تبوك وجهة الباحثين عن البحر والتاريخ فماذا تعرف عن بوابة الشمال؟

الإثنين ٨ يوليو ٢٠١٩ الساعة ١٠:٥٥ مساءً
تبوك وجهة الباحثين عن البحر والتاريخ فماذا تعرف عن بوابة الشمال؟

تجمع منطقة تبوك مقومات جغرافية وتضاريسية متنوعة؛ بين بحر وسهل وجبل وآثار طاعنة في القدم وأجواء رائعة على مدار العام؛ مما جعلها وجهة سياحة جاذبة لأهالي المنطقة وزوارها خلال فترة الصيف، فضلًا عن المهرجانات السنوية التي يشرف عليها فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المنطقة.

وتقع تبوك بين صحراء النفود شرقًا والبحر الأحمر غربًا، فيما تقبع خمس من محافظاتها على ساحل البحر الأحمر وهي محافظة حقل وضباء والوجه وأملج والبدع، وتعد كثبان النفود الطابع المميز لمحافظة تيماء.

وتُعرف مدينة تبوك، بأنّها واحدة من أهم وأكبر المُدن الواقعة في الجهة الشماليّة من المملكة، وتمتاز هذه المدينة بالأصالة والعراقة، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 500 قبل الميلاد، وتعددت الأسماء التي عرفت بها المدينة منذ القدم، ولكنها اشتهرت باسمها الحالي في عصر صدر الإسلام حتى وقتنا الراهن، ومن أشهر ألقابها تبوك الورد، وبوابة الشمال.

70 % زراعة:

وتشتهر منطقة تبوك بأنها من المناطق الزراعية الكبرى في المملكة، وتتركز الزراعة فيها في مدينة تبوك بالتحديد، حيث إن 70% من المساحة المزروعة في المنطقة توجد في المدينة وما حولها، والسبب في هذا هو الوفرة المائية في تبوك، حيث تعتبر مدينة تبوك المصدر الرئيس للمياه في المنطقة؛ وذلك لطبيعتها الجيولوجية التي تمتاز بقدرتها على تخزين المياه.

ومن أبرز المحاصيل الزراعية في تبوك؛ القمح، والفواكه، والخضروات، وتشتهر أيضًا بزراعة الورود التي يتم تسويقها محليًا وعالميًا، حيث يتم تصدير الورود إلى بعض دول العالم.

معالم تاريخية:

وتضم المنطقة عددًا كبيرًا من المواقع الأثرية، وخاصة في مدينة تبوك، ومنها على سبيل المثال؛ مسجد التوبة، ولمدينة تبوك مسارات سياحية جاذبة لزوارها منها “قلعة تبوك” لما لها من أهمية تاريخية ارتبطت بالموقع الذي أقام فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، تجاورها عين كانت تجود بالماء حتى عهد قريب، ويقابلها المسجد الأثري الذي يُقال إن الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه- بناه في الموقع الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن بين تلك المواقع أيضًا سكة الحديد بتاريخها العريق وأهميتها السياحية، التي تكمن في طريقة بنائها الفريدة التي تقع على مساحة 80 ألف متر مربع، والتي تضم متحف تبوك الإقليمي.

ومن أهم معالمها؛ آثار شعيب أحد المعالم السياحية الهامة في المنطقة ويعود تاريخها إلى زمن الأنباط، وجبال الديسة التي تتميز بالتشكيلات الطبيعية الأخاذة وبتنوع أشكالها بفعل نحت الماء والهواء في صخورها الرملية لتشكل أعمدة صخرية شاهقة ومتنوعة، فيما تنتشر بها النقوش الثمودية والنبطية، وأيضًا بئر هداج أشهر آبار المملكة ويقع في تيماء ويعود بناؤه إلى الألف الأولى قبل الميلاد، بجانب قلعة البلدة وقلعة الملك عبدالعزيز وقصر الحمرا.

مهرجان الورد والفاكهة:

وتستعد مدينة تبوك هذه الأيام لإطلاق مهرجان الورد والفاكهة، ويعتبر أضخم مهرجان على مستوى المنطقة، ويتوقع أن يصل عدد زواره لأكثر من نصف مليون زائر، وسينطلق برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، ويتضمّن المهرجان الكثير من الفعاليات والبرامج والعروض الموجهة لكافة شرائح المجتمع، ويسلط الضوء على منتجات المنطقة الزراعية ودعم المشاريع الشبابية الناشئة.

وشهدت تبوك في السنوات الأخيرة نهضة حضارية وعمرانية واسعة، كما زاد فيها عدد الفنادق والشقق الفندقية، وارتفع أعداد القادمين لها جوًّا عبر مطارها الجديد الذي يستوعب مليون ونصف راكب سنويًّا، ووفقًا لهيئة الطيران المدني فإنه خامس مطارات المملكة من حيث الحركة والنشاط، وانطلق تشغيله رسميًّا في 2011م.