اقتصاديًا وعسكريًا وفضائيًا.. لماذا تكتسب زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الصين أهمية خاصةً؟

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٨:٣٢ صباحاً
اقتصاديًا وعسكريًا وفضائيًا.. لماذا تكتسب زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الصين أهمية خاصةً؟

وصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صباح اليوم الخميس، إلى الصين، في زيارة تكتسب أهميتها للبلدين، ذلك بسبب الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الدولتين في تنفيذ رؤية 2030، وأيضًا مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وتهدف زيارة ولي العهد إلى بكين إلى تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين، وأيضًا متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة إلى بكين، حيث تعتبر المملكة الصين، حليفاً موثوقاً به سياسيًا، وشريكاً لا غنى عنه تجاريًا.

علاقات راسخة:

وما يؤكد العلاقات الراسخة بين الرياض وبكين أن زيارة ولي العهد هي ثاني زيارة رفيعة المستوى في أقل من عامين، بعد زيارة الملك سلمان التاريخية في عام 2017، وهو ما يشير إلى أهمية ومتانة العلاقة الاستراتيجية، حيث تعد البلدان من أهم القوى الاقتصادية في القارة الآسيوية.

كما أنه اللقاء الثاني للأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الصيني خلال عام تقريبًا، حيث التقاه على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين نهاية نوفمبر الماضي 2018م بالأرجنتين.

قطاعات مشتركة:

وهناك تعاون كبير يجمع بين الرياض وبكين في مجالات عديدة وقطاعات مختلفة، سواء الطاقة أو الصناعة أو البتروكيماويات أو الاتصالات، بالإضافة إلى قطاعات البناء والإنشاءات، كما تجمع المشروعات المشتركة الكبرى بينهما خاصةً في قطاع الطاقة، وكان آخرها مصفاة ياسرف النفطية التي افتتحها الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الصيني خلال زيارته الرياض، ويقدر إنتاجها بنحو 400 ألف برميل يوميًا.

وبلغة الأرقام، تجاوزت استثمارات المملكة في الصين، نحو 12 مليار دولار بنهاية العام الماضي، كما وصل عدد الشركات السعودية المستثمرة في الاقتصاد الصيني أكثر من 290 شركة، تركزت في مجالات الصناعة والتجارة والبحث العلمي والخدمات الفنية.

فضاء وتكنولوجيا عسكرية:

وليست فقط قطاعات الاقتصاد والنفط هي التي تجمع بين الرياض وبكين، حيث تأتي زيارة ولي العهد إلى الصين، بعد نجاح المهمة الاستكشافية المشتركة بين الرياض وبكين للفضاء الخارجي العام 2018م، وهو ما يفتح الباب أمام مزيد من التعاون في مجال الأبحاث الفضائية، وخاصةً مع إطلاق المملكة قمر صناعي حمل عبارة “فوق هام السحب” التي خطاها ولي العهد بنفسه.

وعسكريًا، من المعروف أن الصين تتمتع بقدرات تكنولوجية عسكرية كبرى، ويأتي هذا في وقت تسعى فيه السعودية لتعظيم قدراتها العسكرية ورفع نسبة المحتوى المحلي منها، مما يجعل من بكين شريكًا محتملًا لدعم هذه الرؤية التي يتبناها ولي العهد ويخطو فيها بخطى ثابتة وملموسة.