الفرق بين ولادة الهلال ورؤيته ومعايير بداية الشهر الهجري

الإثنين ٣ يونيو ٢٠١٩ الساعة ٦:٤٩ مساءً
الفرق بين ولادة الهلال ورؤيته ومعايير بداية الشهر الهجري

أكّد محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي أن البعض يخلط بين ولادة الهلال وبداية الشهر الهجري وذلك استنادًا لبعض الآراء الفقهية القليلة جدًا التي تعتبر ولادة القمر مؤشرًا لدخول الشهر الهجري بشرط أن يغرب بعد غروب الشمس.

هل يبدأ الشهر الهجري إذا حدث تولد الهلال قبل غروب الشمس؟

وأضاف عودة في دراسة نشرها المشروع الإسلامي لرصد الأهلة:  يبدأ اليوم المدني المستخدم في حياتنا اليومية في الساعة 12 ليلًا، أما اليوم  الهجري فإنه يبدأ من لحظة غروب الشمس، واعتقادًا من بعض الفقهاء أن معنى تولد الهلال هو انتقال القمر إلى طور الهلال، فقد أقرّ هؤلاء الفقهاء أنه بما أن القمر قد أصبح في طور الهلال قبل بداية اليوم الهجري فهذا يعني أنه من المقبول شرعًا أن يكون اليوم التالي هو أول أيام الشهر الهجري الجديد، إلا أن هذا الاعتقاد قد ربط بداية الشهر الهجري بطور المحاق (تولد الهلال) وليس طور الهلال! ولهذا فإننا نتمنى على الجهات الفلكية عدم استخدام مصطلح تولد الهلال لما يسببه هذا المصطلح من إرباك، واستخدام مصطلح الاقتران أو المحاق أو الاستسرار.

 معايير رؤية الهلال

وتابع أن هناك 3 معايير لرؤية هلال الشهر الهجري وهي:

أولًا: معيار غروب القمر بعد الشمس وحدوث المحاق قبل غروب الشمس:

يقول أصحاب هذا المعيار إنه إذا غرب القمر في اليوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري بعد غروب الشمس ولو بدقيقة، وحدث المحاق قبل غروب الشمس ولو بدقيقة، فإن القمر يمكن رؤيته بعد غروب الشمس كهلال، وعليه يكون اليوم التالي هو أول أيام الشهر الهجري الجديد.

ثانيًا: معيار عمر القمر:

يُستخدم هذا المعيار من قبل عامة الناس كونه الأسهل استخدامًا، فنجد من يقول إنه إذا زاد عمر القمر وقت غروب الشمس عن 12 ساعة مثلًا فعندها يمكن رؤية الهلال في ذلك اليوم لافتًا إلى أن معيار عمر القمر لا يمكن استخدامه بدقة لمعرفة إمكانية رؤية الهلال.

ثالثًا: معيار مكث القمر:

تُسمى الفترة ما بين غروب الشمس وغروب القمر بمكث القمر، وقد اتخذ البعض هذه القيمة كمعيار لمعرفة إمكانية رؤية الهلال، فنجد مَن يقول مثلًا أنه إذا مكث القمر لمدة تزيد عن 30 دقيقة بعد غروب الشمس، فعندها يمكن رؤية الهلال، وبالعودة إلى أرصاد الأهلة الممتدة منذ العام 1859 م  وحتى العام 2005م نجد أن أقل مكث هلال تمّت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة، وذلك من فلسطين يوم 20/09/1990م، أما بالمرقب فقد كان أقل مكث هلال تمت رؤيته هو 21 دقيقة، وذلك من قبل الراصد ستام (Stamm) يوم  02/11/2005م، وهذا المعيار ليس دقيقًا كذلك.

رابعًا: معيار الاستطالة (قوس النور):

الاستطالة هي بُعد مركز القمر عن مركز الشمس بالدرجات كما يرى من الأرض، فعلى سبيل المثال إن استطالة القمر وقت ذروة كسوف الشمس الكلي تساوي صفرًا، لأن القمر يقع أمام الشمس تمامًا بالنسبة للناظر من الأرض، في حين أن استطالة القمر عن الشمس وقت البدر تساوي 180 درجة، أما عندما يكون القمر في طور التربيع الأول فإن استطالته تساوي 90 درجة، وكلما ازدادت استطالة القمر عن الشمس ازدادت نسبة إضاءته وبالتالي تتحسن إمكانية رؤية الهلال.

وتابع: مما سبق نستنتج أنه لا يمكن استخدام عمر القمر أو مكثه لمعرفة إمكانية رؤية الهلال، ولكن قد نتمكن من معرفة إمكانية رؤية الهلال إذا كانت هذه القيم صغيرة جدًا أو كبيرة جدًا، فمثلًا من المُسلّم به أنه لا يمكن رؤية الهلال إذا كان عمر القمر ساعة واحدة فقط مثلًا، أو إذا كان مكث القمر 5 دقائق فقط، في حين أنه من المفترض أن نرى الهلال إذا كان عمره 48 ساعة أو مكثه ساعتين، أما معيار الاستطالة فإنه ينص على أنه لا يمكن رؤية الهلال حتى باستخدام المرقب إذا كانت استطالة القمر عن الشمس أقل من 6 درجات، ولكن معيار الاستطالة لا يعطي إمكانية رؤية الهلال إذا كانت استطالة القمر عن الشمس أكبر من 6 درجات.

إقرأ المزيد