ضبط شخص أثار الفوضى وأعاق عمل الأمن في إحدى الفعاليات برماح وظائف شاغرة لدى وزارة الطاقة وظائف شاغرة في الشؤون الصحية بالحرس الوطني اللجنة الطبية بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل تكشف عن حالات عبث الجامعة الإسلامية تُدشن المنصة الإلكترونية للمجلات العلمية وظائف شاغرة بـ فروع شركة جوتن جامعة طيبة بالمدينة المنورة تسجل براءتي اختراع علميتين قبول طلب تقييد دعويين جماعيتين من أحد المستثمرين ضد تنفيذيين بإحدى الشركات بيان الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الخليجي: ندعم سيادة سوريا ولبنان وندين العدوان الإسرائيلي القبض على المطرب الشعبي حمو بيكا في القاهرة
لم يكن أمام جيل الستينيات والسبعينيات الهجرية في منطقة عسير وسائل معرفة بدخول شهر رمضان المبارك ، سوى الإنصات لسماع الرمي بطلقات حية من الأسلحة البندقية ، أو مشاهدة شعل النار على قمم الجبال العالية المتعارف على البعض منها في استخدامها لمثل هذا الحدث المهم لدى المجتمع العسيري كافة, هذا ما تحتفظ به ذاكرة كبار السن من أهالي عسير الذين تعايشوا في زمن مضى مع تلك الوسائل ، في الوقت الذي نعيش فيه اليوم زمن السرعة وانتقال الأخبار والأحداث المماثلة في ثوانٍ معدودة عبر وسائل التواصل الحديثة وما تحتويه الأجهزة النقالة من تقنيات وتطبيقات ساعدت في نقل الخبر في حينه.
وقال عبدالله بن سعيد آل ريمان بعمر ألـ85 عام خلال حديثه لـ (واس) : ” كانت طريقة إعلان دخول شهر رمضان لم تتجاوز الطلقات النارية قديماً وقد تعايشت معها في بدايات سنوات عمري قبل مايزيد عن السبعين عام ،إضافة إلى الشعل النارية التي يقوم بها أشخاص معنيين بهذا الأمر في بعض القرى بمنطقة عسير ، يليها يبدأ تناقل خبر دخول شهر الصوم عند مشاهدتها من قرية إلى أخرى”.
وأوضح أن الشعل تختلف بأعدادها ومدلولاتها ، فالشعلة الواحدة على قمة الجبل تعني دخول شهر الصوم والثلاث الشعل تعني ليلة عيد الفطر، مضيفاً : ” هكذا كان آباؤنا وأجدادنا يستخدمون تلك الطرق كإحدى وسائل الإعلان في ظل عدم وجود تقنية الوسائل الإعلامية آنذاك “.
وأضاف : مر إعلان دخول الشهر بمراحل عديدة مابين انتظار ومشاهدة هلال الشهر، قائلاً : كانت منطقة عسير تعاني بنسبة كبيرة من عدم رؤية الهلال بحكم تضاريسها المتباينة مابين الارتفاعات والهضاب والسواحل مما يجبر الأهالي في بعض السنوات على إكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً وكذلك رمضان, عقب ذلك وفي ظل وجود أمارات المراكز وبدايات توحيد البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز – رحمه الله – كان الأهالي ينتظرون مرسول تلك الأمارات أو مرسول المخافر ومكاتب القضاة.
وأكد في بعض الأوقات يصل المرسول في نهار اليوم التالي إما ينبه إلى أن هذا اليوم من شهر رمضان ويجب صومه وقضائه في حال الإفطار ، أو أنه يوم عيد ويجب الإفطار فيه.
وفي الجانب ذاته تناول الثمانيني عامر الأسلمي من محايل عسير الحديث حول كيفيه معرفتهم بدخول شهر الصوم قديماً ، حيث قال لا يختلف الحال عن أهالي السراة والحجاز في تتبع الهلال أو منازل بعض النجوم الدالة على دخول الشهر ، وأضاف كانوا يتعارفون قديماً بدخول شهر رمضان بإشعال شعلة كبيرة على إحدى قمم جبل متعارف عليه لدى الجميع.
واستعاد الأسلمي ذاكراته في هذا الجانب حيث أضاف أن البعض يدخل عليهم الشهر ولا يعلموا به إلا اذا اجتمعوا خصوصا في أحد الأسواق التي يتناقلوا فيها الأخبار فاليوم الأول من رمضان لم يكن يصومه البعض وذلك لعدم معرفتهم بذلك ، وهكذا كان حال عيد الفطر فالبعض لا يعلم بدخوله إلا متأخرا فيفطروا بلحظتها وتبدأ مراسم عيد الفطر لديهم.
وعن العادات القديمة في إقليم عسير في شهر رمضان المبارك تناولها الدكتور عبدالرحمن عبدالله آل حامد على صفحات كتابه (العادات والتقاليد في إقليم عسير) قائلاً: ” يحتل شهر رمضان لدى سكان إقليم عسير كسائر المسلمين مكانة دينية خاصة فيستقبلونه بفرح وسرور، ويفرح بقدومه الأطفال خاصة” ، مضيفاً : ” رغم ما يمثله الصيام من مشقة جسدية على السكان، لم يكن من أمرهم التخلي عن نشاطاتهم اليومية المعتادة، بل كانوا يقومون بالفلاحة ورعاية مزروعاتهم ومواشيهم وأغنامهم منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس”.
وأكد آل حامد أن أهالي عسير يترقبون بتلهف أذان المغرب، الذي يرفع من فوق مئذنة المسجد فيتنافس الأطفال حينها على إبلاغ أمهاتهم عند سماع الأذان، ويتناول الإفطار في العادة جماعة في مسجد القرية، إذ يحضر كل صاحب منزل رغيفاً (قرصاً) من الخبز أو أكثر، إضافة الى دلة من القهوة وبعض التمر. وربما كان طعام الإفطار من الأوقاف التي أوقفها بعض أهل القرية لتقديم طعام الإفطار للصائمين، وتسمى فطرة المسجد. وبعد أداء صلاة المغرب ينصرف الجميع إلى منازلهم فيتناولون وجبة الإفطار الرئيسة وتتكون في العادة من المنتوجات المحلية، مثل الخبز والأكلات الشعبية المعدة من الحبوب والسمن والعسل أو اللحم .
وذكر المؤلف أن الجميع يقومون بأداء صلاة العشاء والتراويح وبعد ذلك يجتمع كبار السن في منزل أحدهم فيتسامرون لساعة أو ساعتين. وفي بعض القرى الكبيرة، يجتمع أهل القرية عند أحد الأشخاص المشهورين بحفظ الروايات والقصص والأشعار الشعبية، فيستمعون لما يرويه لهم من سيرة بني هلال او غيرها من الروايات الشعبية, ويجتمع الشبان في أطراف القرية ويتسامرون مدة من الزمن. ثم ينصرف الجميع إلى منازلهم فينامون حتي وقت السحر، إذ يتناولون وجبة السحور، ثم يؤدون صلاة الفجر وينصرفون إلى أعمالهم.
وأوضح آل حامد أنه في نهاية الشهر يقوم أهل القرية بإخراج زكاة الفطر، وتسمى لديهم (فطرة)، ويخرجونها للفقراء والمساكين الذين يسكنون في القرية أو يأتون من قرى أخرى ، فيما أكد أن أهالي عسير كانوا في آخر يوم من رمضان يرقبون رؤية هلال شوال الذي يؤذن بعيد الفطر.
وقال : يصعد بعضهم إلى أماكن مرتفعة لذلك وعند رؤية الهلال ، تشعل النيران في رؤوس الجبال ليشاهدها سكان القرى البعيدة, ومن أشهر الأماكن التي كانت توقد فيها النيران ( جبل العارض ) وهو من جبال تهلل بالسودة . التي تعد من أعلى القمم في الجزيرة العربية ، كما تطلق الأعيرة النارية لإعلام الناس بنهاية أو بداية رمضان أو قدوم العيد.