ابقوا في أماكن آمنة.. أمطار وسيول على معظم المناطق حتى الأحد التؤام السيامي هبة وسماح: المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة حوّل الألم إلى أمل مرحلة برد الانصراف تبدأ بعد شهر جماهير النصر الأكثر حضورًا في الجولة الـ11 سحر صناعة الخوص من الأحساء يتألق في بَنان سكني: يتم الإعلان عن مخططات الأراضي الجديدة قبل إدراجها في الموقع الأندية السعودية تخطف الأنظار في دوري أبطال آسيا للنخبة جيسوس: البطولة الآسيوية صعبة للغاية والتحكيم سيئ الملك سلمان يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء السعودية الخميس القادم إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار في لبنان
بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى تونس لحضور فعاليات القمة العربية ، والحديث عن الجوانب السياسية والاقتصادية للزيارة، لا يمكن أن نغفل الحديث عن التاريخ الإسلامي لتونس، وبخاصة جامع عقبة بن نافع، أو جامع القيروان كما هو متعارف.
ويعد جامع القيروان من أشهر الجوامع التي تمّ بناؤها في العهد الإسلامي، ومن أشهر المساجد التاريخية في بلاد المغرب الإسلامي.
جامع القيروان في التاريخ
كانت القيروان رابع الحضارات التي أسّسها المسلمون في البلاد المفتوحة، بعد البصرة والكوفة في العراق والفسطاط في مصر، ويعتبر موقعها اختياراً ذكياً من فاتحها عقبة بن نافع؛ حيث تأسست بعيداً عن شاطئ البحر المتوسط باتجاه الصحراء وذلك لتكون بعيدةً عن الهجمات البحرية للجيش البيزنطي.
وقام الفاتح العظيم ببناء الجامع فيها ليكون أول جامعٍ يُبنى في المغرب العربي، وكان ذلك في ٦٧٠م، وقد كان الجامع يعتبر معقلاً لانطلاق المجاهدين لفتح البلاد، ونشْر الأمن والاستقرار في بلاد المغرب بشكلٍ عامٍ، وكان هذا هو دأب المسلمين في الأمصار الجديدة.
وقد استغرق بناء المسجد خمسة أعوام بسبب انشغالهم بالفتوحات والجهاد. كان بناء المسجد الأول عبارةٌ عن ظِلة مسقوفة بالعريش، والأعمدة عبارة عن جذوع النخيل، وكان الهدف من ذلك هو الاقتداء بشكل المسجد النبوي.
ولكن في عهد الحكام التاليين لجؤوا إلى تطوير شكل المسجد وإضافة إضافاتٍ عليه مع احتفاظه بالشكل الأولي له، فقام هشام بن عبد الملك ببناء مئذنةٍ جميلة جداً في وسط الحائط الشمالي للمسجد.
قام الحاكم العباسي يزيد بن حاتم بهدم البناء كاملاً باستثناء المئذنة والمحراب عام 348م، وأعاد بناءه مرةً أخرى على الهيئة التي هو عليها الآن، ثمّ أحدث زيادة الله بن الأغلب بعض التغييرات عليه، وقد حاول في البداية هدْم المخراب لأنّه منحرف قليلٌ عن القبلة إلاّ أن فقهاء المالكية أثنوه عن رأيه، فقام بتغطية المِحراب من أمام المصلين بجدارٍ مبنيٍّ بحيث لا يراه من يصلي، وبنى محراباً جديداً بالاتجاه الصحيح للقبلة من الرخام الأبيض المخرم، كما رَفَع سقف الجامع وبنى قبّةً مزخرفة بلوحاتٍ رخامية على أسطوانة المحراب.
معالم جامع القيروان الجمالية
القبة التي تمّت إقامتها أمام المحراب في البلاطة الوسطى، ثم تقابلها قبة أخرى عند انتهاء البلاطة الوسطى.
المئذنة عبارةٌ عن برج ضخم في نهاية الصحن الموجود في الجدار المواجه لجدار القبة.
يعد المحراب من أقدم المحاريب في جوامع بلاد المغرب العربي، كما أنّه يمتاز بتزيينه بأسلوبٍ كرني، مرسوم على خلفيةٍ ذات لونٍ أسود.
جامع القيروان عبر العصور
مثلما بُنيت مدينة القيروان بعد الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا ، بُني جامعها الكبير ويسمونه أيضا جامع عقبة بن نافع نسبة للقائد الأموي الذي اخضع القيروان كليا في حملته الثالثة عليها عام 665 م .
ويقال إن المدينة شيدت على أنقاض حصن للروم ودام بناؤها خمس سنوات انتهى عام 670 م ، بعد عام تم بناء الجامع الواقع في الطرف الشمالي من المدينة ، فليس ” أقدم من المدينة جامعها ” كما هو متداول. والحال أنهما الاثنان ولدا في زمن واحد قبل ثلاثة عشر قرنا تقريبا.
إن من أبرز ما جادت به العبقريّة التونسية عبر العصور : جامع عقبة بن نافع بالقيروان. وهو يعتبر من أروع وأجل مآثر الحضارة العربية الإسلامية في العالم.
وقد ظل هذا المعلم الشامخ يبهر الناظرين والدارسين بتناسق عمارته وتآلف عناصره وثراء رصيد الفني وتلألأ أنواره. فمن أعلى صومعته صاح الرسام العالمي بول كلي بقوله الآن أصبحت رساما وذلك لفرط ما سرى فيه من إحساس بالظل والنور.
واعتبر الأديب الفرنسي قي دي منبسان الذي زار القيروان في أواخر القرن التاسع عشر جامع عقبة بن نافع من روائع الدنيا لما ينطوي عليه من إبراز للعبقريّة الإسلامية التي استطاعت نحت روحها وعقيدتها الدينية من خلال شتات من المواد الصخرية المتناثرة في إطلال بائدة لأمم غابرة.
أول من جدد بناء الجامع بعد عقبة هو حسان بن النعمان الغساني الذي هدمه كله وأبقى المحراب وأعاد بناءه بعد أن وسعه وقوى بنيانه وكان ذلك في عام 80 هـ.
في عام 105 هـ قام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بالطلب من واليه على القيروان بشر بن صفران أن يزيد في بناء المسجد ويوسعه، فقام بشر بشراء أرض شمالي المسجد وضمها إليه، وأضاف لصحن المسجد مكانا للوضوء وبنى مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر الجنان. وبعدها بخمسين عاما (155 هـ) قام يزيد بن حاتم والي أبي جعفر المنصور على أفريقية بإصلاح وترميم وزخرفة المسجد.
في عام 221 هـ قام ثاني أمراء الأغلبيين زيادة الله بن الأغلب بهدم أجزاء من الجامع لتوسعته كما قام برفع سقفه وبنى قبة مزخرفة بلوحات رخامية على اسطوانة المحراب. أراد زيادة الله أن يهدم المحراب إلا أن فقهاء القيروان عارضوه وقالوا له: “إن من تقدمك توقفوا عن ذلك لما كان واضعه عقبة بن نافع ومن كان معه”.
قال بعض المعماريين: :أنا أدخله بين حائطين فيبقى دون أن يظهر في الجامع أثر لغيرك”، فأخذ بهذا الرأي وأمر ببناء محراب جديد بالرخام الأبيض المخرم الذي يطل منه الناظر على محراب عقبة الأساسي.
في عام 248 هـ قام أحمد بن محمد الأغلبي بتزيين المنبر وجدار المحراب بلوحات رخامية وقرميد خزفي.
وفي عام 261 هـ قام أحمد الأغلبي بتوسعة الجامع وبنى قبة باب البهو وأقام مجنبات تدور حول الصحن. في هذه المرحلة يعتقد أن الجامع قد وصل إلى أقصى درجات جماله.
في عام 441 هـ قام المعز بن باديس بترميم المسجد وتجديد بنائه وأقام له مقصورة خشبية لا تزال موجودة إلى يومنا هذا بجانب محراب المسجد. قام الحفصيون بتجديد المسجد مرة أخرى بعد الغزوة الهلالية.