العريضي لـ”المواطن” : قمم مكة تقطع الطريق على إرهاب إيران العابر للقارات

الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٩ الساعة ٢:٢٢ صباحاً
العريضي لـ”المواطن” : قمم مكة تقطع الطريق على إرهاب إيران العابر للقارات

أكد الكاتب والصحفي السياسي وجدي العريضي، أن انعقاد القمتين الخليجية والعربية الطارئتين وقمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة في هذه الظروف المفصلية التي تجتازها المنطقة، ينبع من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أمن واستقرار الأمة الإسلامية والعالم العربي.

وأكد العريضي لـ”المواطن” أنّ السعودية حريصة على كل ما يرسي الأمان والاطمئنان في هذا العالم وهي دائمًا تقف إلى جانب الشعوب الآمنة والمسالمة وتمدّ لها يد الدعم، وكم كان لها صولات وجولات في بلسمة جراح العديد من الدول في شتى بقاع الأرض.

ضربة معلّم:

وتابع: من هذا المنطلق، باعتقادي أنّ دعوة خادم الحرمين الشريفين لهذه القمم، إنّما تُعتبر “ضربة معلّم” وفي توقيت بالغ الدقة، وهذا يدلّ على حكمة الملك سلمان ورأيه السديد في معالجة المخاطر والتطورات المحدقة بالساحتين الإسلامية والعربية، ومن هنا جاءت هذه الدعوة المشكورة في مكة المكرمة، وذلك أيضًا لدليل على مكانة ودور وحضور المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي وما تتمتّع به من ثقة لدى المجتمع الدولي على كافة المستويات.

مثلث الشر الحوثي الإيراني:

أمّا عن الأهداف الكامنة وراء الدعوة لهذه القمم قال العريضي: أرى أنّ ما يجري من تحوّلات ومتغيّرات وتطوّرات في المنطقة من اليمن إلى العراق وسوريا وفلسطين والسودان وسواهم، فذلك عامل أساسي ورئيسي لهذه الدعوة الكريمة وخصوصًا أنّ البعض يتربّص شرًّا لاستباحة الدول العربية وسيادتها وسلامة أراضيها، الأمر الذي تقوم به إيران من خلال استعمال ورقة الحوثيين في اليمن وتشكيل حالة إرهابية قوامها حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، وهذا المثلث الذي يعيث في الأرض فسادًا وإرهابًا بدعم واضح المعالم من طهران، فإنّه بات يشكّل خطرًا محدقًا على الأمة الإسلامية جمعاء والعالم العربي.

إرهاب إيراني عابر للقارات:

وأضاف أن هذا الإرهاب المتمادي لم يقتصر دوره وحضوره على المنطقة ودول الخليج تحديدًا بل وصل إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي ما حصل في الأيام الماضية من تفجيرات طالت السفن في ميناء الفجيرة وصولًا إلى ضرب المنشآت النفطية قرب الرياض، فهذا التمادي بات يحتاج إلى رادع ووازع، لاسيما وأنّ المملكة أول من عانى من الإرهاب والتطرف وكانت لها اليد الطولى في ضرب هذه الآفات لاستئصالها من جذورها.

تحصين الخليج والساحة العربية:

وبناءً على هذه المعطيات والأجواء الخطيرة في سياق ما تقوم به إيران من دعم مجموعات إرهابية في معظم دول العالم ولاسيما ما يجري في الخليج، فإنّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يستشعر بهذا الخطر الداهم، وعلى هذه الخلفية جاءت الدعوة لتلك القمم في مكة المكرمة وفي هذا الشهر الفضيل من أجل اتخاذ القرارات والخطوات والإجراءات المناسبة بغية تحصين الخليج والساحة العربية في مواجهة الموجات الإرهابية، ولاسيما أنّ السعودية ومن خلال دورها مع الدول الحليفة في الدفاع عن اليمن فإنّها قطعت الطريق على إيران لاستباحة وانتهاك السيادة العربية.

مصداقية إسلامية وعربية:

وأكد أن هذه القمم سيكون لها دورها المؤثّر في هذه المرحلة وذلك من خلال ما تتمتّع به المملكة من مصداقية إسلامية وعربية ولدى سائر دول القرار في حين لابد من الإشارة إلى أنّه وقبيل هذه القمة فإنّ قيادة المملكة تقوم باتصالات مكثّفة وعلى أعلى المستويات وتحديدًا من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحيث نرى تأثير الدبلوماسية السعودية على الصعيدين الأوروبي والأمريكي وعلى امتداد الساحتين العربية والإسلامية وفي الخليج، وهذا أيضًا ينمّ عن حرص سعودي لمواجهة ومجابهة التحديات وضرب الإرهاب في مهده.

إجماع إسلامي ودولي:

وختم بقوله: باعتقادي إنّ القمم الثلاث في مكة المكرمة تحظى بإجماع إسلامي وعربي وعلى الصعيدين الأوروبي والأمريكي ومن الأمم المتحدة لأنّ الجميع على بينة واضحة ممّا تقوم به طهران من إمداد الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي بالمال والسلاح وكل وسائل الإرهاب والتخريب، وما الإجراءات التي رفعتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال العقوبات على إيران وحزب الله، إلاّ دليل على المساعي الآيلة والهادفة إلى قطع إمداد وتمويل الإرهابيين واتخاذ الإجراءات الصارمة بحق طهران التي تهدّد ليس أمن واستقرار دول الخليج والعالم العربي والإسلامي فحسب وإنّما الاقتصاد الدولي.