إعلان صباح الخميس الذي ضج به الحوثيون والإعلام الحليف لهم -نشرته قناة الجزيرة بعد دقيقتين من بث الحوثيين له ثم طارت بذلك وكالة الاناضول التركية- في المنطقة وبعض وسائل الإعلام العالمية مفاده انهم قصفوا بصاروخ باليستي مدينة الدمام التي تبعد عن اليمن اكثر من الف كيلو .. ضخامة الخبر ودلالاته وفرح الحوثيون به لم يكن يعطي مجالا للشك أن خبرهم غير صحيح خصوصا أن الصاروخ وصل الى منطقة تعتبر من خط التماس الخطير في العالم هذه الإيام ونقطة تجاذب في حال نشوب صراع إيراني مع العالم الحر .
هذا الحدث هو رساله أن الحوثيين حاضرين لخدمة إيران في أي صراع تدخل فيه، وان الجبهة الجنوبية لأذرع إيران ستنضم إلى المعركة متى ما دعتهم إيران للدفاع عنها ، ثم إنهم بهذا العدوان الصاروخي، حولوا احتفالاتهم من استهداف المناطق الغربية للسعودية التي تضم مكة والمدينة بما لها من قدسية في نفوس المسلمين الذي يتقاطرون هذه الايام لأداء الحج ومنهم اكثر من ثمانين الف حاج ايراني، إلى استهداف أقصى شرق الجزيرة العربية تفادياً لأي حرج كالذي تعرضوا له بعد محاولة استهدافهم منطقة مكة قبل سنوات قليلة مما تبعه استنكار إسلامي واسع.
المفاجأه الكبرى أن صاروخ ايران العشوائي لم يصل الدمام أصلاً بل ربما ابتلعته صحراء الربع الخالي وهذا بحد ذاته فضيحه لإعلام الحوثي وجميع حلفائه.
خلاصة القول، ان تعرض الحوثيين لسلسة من عمليات التضليل الايراني الذي طور خبراؤه تلك الصواريخ البائسة وهو يروج لها على أنها مباركة ووصولها لأهدافها مضمون يطرح السؤال عن كيفية الوصول واين الهدف فبدعة الكذب في الاجابة تقية.