العوامية من بؤرة للإرهاب إلى مركز إشعاع حضاري

الأربعاء ٦ فبراير ٢٠١٩ الساعة ١١:١٩ صباحاً
العوامية من بؤرة للإرهاب إلى مركز إشعاع حضاري

تميزت الندوة التي أقامها أدبي الأحساء، مساء أمس الثلاثاء، تحت عنوان “العوامية من مصدر قلق إلى مركز إشعاع وألق” بضيوفها وحضورها، وبما قدم فيها من خلال محاورها الثلاثة التي دار الحديث فيها حول حيّ المسورة الواقع في بلدة العوامية بمحافظة القطيف ذلك الحيٍّ القديم العشوائي الذي ظهر اسمه مؤخرًا في الأحداث الإرهابية الأخيرة، حيث اتخذ منه الإرهابيون وكرًا لتنفيذ إجرامهم ضد الأبرياء من المواطنين ورجال الأمن، مما أدى إلى مواجهات مع هذه المجموعات الإرهابية التي اعتدت على السكان الآمنين وعلى رجال الأمن والعابرين من هذا الحي.

وهنا كان لا بد من القضاء على هذه البؤر من خلال إعادة تخطيط هذا الحي وفق رؤية عصرية تحوله إلى مركز إشعاع حضاري في شتى المجالات، فأنشأت الدولة في العوامية على أنقاض هذه العشوائيات حيًا نموذجيًا يتكون من مساكن حديثة لأهالي البلدة كما يحتوي على أسواق ومحلات تجارية ذات طابع تراثي، ومنطقة أثرية، ومركز ثقافي، ومكتبة عامة، وصالة رياضية وغير ذلك من المرافق الخدمية.

وتحدث المشاركون في هذه الندوة التي شهدت حضورًا شبابيًا كثيفًا من مثقفي ومثقفات الأحساء ومن طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل عن هذا المشروع في الندوة التي أدارها مدير استديو الإذاعة بالدمام المذيع صالح العجرفي وقدم خلالها عرضًا مصورًا عن هذا المشروع النموذجي.

وبعد ذلك تحدث عضو مجلس بلدي بلدية القطيف، إبراهيم آل إبراهيم عن المشروع الجديد والرهان القائم على إنجازه كمشروع وطني مبهر خلال فترة زمنية قصيرة وأن أي زائر للعوامية لن يتجاوز زيارة المشروع البارز فيها والمحقق لرؤية 2030، بينما أشار الدكتور فهد الخريف أستاذ علم الاجتماع الجنائي المشارك بجامعة الملك فيصل إلى جهود الدولة في مواجهة الفكر الضال.

وأكد أن هناك خططًا لمقارعة الفكر بالفكر في حين أن لدى بعض الدول ميلًا لفرض الفكر بالقوة إلا أن بلادنا بحثت في جذور السلوك الخاطئ وعالجته وما مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الاجتماعية إلا نموذج رائد لمعالجة هذه الأفكار والسلوكيات المنحرفة والأفكار الضالة.

وأشاد بدور رجال الأمن وتعاونهم على اعتبار تسامح الإسلام ووسطيته وحقنه للدماء مع الحرص الشديد على الحفاظ على أرواح المدنيين وذكر أن من تم القبض عليهم يُقدم لهم النصح والإرشاد ورعاية أسرهم.

ولفت الخريف إلى أن جميع من خرجوا من هذا الحي أو هربوا من الذعر أمّنت لهم الدولة المسكن الآمن بشكل عاجل.

في حين أكد المهندس عصام عبداللطيف الملا وكيل أمانة المنطقة الشرقية للتعمير والمشاريع أن مشروع وسط العوامية بداية لسلسلة متتابعة من المشاريع المهمة وهناك مداخل يتم العمل عليها لربط العوامية ببقية أحياء القطيف كما أن هناك توجهًا وطنيًا لرفع مستوى الطرق فيها لتصبح نسيجًا عمرانيًا متلاحمًا مع بقية الأحياء.
واختتمت الندوة بإعلان الإعلامي عادل الذكر الله عن تسيير النادي رحلة خاصة لجميع إعلامييّ وإعلاميات ومثقفي ومثقفات الأحساء إلى حي المسورة بالعوامية في ضيافة أمانة المنطقة الشرقية.
وكان لرئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري كلمة أخيرة عبّر فيها عن سعادته بهذه الندوة التي وصف فيها الطرح بأنه كان هادئًا وذكيًا، وأنها ندوة مميزة وهادفة لفئة شبابية من طلاب وطالبات قسم الإعلام بجامعة الملك فيصل وهم عماد مهم من أعمدة هذا الوطن ولسان صدق لنمائه وإبداعاته.

وبين أن هذه الندوة تأتي ضمن حملة النادي الوطنية الثانية التي أطلقها النادي تحت مسمى (أدبي الأحساء.. الوطن أولًا) ودشنها الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية أثناء زيارته للأحساء مؤخرًا.