لماذا أعلن ولي العهد في باكستان عن توقُّع الـ50 مليون سائح؟

الإثنين ١٨ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٤:٢٧ مساءً
لماذا أعلن ولي العهد في باكستان عن توقُّع الـ50 مليون سائح؟

بكل دهاء وحنكة، جاءت في كلمة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بعد الترحيب اللافت بزيارته الطموحة إلى باكستان، الإشارة إلى قدرة المملكة العربية السعودية على استقطاب 50 مليون سائح إليها خلال الأعوام الـ 15 المقبلة، أي في إطار طموحات “رؤية 2030”.

هذه التوقعات المشروعة لم تأتِ من فراغ ، ولعل اختيار المكان والزمان له دلالاته، حينما قال الأمير محمد بن سلمان ذلك التصريح المهم جداً في مستهل زيارته إلى باكستان تحديداً، وفي هذا الوقت تحديداً، خصوصاً حينما ربط ذلك الأمر بـ “إيمانه ورهانه” على منطقة الشرق الأوسط ومستقبلها.

شرق أوسط جديد = أوروبا الجديدة:

ما قِيل في باكستان تأكيد على أهم ما قاله ولي العهد في منتدى مستقبل الصحراء الأخير في الرياض (دافوس الصحراء)، أي قبل ما يقرب من أربعة أشهر مضت،  في 24 أكتوبر الماضي تحديداً.

في ذلك التوقيت المهم جداً، توقع الأمير الشاب الطموح أن تصبح منطقة الشرق الأوسط بمثابة “أوروبا جديدة” خلال السنوات الخمس المقبلة، رغم ما يحدث فيها من مفارقات جيوسياسية وأمنية وعسكرية. ولعل العالم حفظ من كلماته في ذلك المنتدى الاقتصادي تلك الجملة الشهيرة، حينما قال: “لا أريد أن أفارق الحياة قبل أن أرى الشرق الأوسط متقدماً عالمياً”.

وهنا تتضح جرأة الطموحات وسط التحديات، لمن يدرك أن لغة الاقتصاد قادرة على استيعاب كل طلاسم لغة السياسة وصراخ “العمليات العسكرية” في الوقت المناسب.

رسالة “طويق” في باكستان:

واهتم ولي العهد في وسط حدث “دافوس الصحراء” الاقتصادي، أن يؤكد على أن “همة السعودية لن تنكسر”، ومؤكداً: “لن يوقفنا أحد”، وذلك حينما وضع الرهان بين يدي أبناء بلده، حينما قال: “أعيش بين شعب جبار”، وشبّه همة شعب بلاده بـ “جبل طويق” المعروف في وسط السعودية.

ولعل رسالة “طويق” العميقة المختصة بالهمة السعودية التي يجب أن تثبت حضورها خلال مستقبل السنوات المقبلة من بناء “الحلم السعودي الكبير”، حضرت مع كلمة الأمير محمد بن سلمان في باكستان، حينما قال: “أعمل على بناء مستقبل عظيم للسعودية وباكستان، ولديّ ثقة في منطقتنا، لذلك سنستثمر فيها بكل طاقاتنا”. ولعل في ذلك دلالة في ضرورة الإفادة من همة الشعبين السعودي والباكستاني معاً، من أجل الاستعداد للمرحلة المهمة المقبلة، بالمزيد من تحديات الثبات والبناء.