طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
وصف صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، بالأوضاع غير المستقرة البائسة المقلقة والمخيفة التي تغيظ الصديق وتَسُرّ العدو، مبيناً أن حال هذه المنطقة المتخمة بالصراعات والفتن اليوم هي ما يريد أعداؤنا أن نكون عليه؛ حسب تعبيره.
وقال: «إننا “رجل العالم المريض”، الذي تفتك به أمراض متعددة، كثير منها نحنُ –العرب- من تسبب فيها بفرقتنا وتناحرنا، وبفشل كثير من دولنا ومن قادتنا بتجاهل أعراض أمراضنا وتشخيصها التشخيص السليم، وتجاهل السياسات التي تجنِّبنا هذا الوضع المزري الذي نعيشه في عدد من بلداننا. وإذا نظرنا إلى هذه الأوضاع من خلال حالة الاستقطاب والتشرذم، ومن خلال حالة عدم اليقين السائدة حالياً على المستوى الدولي وعلى المستوى الإقليمي، وعلى مستوى الدول؛ فإن منطقتنا مرشحةٌ لسيناريوهات مستقبلية من صنع غيرنا. لقد فشلنا في عالمنا العربي في إدارة كثير من أمورنا خلال العقود الماضية، وطريقة إدارتنا لحاضرنا هي ما سيحدِّدُ كيف سيكون مستقبلنا».
وأكد سمو الأمير تركي الفيصل، خلال كلمته في اللقاء الذي أقامته وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات بأبوظبي، الاثنين 6 جمادى الآخرة 1440هـ/ الموافق 11فبراير 2019؛ أن أوضاع العالم العربي بناءً على المعطيات القائمة في دُوله حالياً لا تدعو إلى التفاؤل؛ فهو عالمٌ منكشفٌ استراتيجياً على جميع الأصعدة ومفتوحٌ على كافة الاحتمالات، مشيراً إلى أن حالة التشرذم والضعف قائمة منذ عقود جراء تداعيات أحداث جسام حلت في المنطقة خلال السنوات الماضية، والانكفاء على الذات وعدم التعامل مع المهددات المشتركة لكياناتنا ولشعوبنا، وسياسات اقتصادية واجتماعية وتعليمية وإعلامية وثقافية غير موفقة، والأنانية والطموح إلى الزعامة التي اتسمت بها بعض السياسات الخارجية العربية خلال عقود كثيرة، وأيضاً بسبب وقوع الدول العربية ضحيةَ سياساتٍ وتدخلات خارجية مستمرة.
وأوضح أن ما نشهده اليوم في عالمنا العربي من اضطراباتٍ وفقدانٍ للتوازن على مستوى الدول وعلى مستوى الإقليم؛ كان نتيجةً حتميةً لخلط السياسات والخيارات المتبعة داخليّاً وخارجيّاً، مبيناً أن كل ما نشهده اليوم أيضاً من تداعيات ما سُمِّي بـ«الربيع العربي» ما هو إلا شهادةُ إدانةٍ لتلك السياسات ونتيجةٌ طبيعيةٌ لها. وذكر أن ما جرى في العراق من انهيارٍ للدولة وللمجتمع، وانزلاق سورية إلى مستنقع الدم والدمار والخراب والإرهاب والمؤامرات والتدخلات الخارجية، ودخول اليمن في أتون صراعٍ وحربٍ داخلية، وفشل الدولة الليبية، وعدم الاستقرار في دول عربية أخرى، وانتشار ظاهرة الإرهاب العابر للحدود في كثير من دولنا، وشيوع ظاهرة الميليشيات المسلحة غير الخاضعة للدولة الوطنية، وتفشِّي الطائفية البغيضة، وغيرها من ظواهر كان من أسبابها نرجسيّةُ مَن حكموها وتعاليهم على أوضاع مواطنيهم.
وحدّد الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث، أهم التحديات الاستراتيجية التي تواجه العالم العربي في الاستقطاب الحادّ للقوى السياسية والاجتماعية الجديدة التي أفرزتها التحولات السياسية الجارية، وظهور النزعات الغريزية المُسَيَّسة الدينية والطائفية والمذهبية والإقليمية والقبلية المكتومة في سيكولوجية شعوبنا. بجانب ضعف وهشاشة وتشرذم النظام الإقليمي العربي بمؤسساته كافة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ ما أوجد فراغاً استراتيجيّاً أتاح لإيران وتركيا وغيرهما التلاعب بوحدة بلداننا ونسيجنا الاجتماعي. إضافة إلى أن أهمية المنطقة الاستراتيجية فرضت أن تكون عُرضة للتقلبات الاستراتيجية في العالم وعرضة للتنافس بين قواه الكبرى على النفوذ والمصادر الطبيعية.
وزاد سموه: «يبقى الإرهاب خطراً ماثلاً وتحدياً استراتيجيّاً لدولنا العربية؛ فالإرهاب العابر للحدود لكل القوى والميليشيات المتطرفة الطائفية في العراق وسورية واليمن ولبنان؛ يشكّل تهديداً وجوديّاً لمفهوم الدولة الوطنية في منطقتنا. ويبقى الصراع العربي الإسرائيلي تحدياً حقيقيّاً للمستقبل العربي. لقد كان هذا الصراع، ولا يزال، سبباً في تعثُّر كثير من المشاريع العربية خلال السبعين عاماً الماضية ومشاريع دولية أخرى قُدِّمت حول مستقبل المنطقة. فمن دون حَلِّ هذا الصراع حلّاً عادلاً يستجيب لمطالب الشرعية الدولية لن تستقر هذه المنطقة».
وأشار تركي الفيصل إلى أن آمال الشعوب الخليجية كانت معلقة على نجاح مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تحقيق أهداف تتجاوز هدف التضامن والتعاون والتنسيق، ومع ذلك فإن توقُّف عمل هذه المنظومة لا يخدم مصالحنا الجماعية أو الفردية حسب تصريحه، وتابع: «نرجسية حكام قطر تسببت في ذلك؛ فعلينا أن نستمر في السعي لاستعادة أحبائنا وأشقائنا أهل قطر إلى مسيرتنا المحمودة، وأن نعمل جميعاً في المملكة وفي الإمارات على تهيئة الظروف التي تسمح باستعادة وحدة هذه المنظومة، والخروج من وضع قد يتسبّب بأخطار أكبر على أمننا واستقرارنا. وعلينا أيضاً أن نعمل معاً من خلال رؤية واضحة لصَوْغ مستقبل أفضل لنظام إقليميّ عربيّ يتآكل، ونظام إقليمي خليجي مُهدَّد، للخروج من المآزق الكثيرة التي تشهدها أمتنا ودولنا العربية، ولتجنُّب مصير قد يكون أخطر مما نشهده».
وشدّد سموّه على أن الضمان الأكيد للحفاظ على أمننا واستقرارنا يتجلّى في المحافظة على وحدة نسيجنا الاجتماعي وتلاحم قياداتنا وشعوبنا. وتابع: «نحن، بالعزم والحزم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد؛ قادرون -مع بقية أشقائنا في الخليج، وأشقائنا في الدول العربية والإسلامية- على مواجهة التحديات والمخاطر التي هي تحديات ومخاطر للجميع».
واعتبر الفيصل العلاقات السعودية الإماراتية أنموذجاً للعلاقات التي ينبغي أن تسود بين الأشقاء، موضحاً أن هناك تاريخاً كبيراً لهذه العلاقات الأخوية الراسخة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الجارين. وأضاف: «لقد كان تأسيس هذه العلاقات المتميزة، التي تُؤتي أُكلها حاليّاً، مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً برؤية قائدَيْن تاريخيَّيْن وحكيمَيْن كانا يتطلّعان نحو مستقبل مشرق لبلديهما ولمنطقتهما ولعالمهما العربي والإسلامي؛ هما: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراهما. إن ما تحقَّق في هذه العلاقات من إنجازات خلال الأعوام الأربعة الماضية ما كان ليتمّ لو لم يكن سموُّ الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، أطال الله عمره، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهده، وسمو حكام الإمارات الآخرين، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهده؛ يؤمنون بأهمية هذه العلاقات إيمانَ مَن سبقوهم بها».