استشاري نفسي يحلل لـ”المواطن”.. لماذا ينتحر الأطفال والمراهقون؟

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩ الساعة ١٠:٤٩ صباحاً
استشاري نفسي يحلل لـ”المواطن”.. لماذا ينتحر الأطفال والمراهقون؟

أكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد شاوش، أن الانتحار يشكل قضية كبرى في العالم، حيث بينت الإحصائيات انتحار ما يزيد عن 800 مليون شخص بالعالم سنويًا، وتزيد محاولات الانتحار الفاشلة عن 10 ملايين شخص بالعالم.

وقال شاوش في تصريحات إلى “المواطن” إن معدل الانتحار لدى المسلمين منخفض بشكل عام جدًا، وفي المملكة كذلك، علمًا بأن أغلب الحالات المُقدمة على الانتحار في السعودية من العمالة الوافدة، مشيرًا إلى أن في منطقة الباحة معدل الانتحار منخفض جدًا؛ بسبب تدني الضغوط الحياتية والترابط الاجتماعي والالتزام بالقيم والمبادئ الاجتماعية.

انتحار الأطفال:

وبالنسبة إلى حالات الانتحار لدى الأطفال، أوضح شاوش أنه تم تسجيل حالات قليلة بسبب الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال والمراهقين وهي ألعاب خطيرة وموجهة للتعامل مع التأثير النفسي والإيحائي الشديد في مراحل متعددة، متابعاً أن هذه الألعاب تعتمد على الطاعة العمياء وتلامس بعض احتياجات الأطفال والمراهقين واستغلال محدودية القوى المعرفية والحكم الصائب على الأمور، وتكمن المشكلة في اتجاه الأطفال والمراهقين لهذه الألعاب والمواقع الإلكترونية دون رقيب أو حسيب بدعوى الانفتاح والتوافق مع العالم فينشغل الأهل عن أولادهم، وسط تجاهل من المدارس والإعلام وعدم إعطاء هذه المشكلة حقها من التوعية.

الألعاب الإلكترونية:

ولفت استشاري الطب النفسي إلى أن الألعاب الإلكترونية تعد عاملاً مهماً في تنمية الخيال والوهم بسبب ما تُحدثه من افتراضيات خيالية تبعد الطفل عن الواقع وتعيشه في عالم منعزل، مفصول عن الحقائق، وبالتالي يفتقد الطفل إلى المهارات والقيم والانتماء فينشأ أنانياً لا يعرف كيف يتعايش مع الواقع وتصيبه الحقائق بالإحباط والقلق والتوتر والكآبة.

استهداف الفتيات:

وأضاف شاوش أن هناك برامج مخصصة للفتيات لتعليمهن مبادئ وقيم لا تتناسب مع قيم ومبادئ المجتمع فتتربى الفتاة على الرفض والعناد وطلب الحرية غير المفيدة واعتبار كل ما يخصها أمر شخصي ليس لأحد الحق التدخل فيه، فتصبح لعبة سهلة ولقمة سائغة لمحركي هذا البرامج، مشدداً على أن هذه الألعاب والبرامج والمواقع والمنتديات الإلكترونية المفتوحة تنتج طفلاً أو مراهقاً هشاً قابلاً للتشكيل الفكري والسلوكي الجديد، وكثيراً ما يشعر الأطفال والمراهقين بالخواء والكآبة والطفش المطلق وعدم وجود أهداف حياتية واضحة، وكذلك يصابون بسبب هذه الألعاب بضعف التركيز واضطرابات النوم والسلوكيات والعادات الغذائية السيئة التي تضيف أعباء أخرى تحد من قدرة الأطفال والمراهقين على التكيف والصمود والتطور، وهذه مشكلة يواجهها العالم بأسره وليس المجتمع السعودي فقط، ولكن رغم ذلك في المملكة هناك إفراط في استخدام هذه الوسائل ومحدودية وسائل الترفيه المنضبطة.

التعليم هو الحل:

ورأى استشاري الطب النفسي أن التعليم يعتبر اللبنة الأولى في الحد من عوامل الخطر بكل اتجاهاته ووسائل وتنمية عوامل الحماية بكل خططها ووسائلها، كما أن على الأسر دوراً كبيراً في التوعية والإشراف على الأبناء وتوجيههم التوجيه السليم وبناء شخصية الطفل فكرياً وسلوكياً وجسدياً.