحصل بمغفرة الله ورحمته.
ثم أوضح فضيلته أن الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم (لن يَدخل الجنةَ أحدٌ بعمله) وقوله عز وجل (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) أن دخول الجنة يكون برحمته تعالى، وأما انقسام منازلها وتفاوت درجاتها فيكون بحسب الأعمال؛ فمن كانت أعمالُه أكثرَ وأحسن، كانت منزلته في الجنة أعلى.
ومن الأعمال التي يحبها الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير دون ما كان على وجه التكلف والتعسير قال تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
وقد أنكر النبي، صلى الله عليه وسلم، على من عزم على التبتل والاختصاء وقيام الليل وصيام النهار وقراءة القرآن كلَّ ليلة، وأرشد الثلاثة الذين أرادوا أن يتخذوا لهم منهجًا يخالف هديه وردهم إلى طريق السداد والاعتدال فقال: (ولكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني)؛ وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم (سددوا وقاربوا) أي: اطلبوا السداد واعملوا به وهو القصد في العبادة دون التفريط ودون الإفراط فلا تقصير ولا غلو.
وأما قوله: وقاربوا أي لا تُفْرِطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملل فتتركوا العمل فتفرّطوا، ثم بين فضيلته أن غاية السير يوصل المؤمن إلى ربه ومن لا يعرف الطريق إلى ربه ضل وحاد عن الجادة، والطريق إلى الله هو سلوك صراطه المستقيم، الذي بعث الله به رسوله، وأنزل به كتابه وأمر الخلق كلهم بالسير فيه.
وأضاف أن الوصول إلى الله نوعان: أحدهما في الدنيا والثاني في الآخرة، فأما الوصول الدنيوي فالمراد به: أن القلوب تصل إلى معرفته جل وعلا؛ فإذا عرفته أحبته وأَنِسَت به، فوجدته منها قريبًا ولدعائها مجيبًا، وأما الوصول الأخروي فالدخول إلى الجنة التي هي دار كرامة الله لأوليائه على تفاوت في الدرجات.